كان الماشي يتحدث مع أخيه الأصغر ، عبر خدمة سيبرية ما ،
قال الأصغر:" لا داع للبكاء على شيء ، إن الكل قابل للتعويض ، و كل شيء متاح استبداله ، حتى القلب ، الطب أصبح في مقدوره أن يستبدله بقلب خنزير"
انزعج الماشي ، و تذكر أحد الافلام التي أحبها
grams 21
تذكر حينما استبدل البطل قلبه ، بقلب رجل آخر ، فأحب أشياء و أشخاص أخر..
ثم مر يومين ، و تبدلت الأحوال ..
كان الماشي قد فقد حبا كبيرا، كان قد أنهى ٥ سنوات من السعادة و الهناء ، و من الشقاء و البغض أيضا،
قال الماشي "انني لم انه ذلك ، و لو كان في مقدوري أن يستمر لاستمر ، و لكن هذه الحياة ، لا تعرف العدل"
و كان الماشي مخمورا ، محاط بعطف اصدقاء ، و ربما شفقتهم أيضا.
كان الماشي لا يبالي ..
فقط كان يطمح ألا يبقى وحيدا ، يلوكه جنون أفكاره ، وواسع خياله.
و الندم.
"ماذا يعني أن تحب شخصا ما ، أو تكرهه ، ماذا تعني كل هذه الطاقة المبذولة نحوه ؟ و إلى أين الهدف؟
فيم سيؤثر كل ذلك؟
هل على الآتِ؟
أم سيذهب أدراج الرياح و سأَنسَى؟"
كانت قد قالت شيئا ما عن الـ :
comunication
تعجب الماشي ، فقد كان يشارك فتاته في حب نفس الألوان ، و الأغاني ، و الكتب ، و الملابس ، و المباني ، و المطاعم ، الأشخاص، و المشروبات و الأطعمة التي يصنعونها في صباحات شتوية. كل هذا بدون اتفاق مسبق
comunication
قال الماشي لنفسه.
شعر الماشي بأن السنوات ستمر بثقل
شعر بثقل الهواء حتى..
و بثقل الشوارع و المارة ، و زملاء العمل
" تصبح المدينة عالما عندما يحب المرء أحد سكانها"
تذكر في صمت.
و اشتاق لوهلة لفتاته ..
قال صديق:
"may be this is the most important moment in your life! commit to it!"
قالت أخري: انك تولد من جديد ، تنفس
أما عن الماشي فلم يقاوم دمعة من آن لآخر ، بل استلذها أحيانا.
كان يعلم حجم ما فقد ، و كان يترنح بين مجيئات و أذهبة الخلان و المعارف ،
و كان الألم يعتصر قلبه ، ذلك الذي يمكن للطب استبداله.
تذكر صباحاته الفائته
تذكر خفق قلبه السريع و لحظات من حب قديم تجوب رأسه بين الحلم و استقبال صباح بارد أجوف.
شعر بوهن شديد ، و سأل نفسه عن جدوى ما كان و ما سيكون.
سأل: هل يبقي الحب فينا ما كنا هنا؟
و احتار في كل طاقة المحبة ، و كيف يستطيع البعض اعادة توجيهها و بوتقتها .
قال أنه لم يسيطر على شعوره المحب من قبل ، و ها هو يوارى الثرى إلى غير رجعة.
هل كان جامحا؟ أم ساكنا؟ لا يدري ، فلم يحكم عليه أبدا.
قال الناس: " الفناء هو أصل كل الأشياء ، و الحب مختوم بنهايات سرمدية منذ الأزل ، و الدليل أن الأحياء يموتون"
كان الماشي قد غامر - و لازال - على خلود عواطف الناس
إعتقد أن :
الحب مستمر بلا هوادة ، حتى بعد فنائنا ، كل لحظة حزن و بهجه و شبق ، تحيا في خلايانا ، في انفاسنا ، و نظرات أعيننا.
و تستمر منتقلة لأناس جدد ، و أجيال لن ندركها.
أحب الناس أناس اخر ، و بهذا الحب بنيت الأساطير : مريم العذراء ، المسيح ، على الإمام ، سيدهارتا.
