لا أظن أن هناك ماهو أكثر ثراءا من الجلوس على البار...
و لا أعني بالبار المكان الذي يبيع الكحول و الجعة ، و إنما أعني تلك المنضدة الطويلة ، التي جمعت شتات أقوام و أزمنه بشكل يصعب تصديقه...
فلم أكن أظن يوما أنني سأخالط القاضي ، و التاجر الاسطوري ، و المصور الأرمني ، و مُدرِّسة الأدب الانجليزي ، و خبير السجائر اليوناني ، و العاطل بالوراثة ، و أصحاب بارات قدامى على طاولة واحدة ، الكل يتجاذبون الحديث ، و لم تفرقهم ثقافاتهم و دياناتهم ، بل و لم تفرقهم الأعمار..
دعاني المصور الأرمني العجوز إلى الاستديو الذي يصور فيه - أو كان يصور فيه -لأشاهد أعماله ، فقد علمت يومها أنه قد خلاه في نفس اليوم بعد ستين عاما من التصوير... شاهدت صورا تم تظهيرها باستخدام أشعة الشمس من الثلاثينات ، و صور تم تلوينها باليد ، و تاريخ حافل للقاهرة عبر مئات الوجوه التي يعرف أصحابها ، و صاحباتها جيدا...
سألته ، مسيو هنري ، ماذا ستفعل بعد إغلاق المكان ... قال بابتسامة ملؤها سلام غريب : حاجي أقعد معاكم هنا...
لم أكن أظن أنه لازال بالامكان إذابة الفوارق الطبيعية ، و الايدلوجية بين أناس عدة ، و تحويل ساعاتهم إلى كم هائل من المزاح ، و النكات ، و الشجار أحيانا ، و الذي يختفي في نفس اليوم ، أو من غده على أقصى تقدير...
بدأ الأمر بصدفة قادتني للجلوس على البار وحدي ، لتأخر ميعاد لي ، و عدم وجود طاولات شاغرة ، فراقني الأمر ، و في المرة التالية اتجهت للبار صوبا، ثم مرت عدة أيام أخالط أهل البار علي على طبيعتي الخجلى ، و لكنني فوجئت بهم يعرفونني بالاسم بعد عدة أيام ، ثم بعد فترات و جدت نفسي في يوم جالس ، فأجد مشروبا ما وضع أمامي ، و أحدهم رفع كأسه من آخر البار على سبيل التحية ، فاضطررت لرفع الكاس ، حتى و إن لم يكن في نيتي الشرب.
حينما أمر بالمكان ، و معي صديق أو صديقة فإنه سرعان ما يجد نفسه جزءا من حوار ، و كأنه يكفي للجالس أن يكون صديقا لأي من أهل البار ، فكأنه منهم ، و الأجمل أنه لا وجود لسؤال : و انت بقى بتعمل إيه ....؟
فلا أحد يهتم جديا بمهنة الآخر أو انجازاته الاسطورية ، و انما يهتم بما يقوله الآن...
و هو شيء أسرني منذ أول وهلة...
اليوم أتى أحدهم بقصاصة من جريدة حكومية تهاجم المواخير بحسب تعبيرها ، و تعتبرها (وكرا للشياطين) و المؤسف أن من أتي بالقصاصة كانت صورته في قلب التحقيق ، و هو جالس في بار ما ، و يدخن السيجار ، و على وجهه شريط أسود ، ألقاها لنا بوجوم قائلا... بقيت زي المجرمين..
تناقلت الأيدي القصاصة ، و الكل يطلق دعابة ما ، و ما انفك الامر إلا أن تحول إلى حزمة ضخمة من النكات تطلق على الصحيفة ، و الزمن ، و الشيخ الذي كتب المقال، و الشرطة ، و الحكومة ، و حتى صاحبنا ذلك نفسه الذي تركهم و ذهب لهذا البار وحده.. فابتسم الرجل أخيرا ، و طلب بيرته.
