أنأى بنفسي ما استطعت عن الكتابة حول السينما ، أو الأفلام عموما ، و مؤخرا أحاول البعد عن المواضيع النوستاچية التي تشبعت بها صفحاتي التافهة هنا ، و لكني لم أجد مفرا من أن أكتب في الأمرين معا اليوم.
أتذكر أنا بعد صغير ، كنت أجلس مع أبناء أصدقاء اهلي ، و نتراص أمام جهاز التليفزيون ، لندير فيلما واحدا بشكل لا ينقطع ، و لازلت أذكر وجوه الأقران و هم يذرفون الدمع و هم يشاهدون هذا المخلوق الصغير ، و هو يحتضن إليوت ، و أظنني من حينها و أنا مهتم بالشأن السينمائي ، و أتابع ما يقع في يدي من أفلام.
إي . تى ، و إن كان واحدا من أهم ١٠٠ فيلم صنعت ، و أختير مكررا كواحد من أكثر الأفلام إلهاما في التاريخ ، إلا أنني لا أذكر كثيرا أنني قرأت عنه بالعربية ، و قلما مر عليه النقاد المصريون ، و حينما أقرأ عن كلاسيكيات السينما ، فإنها تبدأ المواطن كين ، و تعبر أوروبا لأفلام جودار ، و تروفو ، و تمر بأنطونيوني ، و إن أتت امريكا فسأقرأ عن كوبولا ، و بولنسكي ، و رجل كل العصور سكورسيزي ، و لكن ليس سبيلبرج ، أو چورچ لوكس .
في الحقيقة ، لا أظنني أعرف فيلما أكثر إحكاما من إي .تي ، بل و لا أعرف فيلما ملك هذه القدرة علي التأثير في مشاهديه ، و لا أعرف صانع فيلم من التاريخ استطاع بعفوية بالغة جمع ملايين الأطفال من سائر الثقافات ليسمرهم أمام فيلم قليل التكلفة عن كائن فضائي صغير الحجم ، و قبيح الهيئة .
قام سبيلبيرج بتصوير أغلب الفيلم من زاوية منخفضة ، و كأنها عين إليوت الطفل أو إي.تي ذاته ، بل و قام بتصوير المشاهد وفقا لحدوثها ، و لذا كان بكاء الاطفال في مشهد الوداع الأخير حقيقيا ، لأنهم شعروا بافتقادهم إياه.
لا أعرف هل كون الفيلم يتحدث عن اطفال أو كائن من الفضاء ، و ليس عن الحلم الأمريكي ، أو أفكار مغرورقة الذاتية لمخرج إيطالي ، يجعل الفيلم أقل حظا في الكتابة حوله لدينا؟ فلقد ساءني دوما ترفع الكتابات العربية عن الكتابة عن أفلام أمريكية ضخمة الإيرادات ، و الاقلال من شأنها تارة ، أو محاولة قراءتها سياسيا تارة ، و كلاهما اسلوبان لا يرقيان للحالة العفوية لفيلم كهذا.
لقد صور المخرج حياة اسرة هجرها الأب - كما حدث مع المخرج في الحقيقة - و استخدم الكثير من تفاصيل طفولته كما هي ، بل و حتى اساليب التوبيخ بين الأخوة الصغار استعارها من اسلوب اخته الصغيرة ، و كون الفيلم مغرورقا في ثقافته الأمريكية ، فإن هذا لم يمنع أطفال في الخليج العربي ، و مصر من مشاهدة الفيلم و الضحك على نكاتهم ، و الحزن لاحزانهم ، و شراء دمية لإي تي في المنزل.
و قد عشت طفلا و أنا أشاهد درو باليمور ، و إي تي ينصحها :
"Be Good"
و قد كبرت الطفلة لتصبح بطلة واحد من أكثر الأفلام إيثارا لدي .
Almost Famous
و رغم أنه قد كُتِب كثيرا في الخارج عن الرمزية في الفيلم ، و تمت محاولات لاسقاط أبعاد سياسية و دينية عليه ، بل و اعتبر الفيلم نوع من الدعاية التبشيرية وفقا للبعض ، و قد أنكر سبيلبرج كل هذا .