كان الماشي يكن حبا خاصا للعذراء التي لم يعرف أبدا إن كانت حقيقة أم بنتها أفئدة المحبين و التعساء و المهزومين لقرون
ولكنه دوما ما ظن أنها تحدثه في مناماته .
كرر الماشي في يأس:
" يا ممتلئة بالنعم ، مباركة أنت بين النساء .... صلي لأجلنا نحن الخطاة ، اليوم ، و في ساعة موتنا أيضا"
شعر الماشي بفداحة الفقد ، و هول الخطيئة .
و لا زال يسأل عن الجدوى ، و عن هذا السر الدفين
و عن قلبه و جسده ، و هل تحصن بهما ؟ أم تحصنا به ؟ أم تحصنا ببعضهما البعض ، و ظل هو يرقب فتات المعركة.
كان يعلم أن ما بذل ليس هينا .. و ما يبذله الآن أصعب.
كان يبحث عن حل ، فظل يسرد لنفسه تاريخه ليتعلم.
" صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ، وَالْإِحْتِمالُ قَبْرُ العُيُوبِ.
"إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ
"أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ
" أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ
"مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِه.
.......
"فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ"
....
"فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ"
.....
و ظلت الكلمات تنساب في مخيلته ..
و تتماهى ، و تتكرر ، و لا زال الماشي يمشي ، و لكن بقلب آخر
قلب واهن
قال الطبيب أن عليه أن يهدأ ، و أن " يكون أكثر بساطة"
كانت البساطة هي أبعد ما يكون عن الحال.
و كان العالم يزداد وحشة و تعقيدا
و المرارة في الحلق أزلية ، و ذكرى أزمنة السعادة ، طيف شبح مرعب، يعكس مرآة الحال
و الخوف قدر محتوم
و لا وجود لصورة الغد التي طالما ظل يرددها في صمته.
و لن يتحدث عن الفقد.
و لكنه ظل يمشي
بلا هدف محدد ،
بلا مستقبل محدد
بلا وطن محدد
حاملا قلبا واهنا في عمر الثلاثين..
و شوقاً لفتاة جميلة عرفها يوما ...
...
قال الأصغر:" لا داع للبكاء على شيء ، إن الكل قابل للتعويض ، و كل شيء متاح استبداله ، حتى القلب ، الطب أصبح في مقدوره أن يستبدله بقلب خنزير"
انزعج الماشي ، و تذكر أحد الافلام التي أحبها
grams 21
تذكر حينما استبدل البطل قلبه ، بقلب رجل آخر ، فأحب أشياء و أشخاص أخر..
ثم مر يومين ، و تبدلت الأحوال ..
كان الماشي قد فقد حبا كبيرا، كان قد أنهى ٥ سنوات من السعادة و الهناء ، و من الشقاء و البغض أيضا،
قال الماشي "انني لم انه ذلك ، و لو كان في مقدوري أن يستمر لاستمر ، و لكن هذه الحياة ، لا تعرف العدل"
و كان الماشي مخمورا ، محاط بعطف اصدقاء ، و ربما شفقتهم أيضا.
كان الماشي لا يبالي ..
فقط كان يطمح ألا يبقى وحيدا ، يلوكه جنون أفكاره ، وواسع خياله.
و الندم.
"ماذا يعني أن تحب شخصا ما ، أو تكرهه ، ماذا تعني كل هذه الطاقة المبذولة نحوه ؟ و إلى أين الهدف؟
فيم سيؤثر كل ذلك؟
هل على الآتِ؟
أم سيذهب أدراج الرياح و سأَنسَى؟"
كانت قد قالت شيئا ما عن الـ :
comunication
تعجب الماشي ، فقد كان يشارك فتاته في حب نفس الألوان ، و الأغاني ، و الكتب ، و الملابس ، و المباني ، و المطاعم ، الأشخاص، و المشروبات و الأطعمة التي يصنعونها في صباحات شتوية. كل هذا بدون اتفاق مسبق
comunication
قال الماشي لنفسه.
شعر الماشي بأن السنوات ستمر بثقل
شعر بثقل الهواء حتى..
