لا أظن أنني شاهدت في تاريخي التليفزيوني ، إعلانا أكثر استفزازا من إعلان فير أند لڤلي ، ذلك الذي يقوم على إقناع آلاف الفتيات أنهن سيحصلن على وظيفة أفضل في حالة تفتيح لون بشرتهن.
كنت قد عرفت شركات الإعلانات عن قرب لوقت مضى ، و شاركت في حملات صغيرة نسبيا ، و بعضها قد نجح تلفزيونيا ، و لكن لا اظن اننا كنا قد انحدرنا لهذا المستوى من قبل ، مسألة إشعار المراهقات بالدونية قياسا للون بشرتهن ، هو أمر شديد الدناءة في اعتقادي ، و خصوصا أن المستهدفات هن فتيات الطبقة المتوسطة الدنيا.
كنت أتحدث مع صديقة حول ذلك ، قالت أنها تكره إعلانات ميلودي ، ليس لسبب تربيوي مثل غالبية الناس ، و لا تحفظ لديها على صدر "بوبي" المتحرك دائما ، و لكنها وصفت إعلانا ما ، يقوم بطل الاعلانات فيه بضرب رجل عجوز.
حينما افكر في ما يسمى بـ "المسؤولية الإجتماعية" التي تقع علي عاتق الإعلاميين - و ربما الفنانين أيضا - أجد الأمر شائكا جدا ، فلا يمكن طبعا فرض قواعد اخلاقية او اجتماعية على منتجى الأعمال ، و إلا سنجد بعد سنوات - ربما يحدث - أن يفرض الحجاب مثلا في التليفزيون و الإعلانات ، و ما يزيد عن ذلك في هراء المزايدات الأخلاقية.
صديق لي ، له باع كبير في شركات الإعلانات الدولية ، شارك في أكبر الحملات بين لندن و القاهرة و دبي ، أخبرني أن كواليس صناعة الإعلانات شديدة الاأخلاقية ، ممادفعه للاستقالة بعد سنوات من العناء على حد قوله.
سألته توضيحا عن مدى لا أخلاقيتهم ، ففاجأني بالآتي:
١- شركات الدعاية و الإعلان لديها إحصائيات استراتيچية ضخمة ، أغلبها لا تستطيع ان تقوم به حكومات و لا هيئات أهلية ،فهم على دراية - مثلا - بعدد الفتيات الاتي يستخدمن مزيل العرق بشكل يومي في الجامعة ، و بكم الاستهلاك ، و بنسبة الإنفاق ، لديهم معلومات عن المنازل و البيوت ، و كم الانفاق اليومي للأسر المصرية ، و أوجه الإنفاق ، و طريقة تفضيل اسر كل شريحة اجتماعية لانفاقها .مما يساعدهم في تحديد اسعار المنتجات.
فمثلا شركة ألبان عالمية أتت لمصر في العام الماضي ، و قاموا بعمل بحث ميداني سريع ، اكتشفوا أن أقل من ١٪ من الشعب المصري يعرف حجم و ووزن علبة الزبادي العادية ، و بالتالي قاموا باصدار منتجهم من الزبادي ، بحجم أصغر من كل منافسيهم و بنفس السعر ، لم يلاحظ الناس الفرق ، لأن حجم العبوة واحد ، و كسبت الشركة الفرق. بل و بسبب ابحاث اخرى تمكنوا من قيادة سوق الزبادي في مصر.
٢- قامت شركة للفوط الصحية بحملة جديدة من حملاتها ، و من عاداتهم عمل ابحاث ميدانية جديدة و موسعة عند كل حملة ، و عرفوا من خلال الأبحاث متوسط استخدام الفتيات للفوط خلال دورتهن الشهرية ، فقامت الشركة بزيادة عدد الفوط في العبوة عن حاجة الفتيات بمقدار قطعتين ، و بالتالي غالبا ما تتبقى للفتاة قطعتين للمرة المقبلة وفقا لمتوسط الاستخدام ، مما يدفعها للشراء مرة ثانية - حتى و إن كانت قررت الاستغناء عن استخدام الفوط الصحية و استخدام الطريقة التقليدية - ، و لكن بالبحث اكتشفوا ان الفتاة أكثر ميلا للاستمرار علي الطريقة التي بدأت بها دورتها هذا الشهر . بل و هناك حيل أكثر من هذه للتحايل على فقراء الفتيات الاتي يستخدمن الفوط فقط عند الخروج ، و لا يستخدمنهن منزليا.