و قد رأى البعض في الملصقات الدعائية نوع من الاشارة للوحة الخلق لمايكل أنجلو ، و قد رأى البعض في مشهد "قيامة" إي تي و بعثه من الموت إشارة أخرى لقيامة المسيح ، و رغم غرابة شكل المشهد إلا أن سبيلبرج ضحك لهذه الأفكار و قال:
"أمي تدير مطعما للطعام اليهودي ، ماذا ستفعل بي إن علمت أنني أقوم بدعاية مسيحية؟"
أذكر مخرجا مصريا كبيرا مرة ، كان يشاهد أفلام التخرج في معهد السينما ، قال: الأفلام حلوة ، بس أنا مش عارف ليه باحس الأفلام أفلام ناس عواجيز ، مش شغل مخرجين شباب .
و الحقيقة ظللت أفكر في ذلك دوما ، فصناع الفيلم يتربون على مشاهدة كلاسيكيات أوروبية مضغها الزمن ، و أثبتت عدم قدرتها علي البقاء في ذاكرة الشعوب ، و تحولت لمتحفيات ، و لقاعات الدراسة ، وأما عن هذه القلة من الأفلام التي استطاعت النفاذ ، و عبور أجيال و ثقافات لتستمر و إلى الأبد ، يتم التغاضي عنها.
هل أظنني سأبالغ إن تجاوزت الأب الروحي ، و راعي بقر منتصف الليل ، و روما فيلليني ، و بيرسونا و أحلام كيروساوا و سائق التاكسي .. و اعتبرت إي تي هو أفضل الأفلام على الاطلاق في رأيي ؟.... لقدرته على التأثير في الملايين ، و المليارات لسنوات ، و تجاوز عنصر الزمان ، و المكان ، و تتفرد حالة القصة في عقولنا ما حيينا ، فضلا لجمال قصته ، و دلالتها ، و بنية شديدة الإحكام ، و جمال بصري أخاذ.
أو سأطرحه في صيغة سؤال: هل انعدام الرغبة في تقييم فيلم كهذا هو نوع من الاستعلاء الثقافي ، أم أنه يثبت أن غض البصر عن فيلم عن رحلات فضائية - مهما ارتفع مستواه - يعبر عن فقداننا لما قام هذا المخرج بعمل الفيلم من أجله:
وفقا لتعبيره:
Tolerancy
أتذكر أنا بعد صغير ، كنت أجلس مع أبناء أصدقاء اهلي ، و نتراص أمام جهاز التليفزيون ، لندير فيلما واحدا بشكل لا ينقطع ، و لازلت أذكر وجوه الأقران و هم يذرفون الدمع و هم يشاهدون هذا المخلوق الصغير ، و هو يحتضن إليوت ، و أظنني من حينها و أنا مهتم بالشأن السينمائي ، و أتابع ما يقع في يدي من أفلام.
في الحقيقة ، لا أظنني أعرف فيلما أكثر إحكاما من إي .تي ، بل و لا أعرف فيلما ملك هذه القدرة علي التأثير في مشاهديه ، و لا أعرف صانع فيلم من التاريخ استطاع بعفوية بالغة جمع ملايين الأطفال من سائر الثقافات ليسمرهم أمام فيلم قليل التكلفة عن كائن فضائي صغير الحجم ، و قبيح الهيئة .
قام سبيلبيرج بتصوير أغلب الفيلم من زاوية منخفضة ، و كأنها عين إليوت الطفل أو إي.تي ذاته ، بل و قام بتصوير المشاهد وفقا لحدوثها ، و لذا كان بكاء الاطفال في مشهد الوداع الأخير حقيقيا ، لأنهم شعروا بافتقادهم إياه.
Run for your life.. back to the river.
لا أعرف هل كون الفيلم يتحدث عن اطفال أو كائن من الفضاء ، و ليس عن الحلم الأمريكي ، أو أفكار مغرورقة الذاتية لمخرج إيطالي ، يجعل الفيلم أقل حظا في الكتابة حوله لدينا؟ فلقد ساءني دوما ترفع الكتابات العربية عن الكتابة عن أفلام أمريكية ضخمة الإيرادات ، و الاقلال من شأنها تارة ، أو محاولة قراءتها سياسيا تارة ، و كلاهما اسلوبان لا يرقيان للحالة العفوية لفيلم كهذا.
