١٦‏/٠٧‏/٢٠٠٧

حوار

حدث هذا من يومين ، حينما كانتا صديقتان شابتان ، متوجهتان ليلا للبيت ، و كانت إحداهن تقود السيارة و الأخرى بجوارها تتسامران في شؤون عادية ، إلى أن ظهرت خلفهما سيارة تكاد تكون تلاحقهن ، ظلت تطلق النفير و معطية إشارات ضوئية ، و لكن لم تعرها صديقتي اهتماما لاعتيادها علي هذا النوع من المعاكسات ، و لكن إذا بالسيارة تأتي إلى جوارهن فيكتشفن أن بها ضابط شرطة برتبة كبيرة جدا ، و خمسيني السن ، و ظل يشير لهن بالتوقف .
إحتارتا فيما تفعلان ثم عزمتا على ألاّ تتوقفان ، و أكملا المسير و كأنه ليس موجودا ، و لكنه عاد يحازيهن بسيارته قائلا: الرخص .. الرخص (مشيرا بكفه الإشارة المعروفة عند السؤال عن الرخصة) ، هنا قررتا التوقف ، فتوقفت سيارته خلفهما ، ثم ترجل إلى أن أتاهم عند الشباك .. و كان هذا الحوار:

الضابط: اتفضلي .. ده الكارت بتاعي ، ابقي كلميني ..
الفتاة ١ : نعم؟
الضابط: أصل أنا مُعجب.
الفتاة ١: إنت بتتكلم جد؟
الضابط: إيه بس .. فيها إيه؟
الفتاة ٢:(و هي الأكثر عصبية فيهن) فيها إيه ؟؟؟! انت فاكر نفسك إيه؟ هو احنا تحت أمرك توقفنا كده؟
الضابط: إنتي محموقة ليه؟ انتي زعلانة عشان عاكستها و ما عاكستكيش؟
الفتاة ٢: و انت تعاكسنا ليه أصلا؟ هو انتوا فاكرين البلد بتاعتكوا؟ (تأخذ الكارت من يد "١" و تلقيه في وجهه)
الضابط: يا سلام؟؟؟ أمال وقفتوا ليه؟
الفتاة ١: و قفنا عشان انت بتقول الرخص!
الضابط: لا... لا... ما فيش واحدة تقف لواحد بعربية ملاكي في الشارع إلا لما تكون عاوزة منه حاجة ، بلاش الحركات دي.
الفتاة ١: عيب على سنك و ع البدلة اللي انت لابسها ، ده انتوا المفروض تحمونا...
انطلقت "١" بسيارتها و تركته في الطريق.

نهاية القصة حدثا...
لكنها لازالت تضايق الفتاتان بشكل سخيف ، في الحقيقة ، هذا يجعلني أفكر في السؤال التقليدي : (هو انتوا فاكرين البلد بتاعتكوا؟) أنا إن كنت في مكانه لكنت قلت : (أيوه البلد بتاعتنا). بكل اقتدار و ثبات.
فهي حقيقة ، و الكل يعلم أن لضابط كهذا صلاحيات تتعدى الخيال ، و قدرات تفوق أرض الواقع إلى عالم أليس في بلاد العجائب ، و نفوذ يتجاوز أقطار السموت و الأرض ... و لكن،
عادة يقول المشايخ: “إعملوا لآخرتكم" ، و أنا أقول للشرطة: “إعملوا للكام سنة الجايين" ، لأنه سيأتي يوم سيتبدل فيه كل هذا ، شئتم أم أبيتم ، و إن كانت ظروف مجتمع ينهار - و حالة فقر ، و جهل ، و فساد نهشت جسد وطن غير العالم يوما – قد جعلتكم في الوضع السرمدي هذا ، فهذا ليس القانون ، و ليس هناك سبب واحد لاستمراره.

