في مترو أنفاق القاهرة ، كان الفتى و الفتاة واقفان أمامي في حالة غرام شديد ، و لكن هذا لم يمنعهما من إعلاء صوتيهما ، حتى وصلني ما قالاه لمكاني بلا أية جهود.
كانت الفتاة تتحدث عن مسابقة في الفضائيات شاهدتها هي و والدتها بالامس ، و أن الإجابة كانت "أرسطو" ، و هما يعرفان الاجابة لأنها "عليهم السنة دي في سكشن د. رؤوف" كما قالا ، و استطردت في الحكي:
الفتاة: أمي قاتلي اتصلي قوليلهم بس انا ما اتصلتش.
الفتى: خسارة ... كان زمانك كسبانة عشر تالاف جنية
الفتاة: آه ... تخيل لو كنت كسبت الفلوس دي؟
الفتى: كنتي طب حتعملي ايه؟
الفتاة: ما أنا ماما سألتني بردو لو كنت كسبت كنت حاعمل ايه بمبلغ زي ده؟
الفتى:طب قوليلي تعملي بيه ايه؟
الفتاة: أول حاجة حاجيبلك عِدّة ، و حاجيب لنفسي عِدّة ، و أجيب لماما عِدّة ..
الفتى: و بقيت الفلوس؟
الفتاة: ما فكرتش بقى ، بس غالبا حاخليهم معايا على جنب ، يبقى عندي فلوس و خلاص..
أؤكد من مكاني أن كلا منهما كان يحمل عِدّة في يده .
بعد ذلك بأيام ، كنا قد أحرزنا النصر المبين ، و حصلنا على كأس افريقيا ، و قضيت ليلتي في مصر الجديدة انتظر هدوء االشوارع لأقفل لبيتي ، و المدهش أنني فعلت نفس الأمر في الكأس السابق أيضا.
بغض النظر عن أوجه الخلل التي أصابتنا ، و الازدواجية ، و غياب أي معيار للقياس أو الرؤية - و كلها تظهر جلية في مظاهر احتفالات الشوارع هذه ، و التي لن أسردها لضيق صدري بها - فإن أزمتي أنني استيقظت في اليوم التالي على خبر في الجريدة ، يقول أن النواب دخلوا البرلمان ملفوفين في الأعلام ، و أنه قد أشاد عدد من النواب باللاعب محمد أبوتريكة وأخلاقياته، وطالب نائب الوطني رفعت البسيوني، بتدريس هدفه الذي صنعه محمد زيدان، لتلاميذ المدارس باعتباره دليلاً علي الوطنية.
و طالبوا باعتماد عدد من اللاعبين سفراء للنوايا الحسنة ، وأفاد أحدهم أن مبارك هو كابتن مصر الأول،
تذكرت الفتى و الفتاة في المترو ، فإن أصبح نوابنا اللذين انتخبناهم ، جمعتهم أهداف أبوتريكة ، و ارتدوا الأعلام لفوز فريق كرة ، فإنه لمِن المنطقي أن يتم اختزال أحلام الفتيات لعدة موبايل.
قد تسرق منا حريتنا ، منطقية وجودنا ، أمننا ، و لكن -عادة- يتبقى للناس القدرة على الحلم ، و الرغبة في تحسين ظروفهم ، و ظروف ذويهم ، و تغيير مآسيهم اليومية.
و ليس تغيير الِعدَد.
مبروك مصر
كانت الفتاة تتحدث عن مسابقة في الفضائيات شاهدتها هي و والدتها بالامس ، و أن الإجابة كانت "أرسطو" ، و هما يعرفان الاجابة لأنها "عليهم السنة دي في سكشن د. رؤوف" كما قالا ، و استطردت في الحكي:
الفتاة: أمي قاتلي اتصلي قوليلهم بس انا ما اتصلتش.
الفتى: خسارة ... كان زمانك كسبانة عشر تالاف جنية
الفتاة: آه ... تخيل لو كنت كسبت الفلوس دي؟
الفتى: كنتي طب حتعملي ايه؟
الفتاة: ما أنا ماما سألتني بردو لو كنت كسبت كنت حاعمل ايه بمبلغ زي ده؟
الفتى:طب قوليلي تعملي بيه ايه؟
الفتاة: أول حاجة حاجيبلك عِدّة ، و حاجيب لنفسي عِدّة ، و أجيب لماما عِدّة ..
الفتى: و بقيت الفلوس؟
الفتاة: ما فكرتش بقى ، بس غالبا حاخليهم معايا على جنب ، يبقى عندي فلوس و خلاص..
