مجرّد تفاصيل من الفترة الأخيرة ، بلا ترابط .
-١-
يعيش صديقي في شارع الفلكي ، و يبعد عن مرقص "أفتر إيت" - الذي أكرههُ و يعشقهُ هو - حوالي ٤ دقائق من المشي.
كنت أزوره ذات ليله ، و قال انه لابد أن يذهب للمرقص ، صاحبته ، و لكنني فوجئت انه سيذهب بالسيارة ، مما سيكلفنا جهدا أكبر في الالتفاف ، ثم الإيقاف السيارة في مكان مناسب. فضلا عن البعد البيئي الذي أتبناهُ الآن ، فاعترضت بشده على السيارة ، قال:
- تعرف ، انا لو خدت المشوار ده مَشْي بالليل ، حيوقفني الأمن مرتين ، و غالبا حياخدوا فلوسي ، العربية أأمن يا عم.
...لم أصدقه.
في اليوم التالي مباشرةً ، حدث أن قابلت صديقي المصور العراقي ، و كان عكر المزاج ، سألته فأفاد انه كان يسير في وسط القاهرة في اليوم السابق ، قابلَهُ أحَد عناصر الأمن ، دار حوار:
الأمين: بطاقتك
صديقي: بطاقة ايه؟ انا عراقي أصلا.
الأمين: ده سبب أدعَى.
قلّب الأمين في أوراق صديقي ، و أصر لسبب ما أخذه للقسم "للكشف عليه" ، لم يكن لصديقي من خيار ، فمشي معه نحو نقطة الشرطة ، ثم دار حوار.
الأمين: باقولك ايه؟ ما بدال العطلة ، و تروح و تيجي ، ما تجيب ١٠ جنيه؟ و تروَّح؟
صديقي: أخ ، كده أزمة أكبر
الأمين: ليه؟
صديقي: أنا ما أقدرش أدفع رشوه.
الأمين: (متعجبا) ليه؟
صديقي: ما اتعودناش في العراق على كده .
الأمين: يعني تحب تروح القسم؟
صديقي:- بعد تفكير - لا ، طيب أنا عندي فكرة ، انت وقفلي تاكسي يرجعني مصر الجديدة ، و لما أركب حاديك محفظتي ، خد منها اللي انت عاوزة ، بس أنا مش حاديك الفلوس.
الأمين : تمام
و أوقف التاكسي له بالفعل، فركب صديقي ، و ناوله المحفظة.
كان بالمحفظة ورقتين ، واحدة من فئة العشرين و الأخرى من فئة العشرة.
أخذ الأمين ورقة العشرين جنيها و انطلق التاكسي.
-٢-
بينما أزور كارفور لشراء حوائج منزلية ، وافقت روز الجميلة على مرافقتي من باب التسكُع، بِغض النظر عن تسلط فكرة الشراء على عقولنا في المكان ، إلا أنني لم أفهم ، كيف يمكن أن أشتري جهازا ماركة كانون ، يعمل عمل الماسح ، و الطابعة ، و مصور الوثائق ، و بتصميم لطيف ، و حجم مدمج بمبلغ ٢٧٠ جنيها. انها تباع في الولايات المتحدة بأكثر من هذا السعر.
كيف استطاع الصينيون تحقيق ذلك؟
- ٣ -
بصدفة غريبة قابلت أمل الرائعة ، و بالتالي قابلت ميرون
و هذا هو الدليل:
غريبٌ عالم التدوين ، أتصور أنني لولاه لما قابلت العديد من الأناس الذين لم تكن لتجمعني الحياة بهم في ظروفها اليومية الرتيبة.
اعتقد أن هذا هو سبب استمراري الرئيسي على هذه الصفحات الحمقاء.
-٤-
وصلتني عشرة أقراص مدمجة لمحمد عبد الوهاب ، كانت قد طبعت في فرنسا كنوع من أرشفة الموسيٍقى في المنطقة العربية ، و كل اسطوانة تحوي مرحلة زمنية ما ، عاما أو يزيد ، في إطار الفترة من ١٩٢٠ إلي ١٩٤٠ ، و هي الفترة الذهبية بالنسبة لي لعبد الوهاب ، مؤرخة لوقت كانت مصر منفتحة على كل ثقافات العالم ، و كانت العديد من أغاني عبد الوهاب التطريبية الصعبة معتمدة في أساسها علي ايقاعات و تركيبات لحنية عالمية بمهارة فائقة، و يبدو أنهم قاموا بتحويل اسطواناته القديمة لصيغة رقمية ، و العمل على تنقية الصوت ، و أظنهم أيضا قاموا بتحويل الأغاني من أفلامِهِ مباشرة ، و بتقنية ممتازة ، مما أدى لخروج الأسطوانات بجودة صوت لم أعهدها من قبل لأعمال عبد الوهاب. و ربما أجد نفسي لأول مرة استمع للكلاسيكيات بصوت راق ، بعيدا عن ملفات الـ"رام" الحقيرة التي تملأ المنتديات.
و اللطيف أن أغلفة السيديهات تلك تحمل علامة بيضافون ، الشركة المنتجة لعبد الوهاب في الثلاثينات.
ضمت السيديهات العشرة العديد من الأغاني ، و المقطوعات الموسيقية البحتة ، و الدويتوهات مع المغنيات ، بل و تقاسيم عود أصدرها حينها أيضا ، و بالتالي تعرفت على أغانٍ جديدة .
منها واحدة لا أعرف كيف أصِفُ ما أحدثته بي.
أعرفها قبلاً ، و لكن لم اسمعها بتؤدة ، هي من فيلم: يحيا الحب ، سنة ١٩٣٨ ، إخراج محمد كريم طبعا.
اللحن شديد الذكاء ، و الحساسية في آن ، يتنقل بين المناطق اللحنية بشكل مُعجِز.
تشاركهُ ليلى مراد.
شو نيالك يا أخ
ردحذفبكرية نيالك لحالك
ردحذفP:
احمد عزيزي كانت فرصة جدا عزيزة
دير بالك ع ميرون
والى لقاء آخر :)
يابختك بعبد الوهاب
ردحذفياريت أعرف هل يمكن الحصول على هذه السيديهات في مصر
تسلمي يا بكرية ، و خطوة عزيزة
ردحذفـــــــــــــــــــــــــــــ
أمــــل..
الفرصة عزيزة على هذا الجانب أيضا
لا داع للقلق على ميرون
هي مثبتة بإحكام على حائط غرفة المكتب.
:)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ياسين
أكيد ممكن ، في حاجات اصلا ع الانترنت منهم
راسلني علي ايميلي ، و ابعتلك شوية كلما تيسر
"غريبٌ عالم التدوين ، أتصور أنني لولاه لما قابلت العديد من الأناس الذين لم تكن لتجمعني الحياة بهم في ظروفها اليومية الرتيبة.
ردحذفاعتقد أن هذا هو سبب استمراري الرئيسي على هذه الصفحات الحمقاء."
كنت اليوم أفكر قليلاً ، وكانت الفكرة بسيطة ، فأنا عراقي واصدقائي من العلااقيين أما قتلوا أو أختفى أثرهم ... فمن بقي ؟؟؟؟
أنهم أصدقائي من المدونيين .... وهم الباقون، تحياتي لصديقك العراقي وتحياتي لك
MHJ