لقد صور المخرج حياة اسرة هجرها الأب - كما حدث مع المخرج في الحقيقة - و استخدم الكثير من تفاصيل طفولته كما هي ، بل و حتى اساليب التوبيخ بين الأخوة الصغار استعارها من اسلوب اخته الصغيرة ، و كون الفيلم مغرورقا في ثقافته الأمريكية ، فإن هذا لم يمنع أطفال في الخليج العربي ، و مصر من مشاهدة الفيلم و الضحك على نكاتهم ، و الحزن لاحزانهم ، و شراء دمية لإي تي في المنزل.
و قد عشت طفلا و أنا أشاهد درو باليمور ، و إي تي ينصحها :
"Be Good"
و قد كبرت الطفلة لتصبح بطلة واحد من أكثر الأفلام إيثارا لدي .
Almost Famous
و رغم أنه قد كُتِب كثيرا في الخارج عن الرمزية في الفيلم ، و تمت محاولات لاسقاط أبعاد سياسية و دينية عليه ، بل و اعتبر الفيلم نوع من الدعاية التبشيرية وفقا للبعض ، و قد أنكر سبيلبرج كل هذا .
و قد رأى البعض في الملصقات الدعائية نوع من الاشارة للوحة الخلق لمايكل أنجلو ، و قد رأى البعض في مشهد "قيامة" إي تي و بعثه من الموت إشارة أخرى لقيامة المسيح ، و رغم غرابة شكل المشهد إلا أن سبيلبرج ضحك لهذه الأفكار و قال:
"أمي تدير مطعما للطعام اليهودي ، ماذا ستفعل بي إن علمت أنني أقوم بدعاية مسيحية؟"
أذكر مخرجا مصريا كبيرا مرة ، كان يشاهد أفلام التخرج في معهد السينما ، قال: الأفلام حلوة ، بس أنا مش عارف ليه باحس الأفلام أفلام ناس عواجيز ، مش شغل مخرجين شباب .
و الحقيقة ظللت أفكر في ذلك دوما ، فصناع الفيلم يتربون على مشاهدة كلاسيكيات أوروبية مضغها الزمن ، و أثبتت عدم قدرتها علي البقاء في ذاكرة الشعوب ، و تحولت لمتحفيات ، و لقاعات الدراسة ، وأما عن هذه القلة من الأفلام التي استطاعت النفاذ ، و عبور أجيال و ثقافات لتستمر و إلى الأبد ، يتم التغاضي عنها.
يقول إي تي
You must be dead, because I don't know how to feel. I can't feel anything anymore.
هل أظنني سأبالغ إن تجاوزت الأب الروحي ، و راعي بقر منتصف الليل ، و روما فيلليني ، و بيرسونا و أحلام كيروساوا و سائق التاكسي .. و اعتبرت إي تي هو أفضل الأفلام على الاطلاق في رأيي ؟.... لقدرته على التأثير في الملايين ، و المليارات لسنوات ، و تجاوز عنصر الزمان ، و المكان ، و تتفرد حالة القصة في عقولنا ما حيينا ، فضلا لجمال قصته ، و دلالتها ، و بنية شديدة الإحكام ، و جمال بصري أخاذ.
أو سأطرحه في صيغة سؤال: هل انعدام الرغبة في تقييم فيلم كهذا هو نوع من الاستعلاء الثقافي ، أم أنه يثبت أن غض البصر عن فيلم عن رحلات فضائية - مهما ارتفع مستواه - يعبر عن فقداننا لما قام هذا المخرج بعمل الفيلم من أجله:
وفقا لتعبيره:
Tolerancy
تعليق على جنب كده ..
ردحذفبطلة Almost Famous
هى Kate Hudson
وليست Drew Barrymore
مع تحياتى :)
سليم تماما
ردحذفالحق كنت أكتب تدوينتين في نفس الوقت ، واحدة عن إي تي ، و الثانية عن الأفلام التي تعرضت للروك و الفرق ، و موجة موسيقى بدايات السبعينات و ما جاورها من أحداث
فيبدو أن الخيوط تشابكت ، لكنني لا أعدل تدويناتي حفاظا علي تقليد قديم
:)
تحية
ostazi... very beautiful post
ردحذفbas yahzi belzal :P
لا أعرف لماذا تنأى عن الكتابة عن السينما يا أحمد, أستمتع بجميع تدويناتك و أتمنى, بصفتك متخصص, أن تكتب أكثر عنها لكى نستفيد منك.