أؤكد من مكاني أن كلا منهما كان يحمل عِدّة في يده .
-٢-
بعد ذلك بأيام ، كنا قد أحرزنا النصر المبين ، و حصلنا على كأس افريقيا ، و قضيت ليلتي في مصر الجديدة انتظر هدوء االشوارع لأقفل لبيتي ، و المدهش أنني فعلت نفس الأمر في الكأس السابق أيضا.
بغض النظر عن أوجه الخلل التي أصابتنا ، و الازدواجية ، و غياب أي معيار للقياس أو الرؤية - و كلها تظهر جلية في مظاهر احتفالات الشوارع هذه ، و التي لن أسردها لضيق صدري بها - فإن أزمتي أنني استيقظت في اليوم التالي على خبر في الجريدة ، يقول أن النواب دخلوا البرلمان ملفوفين في الأعلام ، و أنه قد أشاد عدد من النواب باللاعب محمد أبوتريكة وأخلاقياته، وطالب نائب الوطني رفعت البسيوني، بتدريس هدفه الذي صنعه محمد زيدان، لتلاميذ المدارس باعتباره دليلاً علي الوطنية.
و طالبوا باعتماد عدد من اللاعبين سفراء للنوايا الحسنة ، وأفاد أحدهم أن مبارك هو كابتن مصر الأول،
تذكرت الفتى و الفتاة في المترو ، فإن أصبح نوابنا اللذين انتخبناهم ، جمعتهم أهداف أبوتريكة ، و ارتدوا الأعلام لفوز فريق كرة ، فإنه لمِن المنطقي أن يتم اختزال أحلام الفتيات لعدة موبايل.
قد تسرق منا حريتنا ، منطقية وجودنا ، أمننا ، و لكن -عادة- يتبقى للناس القدرة على الحلم ، و الرغبة في تحسين ظروفهم ، و ظروف ذويهم ، و تغيير مآسيهم اليومية.
و ليس تغيير الِعدَد.
مبروك مصر
عندما يتحول احراز هدف في مرمى الخصم عمل وطني يستحق كل هذا التهليل والتطبيل وتقف الدنيا ولا تقعد من اجله فهذه كارثة بكل المعايير.
ردحذفتصور ان هناك من يطلب ان يتم تعيين حسن شحاتة رئيس وزراء !!!!
لهذا الحد اصبح البلد بلا اي رؤية لاي شيئ حتى اصبح الانتصار في كرة القدم وإدارة فريق كرة قدم دليلا على نجاح المدرب في ادارة بلد كامل مثل مصر به من المشاكل ماتعجز كل فرق الارض عن حله وليس الفيفا وحدها
اصبح عقلنا مغيبا وانتقل لاقدامنا واكتفينا من الرياضة بالمشاهدة والهتاف والصراخ واصبحت هي ساحة الانتصار الوحيد التي نهزم فيها خيبتنا القوية
حالة من الاضطراب اصابتنا كلنا ... محبطين و مكتئبين ... باحثين عن اى شىء يفرحنا و اى شخص ينقذنا من عجزنا
ردحذفقبل المباراة النهائية كنت فى مكتب السجل المدنى باستلم بطاقة الرقم القومى وسط آلاف المتقدمين لاستخراج شهادات ميلاد الكترونية لاولادهم لادراجهم فى كشوف مستحقين التموين المدعم .. ماكنش فى حديث لهم الا عن الكرة علشان يهونوا عن نفسهم
فكرتنى يا احد باغنية عبد الحليم
"اديكى عمرى كله ... و ادينى انت الفرحة يا عين"
و حتى الفرحة اتسرقت من الشعب لما اخذوا الفريق القومى و اقاموا له احتفال فى دبى على حساب الشيخ
ليست كارثة او خيبة .
ردحذففللرياضة أطر غابت عنكم قبل الرد المُبسِط والمُسطِح.
ماعلينا ..
مدونة ممتازة بالفعل أراها تضيف لي الكثير .فأجمل مافيها التطلع والاستشراف.
بالتوفيق مدوني هذه المدونة الرائعة.
منطاوي
وراء الأكمة ما وراءها
ردحذفوراء المزبلة ما وراءها
لكن -عادة- يتبقى للناس القدرة على الحلم ، و الرغبة في تحسين ظروفهم ، و ظروف ذويهم ، و تغيير مآسيهم اليومية.
و ليس تغيير الِعدَد.
......
......
......