٣- أثناء نفس هذا البحث الميداني ، قامت الشركة بجلب عدد ما من الفتيات و النساء لمقرها لأخذ آرائهن و اقوالهن ، و المرعب أنهم استخدموا غرفا ذات مرآة ، تسمح لجالسين في غرفة اخري ملحقة بالمتابعة - كعادة المحققين الأمريكيين - و كانت الباحثة التابعة للشركة ، تسأل الفتيات عن آرائهن و انطباعاتهم حول المنتج الجديد من الفوط ،متعللة بأنهن "بنات في بعض" ، و أن "ماحدش معانا" علما بانه كان هناك فريق كامل من خبراء الإعلان يتابعون.
احب هذا الڤيديو السخيف ، و إن كان لا يصل لدرجة
سخف الإعلانات التي يسخر منها
الحقيقة لصديقي قصص عدة ، و لا مجال لذكرها ، كما أنه تحفظ عن ذكر قصص أخرى متعللا أن معرفتها قد تشكل خطرا على أشخاص بعينهم ، و لم أدر ماذا يعني.
كنت قد كتبت من قبل عن مَقتي للشركات الكبرى و علاماتها الدعائية ، و لكن الموضوع أكبر من اختياري الشخصي لارتداء اديداس ، أو تمبرلاند - ليس إعلانا - و لكن الأزمة أن الشركات تتحكم بشكل ما في بيوتنا و عائلاتنا عن طريق معارفها ، و معلوماتها اللا منتهية ، و هو أمر يقلقني كثيرا.
و قلقت أكثر حينما علمت أن أكبر ١٠٠ اقتصاد في العالم ٤٩ منهم دول كبرى ، و البقية الـ ٥١ هم مؤسسات و شركات ، و هو أمر جل مرعب.
و للحق ، ربما كان سبب انزعاجي الأكبر أنني اكتشفت فتاة جميلة جدا تستعمل مبيض الوجه ذلك ، الحقيقة ليس لدي أي فكرة لماذا ، سأتحلى بالشجاعة و أسألها يوما ما.
كنت قد عرفت شركات الإعلانات عن قرب لوقت مضى ، و شاركت في حملات صغيرة نسبيا ، و بعضها قد نجح تلفزيونيا ، و لكن لا اظن اننا كنا قد انحدرنا لهذا المستوى من قبل ، مسألة إشعار المراهقات بالدونية قياسا للون بشرتهن ، هو أمر شديد الدناءة في اعتقادي ، و خصوصا أن المستهدفات هن فتيات الطبقة المتوسطة الدنيا.
كنت أتحدث مع صديقة حول ذلك ، قالت أنها تكره إعلانات ميلودي ، ليس لسبب تربيوي مثل غالبية الناس ، و لا تحفظ لديها على صدر "بوبي" المتحرك دائما ، و لكنها وصفت إعلانا ما ، يقوم بطل الاعلانات فيه بضرب رجل عجوز.
حينما افكر في ما يسمى بـ "المسؤولية الإجتماعية" التي تقع علي عاتق الإعلاميين - و ربما الفنانين أيضا - أجد الأمر شائكا جدا ، فلا يمكن طبعا فرض قواعد اخلاقية او اجتماعية على منتجى الأعمال ، و إلا سنجد بعد سنوات - ربما يحدث - أن يفرض الحجاب مثلا في التليفزيون و الإعلانات ، و ما يزيد عن ذلك في هراء المزايدات الأخلاقية.
صديق لي ، له باع كبير في شركات الإعلانات الدولية ، شارك في أكبر الحملات بين لندن و القاهرة و دبي ، أخبرني أن كواليس صناعة الإعلانات شديدة الاأخلاقية ، ممادفعه للاستقالة بعد سنوات من العناء على حد قوله.
سألته توضيحا عن مدى لا أخلاقيتهم ، ففاجأني بالآتي:
١- شركات الدعاية و الإعلان لديها إحصائيات استراتيچية ضخمة ، أغلبها لا تستطيع ان تقوم به حكومات و لا هيئات أهلية ،فهم على دراية - مثلا - بعدد الفتيات الاتي يستخدمن مزيل العرق بشكل يومي في الجامعة ، و بكم الاستهلاك ، و بنسبة الإنفاق ، لديهم معلومات عن المنازل و البيوت ، و كم الانفاق اليومي للأسر المصرية ، و أوجه الإنفاق ، و طريقة تفضيل اسر كل شريحة اجتماعية لانفاقها .مما يساعدهم في تحديد اسعار المنتجات.