أحدهم كان رجلا كبيرا و سمينا جدا ، لاحظت أنه يلعب السودوكو ، اشترى كتابا ضخما للعبة ، و ظل يلعب ... قمت في يوم بتجميع قصاصات السودوكو من جريدة الحياة ، أطيتها إياه ، و في اليوم التالي قال: خلصتهم!
علمت أنه كان محاسبا ذا شأن في الستينات... لذا فالأرقام لعبته كما يقول الزملاء.
و الغريب أن الفتيات أيضا اللائي اعتدن إتيان هذه الطاولة ، أصبحن جزءا من سياق الحديث ، و غالبا ما يعاملن بحنان و إجلال من الجميع ، و رغم حداثة سن بعضهن إلا أنني لم أسمع يوما أي كلمة في الحكم عليهن أو الذم في سلوكهن ، علما بأنني كنت دوما أرى أن الفتاة التي تدخل مكانا لتجلس على البار دونا عن الطاولات ،هي حتما حولها إن!
و قد حدث أن جلس شاب و شابة أوروبيان بين أهل البار كيفا أتفق ، و حدث أن تبادلا قبلة طويلة جدا ، لا حظت أن غالبية زبائن المكان شعروا بتوتر ما ، و كان الناس من الطاولات ينظرون و كأنه عرض للسيرك ، باستثناء الجالسين على البار بجوارهم ، حتى أن أحد النادلين ، أراد أن يفعل شيئا فاقترب من الشابين ، فإذا بأحد الجالسين علي البار قد لاحظه ، و رفع له إصبعه منبها إياه بلا أية كلمات ، و كأنه يقول : سيبهم فب حالهم.
أما البارمان ، ذلك الذي يرتدي زي المكان المتكلف ، فإنه في أحد المرات كان يحدثني عن الفرق بين أنواع الوسكي ، و أخبرني أن منه السكوتش الأصلي ، أو البليند ، و عن الفرق بينهما و بين النوع المصري - الرجل صعيدي الأصل -سمعته باهتمام رغم أنني لا أشرب الويسكي، و كنت أفكر: هل كان هذا الرجل يعلم و هو بعد طفلا في قريته ،أنه في يوم ما سيكون واقف ها هنا يحاضر في الويسكي أمام أئمة الشاربين؟
و تعجبت أكثر حينما تبرعت يوما لإيصاله لبيته في حيه الشعبي ، مرتديا جلابيته الصعيدية الواسعة.. و كأنه لم يكن أبدا واقفا في البار و كأنه لم يكن بكل هذا التأنق.
حكيت له يوما قصة قديمة حدثت لي :" كنت مرة في لندن ، و كنت وحدي ، و لدي بعض الوقت ، فدخلت بار أيرلندي ، جلست على البار -عكس عادتي ، لكن أردت أن أفعل كما في الأفلام - و جدت فتاة زرقاء العيون خاطفة للأنفاس ، سألتني بلكنتها اللندنية: ماذا أجلب لك؟ ، و الحقيقة كنت قد شاهدت من حولي أناس يشربون بيرة حمراء و سوداء و خضراء ، و هي أنواع لم أشاهدها في مصر ، و كنت أجهل أسماء تلك الأشياء ، فقلت لها ببراءة : أنا من القاهرة ، هناك أشرب الستلا ، و لكنني هنا أشاهد أنواعا أخرى ، هل لي في تجربة إحداها؟
- ستلا؟ هي لاجر بير؟
- أظن ذلك ، لكني أريد شيئا مغايرا ، مثل ما يشربه أولئك الناس هناك...
- يا سيدي ، لن أستطيع أن أحضر لك شيئا تجهله ، ماذا إن لم يعجبك ؟
- إننا ندفع بالمقدم ، سأدفع أيا كان ، لكني أريد شيئا مختلفا...
- مثل ماذا؟
- لا أعلم الأسماء فقط فاجئيني...
نظرت لي مطولا ، ثم غابت قليلا ، و عادت بكأس من بيرة صفراء ...