و بثقل الشوارع و المارة ، و زملاء العمل
" تصبح المدينة عالما عندما يحب المرء أحد سكانها"
تذكر في صمت.
و اشتاق لوهلة لفتاته ..
قال صديق:
"may be this is the most important moment in your life! commit to it!"
قالت أخري: انك تولد من جديد ، تنفس
أما عن الماشي فلم يقاوم دمعة من آن لآخر ، بل استلذها أحيانا.
كان يعلم حجم ما فقد ، و كان يترنح بين مجيئات و أذهبة الخلان و المعارف ،
و كان الألم يعتصر قلبه ، ذلك الذي يمكن للطب استبداله.
تذكر صباحاته الفائته
تذكر خفق قلبه السريع و لحظات من حب قديم تجوب رأسه بين الحلم و استقبال صباح بارد أجوف.
شعر بوهن شديد ، و سأل نفسه عن جدوى ما كان و ما سيكون.
سأل: هل يبقي الحب فينا ما كنا هنا؟
و احتار في كل طاقة المحبة ، و كيف يستطيع البعض اعادة توجيهها و بوتقتها .
قال أنه لم يسيطر على شعوره المحب من قبل ، و ها هو يوارى الثرى إلى غير رجعة.
هل كان جامحا؟ أم ساكنا؟ لا يدري ، فلم يحكم عليه أبدا.
قال الناس: " الفناء هو أصل كل الأشياء ، و الحب مختوم بنهايات سرمدية منذ الأزل ، و الدليل أن الأحياء يموتون"
كان الماشي قد غامر - و لازال - على خلود عواطف الناس
إعتقد أن :
الحب مستمر بلا هوادة ، حتى بعد فنائنا ، كل لحظة حزن و بهجه و شبق ، تحيا في خلايانا ، في انفاسنا ، و نظرات أعيننا.
و تستمر منتقلة لأناس جدد ، و أجيال لن ندركها.
أحب الناس أناس اخر ، و بهذا الحب بنيت الأساطير : مريم العذراء ، المسيح ، على الإمام ، سيدهارتا.
كان الماشي يكن حبا خاصا للعذراء التي لم يعرف أبدا إن كانت حقيقة أم بنتها أفئدة المحبين و التعساء و المهزومين لقرون
ولكنه دوما ما ظن أنها تحدثه في مناماته .
كرر الماشي في يأس:
" يا ممتلئة بالنعم ، مباركة أنت بين النساء .... صلي لأجلنا نحن الخطاة ، اليوم ، و في ساعة موتنا أيضا"
شعر الماشي بفداحة الفقد ، و هول الخطيئة .
و لا زال يسأل عن الجدوى ، و عن هذا السر الدفين
و عن قلبه و جسده ، و هل تحصن بهما ؟ أم تحصنا به ؟ أم تحصنا ببعضهما البعض ، و ظل هو يرقب فتات المعركة.
كان يعلم أن ما بذل ليس هينا .. و ما يبذله الآن أصعب.
كان يبحث عن حل ، فظل يسرد لنفسه تاريخه ليتعلم.
" صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ، وَالْإِحْتِمالُ قَبْرُ العُيُوبِ.
"إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ
"أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ
" أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ
"مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِه.
.......
"فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ"
....
"فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ"
.....
و ظلت الكلمات تنساب في مخيلته ..
و تتماهى ، و تتكرر ، و لا زال الماشي يمشي ، و لكن بقلب آخر
قلب واهن
قال الطبيب أن عليه أن يهدأ ، و أن " يكون أكثر بساطة"
كانت البساطة هي أبعد ما يكون عن الحال.
و كان العالم يزداد وحشة و تعقيدا
و المرارة في الحلق أزلية ، و ذكرى أزمنة السعادة ، طيف شبح مرعب، يعكس مرآة الحال
و الخوف قدر محتوم
و لا وجود لصورة الغد التي طالما ظل يرددها في صمته.
و لن يتحدث عن الفقد.
و لكنه ظل يمشي
بلا هدف محدد ،
بلا مستقبل محدد
بلا وطن محدد
حاملا قلبا واهنا في عمر الثلاثين..
و شوقاً لفتاة جميلة عرفها يوما ...
...