فمثلا شركة ألبان عالمية أتت لمصر في العام الماضي ، و قاموا بعمل بحث ميداني سريع ، اكتشفوا أن أقل من ١٪ من الشعب المصري يعرف حجم و ووزن علبة الزبادي العادية ، و بالتالي قاموا باصدار منتجهم من الزبادي ، بحجم أصغر من كل منافسيهم و بنفس السعر ، لم يلاحظ الناس الفرق ، لأن حجم العبوة واحد ، و كسبت الشركة الفرق. بل و بسبب ابحاث اخرى تمكنوا من قيادة سوق الزبادي في مصر.
٢- قامت شركة للفوط الصحية بحملة جديدة من حملاتها ، و من عاداتهم عمل ابحاث ميدانية جديدة و موسعة عند كل حملة ، و عرفوا من خلال الأبحاث متوسط استخدام الفتيات للفوط خلال دورتهن الشهرية ، فقامت الشركة بزيادة عدد الفوط في العبوة عن حاجة الفتيات بمقدار قطعتين ، و بالتالي غالبا ما تتبقى للفتاة قطعتين للمرة المقبلة وفقا لمتوسط الاستخدام ، مما يدفعها للشراء مرة ثانية - حتى و إن كانت قررت الاستغناء عن استخدام الفوط الصحية و استخدام الطريقة التقليدية - ، و لكن بالبحث اكتشفوا ان الفتاة أكثر ميلا للاستمرار علي الطريقة التي بدأت بها دورتها هذا الشهر . بل و هناك حيل أكثر من هذه للتحايل على فقراء الفتيات الاتي يستخدمن الفوط فقط عند الخروج ، و لا يستخدمنهن منزليا.
٣- أثناء نفس هذا البحث الميداني ، قامت الشركة بجلب عدد ما من الفتيات و النساء لمقرها لأخذ آرائهن و اقوالهن ، و المرعب أنهم استخدموا غرفا ذات مرآة ، تسمح لجالسين في غرفة اخري ملحقة بالمتابعة - كعادة المحققين الأمريكيين - و كانت الباحثة التابعة للشركة ، تسأل الفتيات عن آرائهن و انطباعاتهم حول المنتج الجديد من الفوط ،متعللة بأنهن "بنات في بعض" ، و أن "ماحدش معانا" علما بانه كان هناك فريق كامل من خبراء الإعلان يتابعون.
احب هذا الڤيديو السخيف ، و إن كان لا يصل لدرجة
سخف الإعلانات التي يسخر منها
الحقيقة لصديقي قصص عدة ، و لا مجال لذكرها ، كما أنه تحفظ عن ذكر قصص أخرى متعللا أن معرفتها قد تشكل خطرا على أشخاص بعينهم ، و لم أدر ماذا يعني.
كنت قد كتبت من قبل عن مَقتي للشركات الكبرى و علاماتها الدعائية ، و لكن الموضوع أكبر من اختياري الشخصي لارتداء اديداس ، أو تمبرلاند - ليس إعلانا - و لكن الأزمة أن الشركات تتحكم بشكل ما في بيوتنا و عائلاتنا عن طريق معارفها ، و معلوماتها اللا منتهية ، و هو أمر يقلقني كثيرا.
و قلقت أكثر حينما علمت أن أكبر ١٠٠ اقتصاد في العالم ٤٩ منهم دول كبرى ، و البقية الـ ٥١ هم مؤسسات و شركات ، و هو أمر جل مرعب.
و للحق ، ربما كان سبب انزعاجي الأكبر أنني اكتشفت فتاة جميلة جدا تستعمل مبيض الوجه ذلك ، الحقيقة ليس لدي أي فكرة لماذا ، سأتحلى بالشجاعة و أسألها يوما ما.
تدونتك دي عبارة عن مزايدة أخلاقية من النوع اللي اتكلمته عنه في نهاية المطقع التالت
ردحذفعشان بيضرب راجل عجوز و بغض النظر عن بزاز بوبي
اشعار مراهقات الطبقة الوسطى داكني البشرة بالدونية
مزايدات من النوع اللذيذ في الكلام
تناقض من النوع الفشيخ
انا مختلف تماما وجذريا معاك
ردحذفاولا مفيش في الاعلام او الاعلان او حتى الفن حاجة اسمها اخلاقيه
وحتى لو فيه فهى مسألة نسبية ممكن نتكلم فيها من هنا لبكره الصبح
على هذا الاساس
مش شايف اى مشكلة في ضرب رجل عجوز طالما الرجل بيضرب بمزاجه والموضوع كله تمثيل
ومش شايف اى مشكلة في اشعار الفتيات اصحاب البشرة السمراء او السوداء بالدونيه طالما في امكان الفتاة انها تغير المحطة او مش تشترى المنتج
الاعلانات المستفزة بالنسبة لى او البضان هى اللى بيكون مستواها الفنى ضعيف او فكرتها ركيكة جدا
اما عن احصائيات شركات الاعلانات
فهى نقطة بتأكد نظريتى بأن عصر الخصوصية انتهى تماما
وان مفيش داعى ان الناس تقاطع الفيسبوك
بقى لي فترة بافكر في موضوع فيرأندلفلي دا، و مع أني ساعات أشوف زي أحمد في أن كل واحد مسؤول عن نفسه و أن ال عندها عقدة دونية بسبب لونها فدي مشكلتها، لكني برضه شايف أن الشركات ال تستغل نقطة الضعف دي واطية و تستاهل الشتيمة.