ردحذفدخلت فى نقاش طويل مع واحد على أحد جروبات الفيس بوك عن السينما الأوروبية و كيف إنه يرى أن السينما الأمريكية سينما "مديوكرز" على حد تعبيره ( للحق, بدأ الكلام بوصفه للأوسكارز بانها جوايز مديوكرز, تذهب لناس مديوكرز ). لقيت الناس موافقاه فاتنرفزت لإنى مش بحب التعالى على السينما الأمريكانى. قولتله لو إنت شايف إن الأمريكان مديوكرز فده بيخليك إنسان متطلب جدا, كل الحكاية ان فى أوروبا مايعرفوش يعملوا اللى الأمريكان بيعملوه, و العكس صحيح, و كون السينما الأمريكانى هى الأكثر جماهيرية فده خلاها مكروهة و متعالى عليها من الأوروبيين ( أظن أنه كان يونانى ). قاللى "أنا ماقبلشى بنظرية "كل له سينماه" دى, لازم يكون فيه أفضلية من سينما على الثانية " و لو عدينا عدد ال"ماستربيسز" (على حد تعبيره) فى السينمتين, أكيد المقارنة هتبقى لصالح السينما الأوروبية".
قولتله إن أكيد أى إتنين و لو على قدر بسيط من الوعى السينمائى مش هيختلفوا عن سوء أو جودة أى فيلم, إنما إنك تطلق كلمة ماستربيس على فيلم ده شىء نسبى جدا.
المهم, قعدنا نرغى كتير كده و فى الأخر هو ماردش :). اللى غايظنى انى بعد ما قريت التدوينة دى بأندم اننا ماجبتش سيرة إى.تى, فيلم بالروعة دى كان هيثبت نظريتى تماما بان لكل سينماه. و لو كان الأوروبيين إتنططوا ماكانوش قدروا يعملوه بالجمال ده, و لعلك تعرف عن ال
Standing Ovation
إللى حصل عليه إى.تى فى مهرجان "كان", معقل السينما الأوروبية أساسا. كم أكره التعالى الأوروبى هذا !
عذرا للإطالة, أشكرك على التدوينة الرائعة دى, و أنتظر تدوينة أفلام الروك بفارغ الصبر :).
(ملحوظة: الجروب إسمه European Cinema لو عايز تلقى نظرة, و الكلام ده كان عالحيطة)
شريف
ردحذفمش بادعي اني مؤرخ سينمائ لكن:
ماستر بيسز؟
دا دي بالذات نقطة لصالح الأمريكان جدا ، تاريخ السينما ، بدءا من عبقريات شارلي شابلن في العشرينات و الثلاثينات و بستر كيتون ، مرورا بأعمال إليا كازان في الخمسينات ، و هتشكوك قبل موجته التجارية ، كل دي أعمال أمريكية ... و ما بدأتش السينما الأوروبية تنتج عباقرتها قبل بدايات الستينات - استثني الصناع الكلاسيكيين مثل جريفيث و كده - ، فلو كان الناس بتتكلم عن انطونيوني ، و فليني و تروفو ، و جودار و ايزنتشتاين و جريفيث غيرهم ، فبيفضل الامريكان أنتجوا مخرجين شديدو النباهة في فترة ما قبل الحرب ، فضلا عن انه حتى وقت الستينات و السبعينات ، اللي كانت صحوة الموجة الجديدة في اوروبا ، كان فيه في امريكا سيدني لوميت ، و سكورسيزي ، و وودي آلان ، و روبرت ألتمان ، و كوبولا ،و ديفيد لين ، و ديفيد لينش ، كل دي اسماء عاصرت الموجة الجديدة في اوروبا ، و في النهاية أمريكا مهما كبرت فهي بلد واحدة ، و ثقافة واحدة ، علما باننا بنقارنها باوروبا و روسيا ، ٣٠ بلد و لغة و ثقافة ، و اعتقد المقارنة حتفضل لصالح الأمريكان
لان معياري هو المشاهد العادي اللي زيي و زيك ، مش كلام الكتب
شكرا علي تعليقك.
الغير معرفة
ردحذفأنا مش مانعك يا هانم تدخلي المدونة؟!!
:)
أتفق معاك تماما !