قلت: ماهذا؟؟
قالت: ستلا... "
ضرب الرجل كفا بكف و أكد لي أنها لا تفهم في أصول و اتيكيت البارات ، قالها بلكنته الصعيدية ، و لكنه كان أكثر إقناعا من الفتاة في قلب لندن....
قارنت مقارنة عبثية ،فكرت أن هناك أصدقاء لي من شباب الفنانين الجدد، أو فتيان و فتيات الجامعة الأمريكية و ما عداها ، أشعرغالبا و أنا بينهم أنهم لا علاقة لهم بواقع هذه البلاد ، لا يعرفون شيئا عما حدث أو يحدث ، و الكل غارق في معاناته ، أفكاره الذاتية.. (و لا غبار على ذلك إطلاقا)
و لكن الغريب أن رجال البار هؤلاء ، أيضا ، لا علاقة لهم بما يحدث خارج هذا الباب ، العالم إن قام و نام ، فهم لازالوا هنا ، يطلقون النكات ، و يغيرون الموسيقى... و لكن الفرق الوحيد أن زملاء البار يعكسون شيئا منا جميعا..
ليس لأنهم من ماض بعيد ، على العكس فمنهم شبان و شابات ، و لكن لكل هذه التعددية ، و الاختلاف و القبول في آن واحد ، في مكان واحد... يتحدثون لغة هي خليط بين لغتي أنا و لغة أبي و أمي ، لغة سفهاء البلاد و أبطالها ، لغة الفتاة التي أحب ، و لغة الفتاة التي أكرهها ... يتحدثون العامية التي تتخللها الفصحي ، و فرنسية مفهومة ، و انجليزية غاية في التعقيد ، و ربما شذرات من أرمنية أو يونانية... و لا مجال للثقافة هنا..
روى أحدهم نكتة" صليب سيدنا محمد" الشهيرة ، فضحك الحضور على اختلاف دياناتهم و مشاربهم ، و رد آخر بنكتة نكاية في الأقباط ، و ضحك الجميع أيضا ، و الحق كنت أعرف أن نصف الجلوس على الاكثر مسلمين ، و النصف الآخر من ملل و نحل أخري ، و الحق لم أعرف أيهم من و أيهم من ...
قبل انصرافي في أحد المرات ، قال لي أحدهم ... درينك سريع يا أحمد بيه؟ (الكل بيه هناك) ... و صب لي سائلا ما لا أشربه ، رفعت الكأس و قلت في صحة البار.... لم يسألني أحد ماذا أعني ، لم يعلق أحد، فقط ، شربوا النخب في سلاسة
و لا أعني بالبار المكان الذي يبيع الكحول و الجعة ، و إنما أعني تلك المنضدة الطويلة ، التي جمعت شتات أقوام و أزمنه بشكل يصعب تصديقه...
فلم أكن أظن يوما أنني سأخالط القاضي ، و التاجر الاسطوري ، و المصور الأرمني ، و مُدرِّسة الأدب الانجليزي ، و خبير السجائر اليوناني ، و العاطل بالوراثة ، و أصحاب بارات قدامى على طاولة واحدة ، الكل يتجاذبون الحديث ، و لم تفرقهم ثقافاتهم و دياناتهم ، بل و لم تفرقهم الأعمار..
دعاني المصور الأرمني العجوز إلى الاستديو الذي يصور فيه - أو كان يصور فيه -لأشاهد أعماله ، فقد علمت يومها أنه قد خلاه في نفس اليوم بعد ستين عاما من التصوير... شاهدت صورا تم تظهيرها باستخدام أشعة الشمس من الثلاثينات ، و صور تم تلوينها باليد ، و تاريخ حافل للقاهرة عبر مئات الوجوه التي يعرف أصحابها ، و صاحباتها جيدا...
سألته ، مسيو هنري ، ماذا ستفعل بعد إغلاق المكان ... قال بابتسامة ملؤها سلام غريب : حاجي أقعد معاكم هنا...