ردحذفالمضحك أن زي ما البياض في ثقافتنا دليل على العز و المستوى الاجتماعي و الكلام دا، ففي أوروبا السمرة المكتسبة من الشمس هي الدليل على القدرة و المستوى المرتفع!
موضوع الخصوصية أنا شايفه بشكل مختلف لكن دا موضوع آخر.
uma
ردحذفأن يجمع قولي بين رأيين في شأن واحد ، لا أنظر له كتناقض على حد تعبيرك ، فمن الممكن للفرد أن يقول أن فلانة جميلة ، و شعرها يثير الأعصاب مثلا. و هو ليس تناقض ، و إنما رأيين.
و إن كنتي قرأتي بتروي ، لوجدتي أن قصة الرجل العجوز هو نقل لانطباعات صديقة ، و لم اكتب رأيي الشخصي ، أما "اشعار مراهقات الطبقة الوسطى داكني البشرة بالدونية" فهي حقيقة ، و قد عرفت كثيرات يشعرن انهن أقل في هذا المجتمع بسبب لون بشرتهن.
كل ما اقول أنه ليس من النبل أبدا تزكية هذا الشعور في نفس بسطاء القوم.
تحية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد بيه
يا عزيزي انا ما طالبتش بأي معايير أخلاقية، أنا اصلا مش عارف الاخلاق دي تتعرف بإيه ، انا قلت العكس تماما ، قلت : لا يمكن نحط معايير اخلاقية ، و إلا حتتمنع الاعلانات و الافلام كلها بعد كام سنه!
بس ارجع و اقولك ، البنت مش حتغير المحطة زي مانت متصور ، لانه مش فيلم بايخ ، او اغنية فقيعة ، لأ ، دي حملة مدروسة ، و تم التركيز على العناصر اللي حتجذب البنت و تقنعها تغير لون بشرتها
و ده غير أخلاقي
و ان كنت مش باحاول منعه مطلقا
لكن باوصفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألف
الشركات مش "بتستغل" شعور البنت بالدونية ، الشركات بتخلقه ، زي البانر اللي ع الفليكر عندك.
هما بيعملوا مفهوم جديد. و بيعلموه للناس.و ده فعلا وطيان!
و طبعا الموضوع مالوش اي علاقة بالخصوصية ، ده تلقيح كلام من بيسو اكمنوا ظريف زي ماحنا ما عارفين.
:)
أنا كمان واحدة معرفتي كانت بتشتغل في مجال الدعايا واستقالت بسبب حملات فير أند لافلي البضان، سواء لازم تبقي بيضة عشان شغل أو عريس أو ثقتك بنفسك
ردحذففعلاً اعلانات المواد اللي بتعطي سمرة صناعية منتشرة برة فعلاً بس مبتعتمدشي على أن البنت ذات البشرة الفاتحة مش هتتجوز أو هتلاقي شغل
صحيح يا أحمد، "خلق الحاجة" و بعدين "إشباعها" دا أحد وظائف التسويق ال درسناها في المدرسة. لكن أعتقد أن القدرة على خلق النوعية دي من الحاجات تعتمد أساسا على استعداد شخصي عند الناس (جزء منه ثقافي!). أو على الاقل أتمنى :)
ردحذفtesadda2 ana fe3lan beyetba2ali etnen akher kol dawra!!!?!