ردحذفأنا قلتله كدا بالظبط أصلا: يعنى إيه سينما أوروبية أصلا, إيه علاقة الموجة الجديدة بالسينما الروسى ولا حركة الدوجما95 بالسينما التركى أو الرومانى, دى مقارنة ظالمة أصلا و مالهاش أساس من الصحة. غير إن مفيش سينما قائمة على ناس أمريكان صرف أو فرنسيين...إلخ مابقاش فيه النقاء ده, كله داخل فى بعضه, و قولتله إن كان فى علاقة تأثير و تأثر طول الوقت ما بين الثقافتين.
بس, أنا كده إتطمنت إن أنا ما كنتش بهذى :), ألف شكر عالرد.
(كنت دق علقت هنا قبل كده فى تدوينه بعنوان "نوستالجيا المدرسة" و جت سيرة أغنية الضفادع و إنت كنت بتسأل دى كان أصلها إيه ردا على تعليقى ؟
بعدها عرفت إنها أغنية لPaul McCartney أسمها We All Stand Together و ممكن تشوفها هنا, الكليب نفسه مسروق, مش الأغنية بس :( :
http://www.youtube.com/watch?v=0auCDOERZyE
مش لإن الأفلام الأوروبية متحفية و لكن لأنها أفلام عن عالم خاص بمخرجها من الألف للياء أفلام لها منطق غير المنطق الواقعي ..عشان كده مستحيل مخرج مصري يتأثر بأي شئ من أفلام زي الختم السابع لبيرجمان أو حتى فيلم أمريكي زي طريق مولهولاند أو Being John Malkovich .
ردحذفعقلية المخرج المصري بتفرض عليه الرضوخ للتقليدية خصوصاً لما يبقى عندك تراث سينمائي ضخم على ضعفه هتتأثر بيه غصب عنك و عندك صناعة ضخمة بتخلى دايماً عقلك رايح في إتجاه شباك التذاكر ..و العكس صحيح هتلاحظ عادةً إن الأفلام اللي بتنجح خارج أمريكا و أوروبا هي من بلاد ما عندهاش صناعة ضخمة تأثر عليها و في الغالب بإنتاج أوروبي و في الغالب هتلاقي إن المخرج عامل في الفيلم تحية لكام فيلم أو مخرج أوروبي أو أمريكي لا يعرفهم الجمهور العريض في بلده و لا يهتم بهم .
الخلاص من الورطة دي في رأيي يبدأ من الخلاص من التعالي على السينما الأمريكية العظيمة ،ثم إن مخرجي السينما في العالم متجاوزين مرحلة مشاهير المخرجين في أوروبا و أمريكا و متجاوزين حالة الإنبهار البلهاء اللي بتنتاب البعض عندنا و غالباً الأفلام البسيطة و المتوسطة بتبقى أكثر إلهاماً ..مش هتسمع مخرج مصري يكلمك عن مخرجين أمريكان قدامى زي فيدور و لوبيتش و سام فولر ..يقول سكورسيزي : إذا كنت تكره سام فولر فأنت تكره السينما ..يمكن سام فولر مش أحسن من بيرجمان و لا أكثر تأثيراً و لكنه في رأيي ممكن أن يكون أكثر إلهاماً .
و في الحالة المصرية الحالية ما ينفعش غير إني أقول إن 99 % من أوراق اللعبة في إيد السينما المستقلة في أمريكا ..أهم أفلام ممكن تأثر ايجابياً في صناع السينما المصرية النهاردة هي الأفلام المرشحة لجوايز أوسكار أحسن سيناريو في السنوات الأخيرة أو زي فيلم "أنا و أنت و كل من نعرفهم" اللي إنت كتبت عنه تدوينة سابقة .
الدليل الشامل للمدونات العربية
ردحذفسياسة - اقتصاد - ثقافة - حوار - أدب وشعر - والمزيد
http://blogsguide2.blogspot.com/
ممكن أسأل سؤال مالوش أى علاقه بالتدوينه,كنتم حاطين موال من سى دى لفرقه تقريبا اسمها مربعات!! ممكن أعرف أجيب السى دى ده منين؟؟
ردحذفومعلش على السؤال اللى مالوش علاقه بأى حاجه ده.بس أنتم مش حاطين ايميلات ليكم عشان لو فى اسئله هبله زى دى ماتبقاش قدام الناس كده:-))
أحمد:
ردحذفبالظبط كده ، السينما المستقلة الامريكاني ، تجاوزت اكتر من االي انا كنت باحلم بيه شخصيا . بس كالكوفتش مشهور قوي في مصر
:)
غير المعرف:
أنا حطيت إيميلي علي الشمال في مكانين واضحين ، أنا موجود في أي وقت للرد .