لم أكن أظن أنه لازال بالامكان إذابة الفوارق الطبيعية ، و الايدلوجية بين أناس عدة ، و تحويل ساعاتهم إلى كم هائل من المزاح ، و النكات ، و الشجار أحيانا ، و الذي يختفي في نفس اليوم ، أو من غده على أقصى تقدير...
بدأ الأمر بصدفة قادتني للجلوس على البار وحدي ، لتأخر ميعاد لي ، و عدم وجود طاولات شاغرة ، فراقني الأمر ، و في المرة التالية اتجهت للبار صوبا، ثم مرت عدة أيام أخالط أهل البار علي على طبيعتي الخجلى ، و لكنني فوجئت بهم يعرفونني بالاسم بعد عدة أيام ، ثم بعد فترات و جدت نفسي في يوم جالس ، فأجد مشروبا ما وضع أمامي ، و أحدهم رفع كأسه من آخر البار على سبيل التحية ، فاضطررت لرفع الكاس ، حتى و إن لم يكن في نيتي الشرب.
حينما أمر بالمكان ، و معي صديق أو صديقة فإنه سرعان ما يجد نفسه جزءا من حوار ، و كأنه يكفي للجالس أن يكون صديقا لأي من أهل البار ، فكأنه منهم ، و الأجمل أنه لا وجود لسؤال : و انت بقى بتعمل إيه ....؟
فلا أحد يهتم جديا بمهنة الآخر أو انجازاته الاسطورية ، و انما يهتم بما يقوله الآن...
و هو شيء أسرني منذ أول وهلة...
اليوم أتى أحدهم بقصاصة من جريدة حكومية تهاجم المواخير بحسب تعبيرها ، و تعتبرها (وكرا للشياطين) و المؤسف أن من أتي بالقصاصة كانت صورته في قلب التحقيق ، و هو جالس في بار ما ، و يدخن السيجار ، و على وجهه شريط أسود ، ألقاها لنا بوجوم قائلا... بقيت زي المجرمين..
تناقلت الأيدي القصاصة ، و الكل يطلق دعابة ما ، و ما انفك الامر إلا أن تحول إلى حزمة ضخمة من النكات تطلق على الصحيفة ، و الزمن ، و الشيخ الذي كتب المقال، و الشرطة ، و الحكومة ، و حتى صاحبنا ذلك نفسه الذي تركهم و ذهب لهذا البار وحده.. فابتسم الرجل أخيرا ، و طلب بيرته.
أحدهم كان رجلا كبيرا و سمينا جدا ، لاحظت أنه يلعب السودوكو ، اشترى كتابا ضخما للعبة ، و ظل يلعب ... قمت في يوم بتجميع قصاصات السودوكو من جريدة الحياة ، أطيتها إياه ، و في اليوم التالي قال: خلصتهم!
علمت أنه كان محاسبا ذا شأن في الستينات... لذا فالأرقام لعبته كما يقول الزملاء.
و الغريب أن الفتيات أيضا اللائي اعتدن إتيان هذه الطاولة ، أصبحن جزءا من سياق الحديث ، و غالبا ما يعاملن بحنان و إجلال من الجميع ، و رغم حداثة سن بعضهن إلا أنني لم أسمع يوما أي كلمة في الحكم عليهن أو الذم في سلوكهن ، علما بأنني كنت دوما أرى أن الفتاة التي تدخل مكانا لتجلس على البار دونا عن الطاولات ،هي حتما حولها إن!
و قد حدث أن جلس شاب و شابة أوروبيان بين أهل البار كيفا أتفق ، و حدث أن تبادلا قبلة طويلة جدا ، لا حظت أن غالبية زبائن المكان شعروا بتوتر ما ، و كان الناس من الطاولات ينظرون و كأنه عرض للسيرك ، باستثناء الجالسين على البار بجوارهم ، حتى أن أحد النادلين ، أراد أن يفعل شيئا فاقترب من الشابين ، فإذا بأحد الجالسين علي البار قد لاحظه ، و رفع له إصبعه منبها إياه بلا أية كلمات ، و كأنه يقول : سيبهم فب حالهم.