ردحذفfi mawdoo3 wad3 ma3ayeer akhlakeya, fa tab3an wala ana wala enta benfakkar fe kawa3ed teshref el dawla 3ala tasyerha, laken el kalam fel akhlakeyyat mesh mogarrad romanseyya aw 7anin le zaman el khossosseyya zay ma sadiq leq bey2ool... el kalam 3an el akhlaqeyat howa fel 7a2i2a 3an 3elaqat kowwa w saytara wad7a, we wad3 fih fe2a beta7taker (belkaf) massader el ma3refa wel ebda3, we beltali adwat entag khayal el nas we raghabathom we 7atta ro2yethom le nafsohom.. el so2al mesh fi man3 ay sot, bas fi mo7awlet kasr el e7tekar dah we raf3 sot modad, sot mesh madfoo3 bel raghba fi ta7qiq arba7 laken belraghba fi tar7 bada2el fel 7aya... fi ra2yi el motawade3
walla eh ya 7amada?
ممممممم
ردحذفطيب و بعدين؟ وساخة شركات الاعلان دي حاجه ، انما تأثير الوساخه على الناس ده الأهم ، الأفكار الرائجة دلوقتي وسط الساده و السيدات في سن الثلاثين بتعتمد على اللي بيوصله الاعلان ليهم ، الأفكار المعتاده زي انت محتاج البتاع ده ، او انك هاتبقى مبسوط لما تشتري البتاع ده ، او انك هاتنجح في حياتك لو اشتريت البتاع ده ، و هكذا
كل ده برضو مش مشكله ، الأفكار طول ما هي في الدماغ مش هاتودي في داهية ، بس المشكله في رد الفعل
رد الفعل اللي باشوفه ان الساده و السيدات دول ممكن يصرفوا كامل مرتبهم على هدوم ، او على ساعة يد ، او على ساعة يد اخرى ، و غالبا هايجبوا ساعة يد تالته ، مع انه في الحقيقة محتاج ساعة يد واحده ، كمان فكرة اني لازم أشتري البتاع ده أصلي ، اكيد انت تعرف ان فيه مصانع تحت سلالم بكين بتصنع منتجات شبيهه بالشهيرة و تحط عليها العلامه التجارية ، بدون أي علاقه بينها و بين الشركه صاحبة العلامه ، و اكيد عارف انها ارخص بكتير من المنتج التاني و مش هاقول الأصلي ، هنا تظهر المشكله ، بعدما كانت الرغبة في انك تلبس بوكسر مكتوب عليه نايك ، بقىت الرغبة في انك تلبس بوكسر نايك "أصلي" و يا ريت يكون غالي ، و مش جايبه في تخفيض ، عشان انا لو شفت واحد لابس زي في الشارع ممكن اقلعه و أمشي بلبوص ، أمال ده مقام الراجل في بوكسره النايكي الأصلي
طبعا نفس الحاجله موجوده عند السيدات بس بأبعاد أكثر تراجيديه ، و قد تصل الى الشعور بارتفاع الضغط و الدوخه و الزحار لو شافت واحده تانية لابسه ايشارب شبيه ببتاعها ، او جزمة زحافي زي بتاعتها
كمان فيه نظرية الجزم الزحافي ، و دي لوحدها عايزه كتب لوصفها ، بس ببساطه شديده ، الجزمه الزحافي هي جزمة بسيطه جدا جدا ، حته بلاستيك تمثل النعل المسطح تماما ، يلتصق بها حتة بلاستيك او قماش او اي نيله تمثل وش الجزمة ، و مع ذلك معدل أسعار الجزم الزحافي "الأصلي" تقريبا 200 جنيه ، ميه للنعل و ميه للوش ، برضو مافيش ما يمنع ان الواحده يكون عندها جزمة زحافي لزوم المنظرة ، الجديد بقى ان الواحده بيكون عندها بتاع 30 جزمة زحافي ، تلاتين يا مؤمن ، و اللي عندهم تلاتين دول بينقسموا لقسمين ، قسم اهوج تماما ، جايب جزمة لكل طقم ، بمعنى ان مافيش جزمة تمشي على طقمين ، مستحيل ، القسم التاني الشاطر شوية هو اللي جايب تلات جزم لكل طقم ، و ده قسم ذكي للغاية ، لانهم عادة بياخدوا التلات جزم معاهم في أي مشوار ، واحده في رجلهم و الاتنين التانيين في العربية ، تحسبا لانهم يشوفوا واحده تانية لابسه نفس الجزمة ، تقوم سيادتها ترجع تاني للعربية و تغيرها ، لازم أكون مميزه
انا باستمتع جدا بالأفلام الدموية العنيفه المقززة و المثيرة للقيء ، شيء رائع فعلا ، و مع ذلك ماحدش شافني باقطع جتة حد و لا باسلق لسان جاري عشان أعمل عليه شوربة ، و ده دليل على مدى رجاحة عقلي بالمقارنة مع سيدات الجزم الزحافي
معلش الموضوع توسع شوية