و دي مش أسئلة هبلة ، أنا أحيي أي حد مهتم بتراك موسيقي لدرجة انه يسأل عنه.
و بالمناسبة ، احنا ما بقيناش احنا
لانه "للأسف" انفرط عقد المدونة ، و كل اللي كانوا بيكتبوا فيها خلاص كلوا اخد طريق تاني ، أنا الوحيد اللي فاضل
تحية
أذكر مخرجاً مصرياً كبيراً مرة كان يشاهد أفلام التخرج في معهد السينما، قال: الأفلام حلوة بس أنا مش عارف ليه باحس الأفلام أفلام ناس عواجيز مش شغل مخرجين شباب... و الحقيقة ظللت أفكر في ذلك دوماً، فصناع الفيلم يتربون على مشاهدة كلاسيكيات أوروبية مضغها الزمن، و أثبتت عدم قدرتها علي البقاء في ذاكرة الشعوب، و تحولت لمتحفيات، و لقاعات الدراسة، وأما عن هذه القلة من الأفلام التي استطاعت النفاذ، و عبور أجيال و ثقافات لتستمر و إلى الأبد، يتم التغاضي عنها.
ردحذفأتفهم طبعاً حالة الحنين التى انتابتك للكتابة و التى رغم تصديقى لها جداً - بحكم أنى يوماً ما كنت طفلاً و شاهدته - إلا أن هذه الفقرة بها الكثير من التعسف و لن أبالغ إذا ذكرت "التعصب" أيضاً, فإذا كانت "هذه القلة من الأفلام التى استطاعت النفاذ و عبور أجيال و ثقافات لتستمر و إلى الأبد" قد فعلت ذلك فعلاً, إذن كيف يصبح الحال الآن أن "تم التغاضى عنها" كما وصفت؟ خاصةً أن هناك "كلاسيكيات أوروبية قد مضغها الزمن و أثبتت عدم قدرتها علي البقاء في ذاكرة الشعوب و تحولت لمتحفيات و لقاعات الدراسة"؟
إذا ما كان متاحاً لى تسجيل رأيى بحكم أن الأمر قد تعدى هنا حدود "إختلاف الأذواق" فإن السينما كفن لا يتم مناقشتها بهذه الطريقة, الفن عموماً لا تتم مناقشته بهذه الطريقة و إلا اعتبرنا وجود تمثال "موسى" لمايكل أنجلو فى متحف سان بيترو فى روما أو دراسته بشكل أكاديمى فى مدارس الفن التشكيلى هو التعبير النهائى عن القيمة الحقيقية للتمثال.
جماليات الصورة هى بالأساس طابع أوروبى, تم الإهتمام به و التركيز عليه من قِبل مخرجين أوروبيين, و العالم كله يستفيد من تقنيات التصوير الأوربية حتى الآن, بل و يستعين الكثير من المخرجين الأمريكيين بمديرى تصوير من أوروبا, يكفى أن أذكر استعانة "وودى آلين" بالسويدى "سفين نيكفست" كمدير تصوير فى عدة أفلام له و تحيته الشهيرة فى آخر لقطات فيلمه
Love and Death
لفيلم "إنجمار برجمان"
Persona
بل إن عبقرية فيلم كوبولا
Apocalypse Now
تأتى بشكل مبدئى من عبقرية مدير التصوير الإيطالى "فيتوريو ستورارو" الذى عمل فى كثير من أفلام "بيرناردو بيرتولوتشى" أهمها أفلام
Novecento
La Luna
هناك العديد من الأمثلة المشابهة لمدى تقدير صناع السينما فى جميع أنحاء العالم لما فعلته "الكلاسيكيات الأوربية" فى تطوير السينما كفن صورة لا كوسيلة حكى قصصى
بعد عقدين من أفلام أمريكية ضعيفة المستوى متحفظة أخلاقياً فى الثمانينات و التسعينات حسب تقدير النقد الأمريكى نفسه, طور مخرجون قليلون فى جميع أنحاء العالم - و ليس فى أمريكا فقط - طريقة الحكى المعتادة هذه عن طريق تعميقها بجماليات و فنيات بصرية يمكنك بسهولة أن تشم فيها رائحة مخرجى "الكلاسيكيات الأوروبية التى مضغها الزمن", تكفى مقارنة الصورة بين الجزئين الأول و الثالث فى سلسلة