أما البارمان ، ذلك الذي يرتدي زي المكان المتكلف ، فإنه في أحد المرات كان يحدثني عن الفرق بين أنواع الوسكي ، و أخبرني أن منه السكوتش الأصلي ، أو البليند ، و عن الفرق بينهما و بين النوع المصري - الرجل صعيدي الأصل -سمعته باهتمام رغم أنني لا أشرب الويسكي، و كنت أفكر: هل كان هذا الرجل يعلم و هو بعد طفلا في قريته ،أنه في يوم ما سيكون واقف ها هنا يحاضر في الويسكي أمام أئمة الشاربين؟
و تعجبت أكثر حينما تبرعت يوما لإيصاله لبيته في حيه الشعبي ، مرتديا جلابيته الصعيدية الواسعة.. و كأنه لم يكن أبدا واقفا في البار و كأنه لم يكن بكل هذا التأنق.
حكيت له يوما قصة قديمة حدثت لي :" كنت مرة في لندن ، و كنت وحدي ، و لدي بعض الوقت ، فدخلت بار أيرلندي ، جلست على البار -عكس عادتي ، لكن أردت أن أفعل كما في الأفلام - و جدت فتاة زرقاء العيون خاطفة للأنفاس ، سألتني بلكنتها اللندنية: ماذا أجلب لك؟ ، و الحقيقة كنت قد شاهدت من حولي أناس يشربون بيرة حمراء و سوداء و خضراء ، و هي أنواع لم أشاهدها في مصر ، و كنت أجهل أسماء تلك الأشياء ، فقلت لها ببراءة : أنا من القاهرة ، هناك أشرب الستلا ، و لكنني هنا أشاهد أنواعا أخرى ، هل لي في تجربة إحداها؟
- ستلا؟ هي لاجر بير؟
- أظن ذلك ، لكني أريد شيئا مغايرا ، مثل ما يشربه أولئك الناس هناك...
- يا سيدي ، لن أستطيع أن أحضر لك شيئا تجهله ، ماذا إن لم يعجبك ؟
- إننا ندفع بالمقدم ، سأدفع أيا كان ، لكني أريد شيئا مختلفا...
- مثل ماذا؟
- لا أعلم الأسماء فقط فاجئيني...
نظرت لي مطولا ، ثم غابت قليلا ، و عادت بكأس من بيرة صفراء ...
قلت: ماهذا؟؟
قالت: ستلا... "
ضرب الرجل كفا بكف و أكد لي أنها لا تفهم في أصول و اتيكيت البارات ، قالها بلكنته الصعيدية ، و لكنه كان أكثر إقناعا من الفتاة في قلب لندن....
قارنت مقارنة عبثية ،فكرت أن هناك أصدقاء لي من شباب الفنانين الجدد، أو فتيان و فتيات الجامعة الأمريكية و ما عداها ، أشعرغالبا و أنا بينهم أنهم لا علاقة لهم بواقع هذه البلاد ، لا يعرفون شيئا عما حدث أو يحدث ، و الكل غارق في معاناته ، أفكاره الذاتية.. (و لا غبار على ذلك إطلاقا)
و لكن الغريب أن رجال البار هؤلاء ، أيضا ، لا علاقة لهم بما يحدث خارج هذا الباب ، العالم إن قام و نام ، فهم لازالوا هنا ، يطلقون النكات ، و يغيرون الموسيقى... و لكن الفرق الوحيد أن زملاء البار يعكسون شيئا منا جميعا..
ليس لأنهم من ماض بعيد ، على العكس فمنهم شبان و شابات ، و لكن لكل هذه التعددية ، و الاختلاف و القبول في آن واحد ، في مكان واحد... يتحدثون لغة هي خليط بين لغتي أنا و لغة أبي و أمي ، لغة سفهاء البلاد و أبطالها ، لغة الفتاة التي أحب ، و لغة الفتاة التي أكرهها ... يتحدثون العامية التي تتخللها الفصحي ، و فرنسية مفهومة ، و انجليزية غاية في التعقيد ، و ربما شذرات من أرمنية أو يونانية... و لا مجال للثقافة هنا..