أذكر فنانا تشكيليا شابا ، شاءت ظروف سوداء لأن يتم القبض عليه اشتباها في الصعيد ، و بينما كان يتم ترحيله في قطار الترحيلات ، كان هناك من ضمن المرحلين عضو جماعة اسلامية ما ، قام الضابط بصفع الإسلامي و إهانته ، فنظر له بتوعد و لم يقول سوى: “ براحتك... ماهي دي أيامك ... لكن معلش... “ثم شدد على كل حرف" .. معلش يا باشا.. حنبدِّل"
لم يرد الضابط ، و لكن صديقي التشكيلي يؤكد أنه لمح الذعر في وجهه لاحتمال حدوث ذلك.
لا أتمنى لمصر أن يتولاها عضو الجماعة الإسلامي هذا، أو أي جماعة إسلامية ، لا أتمنى لها سوى أن تبدأ تجربة جديدة بمناخ جديد بعيد عن شعارات الدين أو الثورة الجوفاء ، و لكن أيا كان ما سيحدث ، فإن الشرطة خلقوا لهم أعداء في كل الطوائف ، من الإخوان ، للأقباط ، للجماعات ، لليساريين ، لطلبة جامعات ، لنساء ناشطات ، لبدو ، لأقليات قومية أو دينية ، بل و لرجال سلطة ، لإعلاميين ، و سواقين ميكروباص...و لا زلنا نرى كل يوم.

فقط: إعملوا للأيام القادمة...
أتمنى . ـ

ڤي فور ينديتا - لآلان مور - الفصل الخامس

هناك ٤ تعليقات:

  1. لازم الضيف يكون خفيف و احنا بقينا ضيوف ثقال على اصحاب البلد - الشرطة و الجيش ... تعبانين منا جدا و زهقناهم
    هما خلاص طلعت عينيهم من الشعب المقرف ده اللى عمال يجيب فى عيال و يطلب مية نظيفة و اكل و سكن ... شعب غير ناضج على رأى احمد نظيف
    انت ازاى تطرح السؤال ده اصلا
    هى بلدهم و احنا ضيوف عليهم

    ردحذف
  2. غير معرف٧/١٨/٢٠٠٧

    يا عم أحمد دول سألوني على قسيمة جوازي في لجنه مرور علشان مراتي لابسه قصير شويه و مخلصتش منهم غير لما استعملت وسيلة المساعدة المعروفه الإتصال بصديق

    و على رأي عمنا أبو النجوم:

    إيه أخرتها مع الظباط
    بيروقراط على تكنوقراط
    حكما فلاسفه فشر سقراط
    و احنا يا روحي غلابه بساط
    فردانيه مابناش رابطه
    حطه يا بطه يا دقن القطه

    Tamer

    ردحذف
  3. و لما تبقىقاعد في حديقة الازهر و يجيلك بتاع الامن عشان يقلك مفيش قعده هنا يا كابتين ، ليه يا استاذنا؟ عشان مافيش حد يحرسك يا كابتين ، طبعا يحرسك دي كلمة مالهاش أي معنى ، اللي فهمته في الآخر عشان ماتعملش حاجه مع البت اللي قاعدة جنبك - أو الواد - و عشان ماتضربش أو ماتشربش أو ماتعملش إإح على النجيلة ، أو تضحك بصوت عالي او تتخانق أو تشخر و خلافه
    و مشينا و احنا قاعدين نتكلم عن الظابط اللي هايركب العربية ، و الظابط اللي هايجيب سرير سفري و يحطه في اوضة نوم حموكشة و الظابط اللي هايقعد جنب كاميليا جبران و هايجي آخر الحفلة يقلها ساعديني في كتابة التقرير عنك ، و الظابط اللي مش عارف هاينيل ايه و ايه و ايه

    ردحذف
  4. السؤال بقى..البلد دي بتاع مين دلوقتي؟

    مجرد سؤال

    ردحذف

المدونة و التدوينات ، بلا حقوق فكرية ، باستثناء الأعمال الفنية و الموسيقات فهي ملكية خاصة لأصحابها.

  ©o7od!. Template by Dicas Blogger.

TOPO