Pirates of The Caribbean
لتلاحظ الفارق رغم أنهما لنفس المخرج
يمكننا الإختلاف بحرية شديدة حول ما الذى يريده كل منا من الفيلم كعمل فنى, هل هى لغة الصورة - كأولوية - أم الحدوتة؟ كل منا له أولوياته بالتأكيد, لكننا فى مناقشة كهذه لا نستطيع تجاهل التأثير القوى للـ "كلاسيكيات الأوروبية" فى تطوير لغة الصورة و الإهتمام بالسينما كفن بصرى يميل إلى التجريد فى الأساس
لم أذهب خارج مصر و لم أدرس سينما بشكل أكاديمى و بالطبع لم أزر متاحف سينمائية إذا كانت للسينما متاحف أخرى غير شاشات العرض, لكنى أتحيز بشدة لطريقة صناعة الأفلام فى أوروبا و التى رغم تنوع الثقافات فيها كما ذكرتم إلا أنها فى النهاية كانت تُنْتَج من قِبل جهات إنتاج محدودة و معروفة بالإسم فى كل أوروبا, من إيطاليا على سبيل المثال كانت شركة
Cristaldi
هى رأس حربة الإنتاج الأوروبى
و الآن
Canal plus
و
arte
الغريب فعلاً أن أمريكا رغم ما تحمله من تنوع ثقافى و عرقى داخلها أكثر بكثير من مثيلهما فى أوروبا - التى هى قارة معروفة بانغلاقها الشديد - إلا أن صناعة السينما فى أمريكا لم يتضح فيها هذا التنوع أبداً, و لم تكن فترتها الذهبية فى السبعينات إلا فترة استثنائية لم يُقدر لها الاستمرار, حتى الاستثناءات الحالية فى الأفلام الأمريكية تأتى من مخرجين يسجلون دائماً تقديرهم للـ "كلاسيكيات الأوربية التى مضغها الزمن", لن أنسى ما قاله
Anthony Minghella
أثناء وجوده كضيف شرف فى ليلة عرض بلندن لفيلم
Il Gattopardo
للمخرج الإيطالى
Luchino Visconti
أو حتى الإعلان العلنى لـ
P.T.Andersson
ببنوته الروحية للمخرج الأمريكى
Robert Altman
شيخ المتمردين على هوليوود كما يلقبه النقاد الأمريكيون عادةً,و أن تحفته
Magnolia
كانت تقديراً و استلهاماً من فيلم "ألتمان" الجميل
Short Cuts
الذى كان وقتها خروجاً على أدبيات السرد الأمريكية و على حكى "الحواديت" بالطرق المعروف
عند هذه النقطة أسجل موافقتى على ذكر السينما المستقلة فى أمريكا كمصدر مختلف للسينما هناك
إذا كنت تتحدث عن "التغاضى" فنحن فقط من نتغاضى, العالم خارجنا لا يتغاضى عن شئ, أرجو أن يتم التقييم بشكل أعمق لا أن نكتفى بمقاعد المتفرجين المتحيزين إلى السينما الأكثر انتشاراً و توزيعاً, فلم تصل الأفلام اليابانية و الصينية و الفرنسية و غيرهم إلى عين المتفرج فى كل مكان فى العالم إلا بعد إتجاههم إلى تقليد أفلام الدرجة الثانية فى هوليود
لا يزال الشباب خارج أمريكا يصنعون أفلامهم بنفس "التقاليد البالية" دون أن يصفهم أحد بكونهم عجائز, و إذا كانت مشروعات معهد السينما هى مشروعات "عجوزة" فليس عيباً فيما درسوه من كلاسيكيات أوروبية, إنما فى غياب التنوع و افتقاد الموهبة و الإعتماد على "الصنعة" فقط, فيمكنك بالصنعة وحدها تقليد أى شئ
لن اعتذر عن الإطالة كما هو المعتاد فتلك الفقرة التى حفزتنى للتعليق كانت تفتقد إلى الكثير من الموضوعية, أما عن حنينك فتحيتى لك .. ستظل دوماً مشاهدة الأفلام تجربة فردية للغاية من الجميل التشارك فيها