روى أحدهم نكتة" صليب سيدنا محمد" الشهيرة ، فضحك الحضور على اختلاف دياناتهم و مشاربهم ، و رد آخر بنكتة نكاية في الأقباط ، و ضحك الجميع أيضا ، و الحق كنت أعرف أن نصف الجلوس على الاكثر مسلمين ، و النصف الآخر من ملل و نحل أخري ، و الحق لم أعرف أيهم من و أيهم من ...
قبل انصرافي في أحد المرات ، قال لي أحدهم ... درينك سريع يا أحمد بيه؟ (الكل بيه هناك) ... و صب لي سائلا ما لا أشربه ، رفعت الكأس و قلت في صحة البار.... لم يسألني أحد ماذا أعني ، لم يعلق أحد، فقط ، شربوا النخب في سلاسة
لا متقوليش عم عبده في استوريل،.. اطلع وبقي جرب بار تانى في شبرا اسمه بار الخديوى ويا سلام مثلا لو نتفق ونروح الصوت والضوء مع بعض في السيدة عيشة
ردحذفصديقى العزيز أحمد
ردحذفعندما أزور القاهرة أتمنى أن نجلس فى هذا البار وأن كنت لا أشرب البيرة ألا نادراً وغالباً أشربها مخلوطة بالليمونادة نصف الكوب بيرة والنصف الآخر ليمونادة ربما شويبس ليمون ستكون ملائمة,عندما يكون الطقس حار تصبح متعة حقيقية.
أما مع الطعام فأنا أعشق النبيذ الأحمر الجاف ,ربما أشرب كوب نبيذ مرة كل شهر ولكنى اليوم سأشرب خصيصاً فى صحتك وفى صحة البار
تحياتى
احمد
ردحذفالحقيقة الأأحداث خليط من ثلاث بارات ، و ليس بار واحد ، و لكني جمعتها سويا للضرورة الدرامية ، يعني عم عبدلله مش هو صاحب القصة للأسف
:)
علاء
في صحتك انت كمان يا علاء يا جميل
أحمد..
ردحذفالبار..
هوالمكان الذي نتقاسم فيه النبيذ والشعر
علي كراسيه العالية
يتولد بداخل رواده فرح داكن
وخليط من الاريحية والدهشة
وكثير من الود
البار .. هو المقهي بدون ضوضاء
تحياتي علي كتابة أشجان الزرقة ونوستالجيا الانسان.
منذ سنوات ذهبت انا و مجموعة من اصدقائى لاكتشاف بارات الأسكندرية و كانت مميزة و اكثر تنوعا من بارات القاهرة
ردحذفالسنة الماضية أخذت صديق انجليزى لاريه بارات الأسكندريةو اتباهى بها فلم اجد منها الا خمارة الشيخ على و سانتا لوتشيا
جلسنا فى سنتا لوتشيا و سألت على نيكولا البارمان فقالولى توفى
سألت على أخيه الميتر قالولى مات برضه
انتظرت فرقة الموسيقى التى كنا نرقص لالحانهااليونانية و الايطالية و الفرنسية فى شبابنا فجأت فرقة مكونة من شخصين تلعب الحان معاصرة و لم يرقص احد ... ياللا حصل خير
كل حال يزول
ومع ما ينشر فى صحفنا الغراء كل بار سوف يزول
العزيز أحمد
ردحذفعندك قدرة حقيقية على إخراجي من حالة إلى حالة بكلماتك الأنيقة
أعرف أن ما سأقوله خارج الموضوع و لكن هذه هي الفكرة التي تولدت في رأسي عند قراءة الموضوع
برغم إعجابي بذلك الزمنو تلك الطبقة المنقرضة من لبشر إلا أنهم في نظري لا يختلفون كثيراً عما حدث و يحدث في مصرنا العزيزة على مر العصور و حتى الآن
نخبة ذات قيم معينة تطفو بقيمها على السطح بغير أن تضرب بجذورها و قيمها إلى مجاهل القرية المصرية
ممكن تسميهم مرة ليبراليين و مرة اشتراكيين و مرة إخوان و مرة حزب وطني
و الفلاح المصري الغلبان خارج نطاق عالمهم
لا حد بيعلمه و لا حد بيغيره
خرجت عن الموضوع ... عارف.... مجرد فكرة عابرة
تحياتي دائماً
الصديق العزيز احمد
ردحذفرغم جلوسى فى الكثيرمن المحلات الى بتقدم الشرب الى انى عمرى مقررت انى اعد على البار منكرش ان تدوينتك فتحت ادامى عالم كنت دائما مجرد مراقب ليه من بعيد
دائما وانا جالس على ترابيزة انظر للجالسين على البار وهم يتبادلو معى النظرات اوقات ابتسامة واوقات تحدى عن الزبون الحقيقى لكنى بجد نفسى اجرب اعده البار
يا استاذ احمد التعليق اللى فوق باسمى دة مش بتاعى دة بتاع واحد مختل قرر انة فاضى وخلاص كل مهمتة ونضالة فى الحياة اصبح مهاجمة مدونتى الطواسين ارجوك نبة الحاضرين
ردحذفانا بس نفسى اعرف ازاى بيزور التوقيع
محبتى
إيه الجمال دا يا أستاذ!
ردحذفأنا كنت باشوف صور و أنا باقرا :)
ابقى قول لي يا أحمد لو هتيجي السيدة عيشة.
------
رسالة إلى العزيز الدكتور وليد:
أنت قفلت و مشيت تاني ليه؟!
كل دا بسبب السيكوباتي إياه؟
عنوان مدونتك يحول إلى صفحة إعلانات. أفهم من كدا أنك محوتها بلا رجعة؟
pssst ana hina.. pff
ردحذفالطبيب النفسي الأوحد ، الأصلي
ردحذفالنوستالجيا؟
بلاش السيرة دي و النبي ، أنا مش ناقص
و بالمناسبة
سيبك منه ده مجنون
:)
ـــــــــــــــــــــــــ
روز الجميلة
كل حال يزول زي اللوحة اللي عندك
بس امتى حنتعلم
امتى حارضخ للحقيقة دي؟
مش عارف
ــــــــــــــــــــــــ
so7ab
شرفت يا استاذ
روح و جرب، هما كام خطوة ، بس الفرق كبير
ــــــــــــــــــــــ
ألف
أهلا يا ألف... قوللي بجد إيه موضوع السيدة عيشة ده؟
أنا فاكر بيسو بيهزر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
Anonymous
so you find me?!?
wow!!
enti Gamila...
:)
Pffff
la'a inta gamil
ردحذفجميل جدا..
ردحذفجلسه البار عالم تانى خالص..ابدعت فى وصفه..
حد يتذكز بار السوان "البجعه" فى شيراتون مصر الجديده قبل أن يحترق..
كنا مجموعه أصدقاء نعمل فى جده السعوديه ونتواعد من المطار على السوان دوغرى..مش مهم الساعه كام ٤ الضهر أو قرب نص الليل..
وجلستنا أما ع البار لو فيه أماكن أو ع الواقف بجواره..
المماليك فى البارون يرضك كان جميل...
ترحالى أخذنى الى بارات أخرى ..أخرهم فلوريداتا فى هافانا حيث كان يجلس أرنست هيمنجواى...وسأكتب عنها قريبا جدا..تحياتى....خالد
طبعا أنا لاأعرف صاحب القصة الأصلية ولكن كنت متخيلا عبد الله فى استوريل وانا أقرأ، ويكاد الحوار يتطابق مع شخصيته فعلا.
ردحذفلكن من منكم يعرف بار استيلا؟