و ها قد فشل النظام من جديد ، بكل المقاييس ، ووفقا لكل وجهات النظر، فشلت الداخلية في حماية مواطنيها ، و في توفير إجازة آمنة لهم ، لماذا؟ لأن للأمن اهتمامات أخرى أهم ، فالأمن لم و لن تكون في أولوياته حماية عامة الناس ، و إنما أولوياته هي حماية النظام ، و الحفاظ على استمراريته التي تشتق منها استمرارية جهاز الأمن كله.
فشلت الحكومة ، وولدت أزمات تلو أزمات ، يعلم الله متى تنتهي ، أذكر منها:
أ- الخراب الاقتصادي الذي ولد عشوائيات ، و إحباطات، و نفوس متعثرة ، ترعرعت الثقافة التكفيرية فيما بينها.
ب- فساد سياسي ، فكل شيء مباح ، طالما يخدم السلطة ، و القانون - و التعبير لمنير عبد النور - أصبح هو ملجأ الضعفاء ، و بالتالي تصبح القنبلة حلا ، ووسيلة للتعبير في هذا المناخ،طالما أن نسبة تحقيق العدالة.. تكاد تكون معدومة.
جـ - فساد أجهزة الأمن، التي لم يعد هناك سقف لما يمكن أن تفعل، وانتهاكها لما عرف قديما بالأمانة و الشرف ، و أصبح دور اللجان و الكمائن في الطريق إلى سيناء ، البحث عن الحشيش ، أو سؤال الفتيان و الفتيات عن علاقاتهم، و أخذ الكحولات منهم - عاصرت ذلك أكثر من مرة - و أعتبر هذا استخفافا لا يوصف بأهلية المواطن ، و إذا حدثت أي حادثة ، يدفع أهل سيناء الثمن ، بلا تمييز، بل لقد سمعت أنه في إحدى المدن تم القبض على كل من يدعى " مصطفي " .... و الرد جاء اليوم بأن التفجيرات حدثت بجوار قسم الشرطة ، فهل سندفع ثمن خيبة نظام التحريات في الدولة؟!
د- معاداة السلطة للشعب ،فالكل مشكوك فيه ، و الكل عرضة لأي شيء، من التفتيش، للمراقبة ، للحبس.. دون إبداء الأسباب ، و من المعروف أن ما سمي بالإرهاب في صعيد مصر كان يمكن وقفه قبل ذلك ، لولا أن جعلت الحكومة بينها و بين العائلات في الصعيد ما يشبة الثأر، و استمرت العائلات في تصفية عناصر أمنية و الحكومة ترد بالمثل لسنوات !! أي تخطيط هذا؟
هـ - لا تعبأ الحكومة بالمواطن، سوى في مانشتات الأهرام، و إنما التركيز الأكبر على صورتها ، فالإرهابي مجنون ، و إظا ظهر له شريك فهو أخُوه أو زوجته، و تسعى الحكومة لفبركة قصة ما عن كل حادث بعيدا عن الحقيقة، فقط لتحسين شكلها و موقفها ، لأن الإرهاب يؤثر في الرأي العالمي و في السياحة ، و أما إذا مات ألف مصري في العبارة قضاء وقدر، أو في انهيار عمارة في مصر الجديدة، فـ "عزائنا لأسر الضحايا " ...إذن فأرواح المصريين ليست هي القضية هنا
و -هناك الموضوع الحساس إياه ، وهو رأيي في أن الحكومة تغازل ذوي التوجهات الإسلامية من "أحزاب" و هيئات و حتى رجال أعمال فلا تستفزهم إلا في أضيق الحدود، و إلا إذا تجاوزوا الخط الأحمر.. و ذلك لعلمها بسطوتهم و تأثيرهم في الشارع ، ويتم ذلك الغزل عن طريق إفساح المجال لمشاريعهم و دعاياتهم في الشارع ، أملا في تلك التربيطات التي تحدث عند كل انتخابات ، و خصوصا انتخابات الرئاسة القادمة، مما جعل الشعب المصري يربي أغلبه لحيته ، و لا تسير نساؤه سافرات الرأس، و يصبح مرتكبوا جريمة دهب أقرب أيديولوجيا لأغلب رجال الشارع، الذين يكفرون الفتيات ذوات المايوه ، و الشباب في حانات دهب، و يصبح للقتل منطقا مع الوقت
ز- علمت أن كلية الشرطة تقوم بتخريج 6000 ضابط سنويا ، الحق كنت أعتقد أنهم بضع مئات ، و السؤال هو ، ماذا يستفيد دافع الضرائب منهم - بخلاف الروشنة بسيارات فيميه بدون نمر - هل نحتاج هذا العدد كل عام؟! أم أنهم عزوة للحكومة؟!
لا أريد أن أطيل ، فقد فاض الكيل ، يملؤني الأسى كلما تذكرت أن نفس هذا الشارع الذي عرفت فيه أول حب حقيقي، و سرت فيه مع أول من أحببت ليال نتحدث ، أصبح حطاما ، تتناثر فيه أشلاء الناس... أتذكرشعراً عن السويس.. أتذكرأمل دنقل :
عرفت هذه المدينة؟
سكرت في حاناتها
جُرحت في مشاجراتها
صاحبت موسيقارها العجوز في (تواشيح) الغناء
رهنت فيها خاتمي .. لقاء وجبة عشاء
و ابتعت من <هيلانة> السجائر المهربة
و في <الكبانون> سبحتُ
و اشتهيت أن أموت عند قوس البحر و السماء
سرتُ فوق الشعب الصخرية المدببة
ألتقط منها الصدف الأزرق و القواقعا.
و في سكون الليل في طريق < بور توفيق
بكيت حاجتي إلى صديق
و في أثير الشوق كدت أن أصير .. ذبذبة
...
يبدوا أن في الخمسينات ، قبل أن تنبت لحى المصريين ، كان الرصاص الذي يدك المدن يأتي من خارج الحدود ، لكنه الآن يأتي من بين أبنائنا ، ليصيب مدننا و أخوة لنا فيها..
لم أدون ما سبق لرثاء من فقدناهم ، و لا لأكون شاعريا لمرّة.. و لكن فقط لألوم النظام
كل اللوم
فشلت الحكومة ، وولدت أزمات تلو أزمات ، يعلم الله متى تنتهي ، أذكر منها:
أ- الخراب الاقتصادي الذي ولد عشوائيات ، و إحباطات، و نفوس متعثرة ، ترعرعت الثقافة التكفيرية فيما بينها.
ب- فساد سياسي ، فكل شيء مباح ، طالما يخدم السلطة ، و القانون - و التعبير لمنير عبد النور - أصبح هو ملجأ الضعفاء ، و بالتالي تصبح القنبلة حلا ، ووسيلة للتعبير في هذا المناخ،طالما أن نسبة تحقيق العدالة.. تكاد تكون معدومة.
جـ - فساد أجهزة الأمن، التي لم يعد هناك سقف لما يمكن أن تفعل، وانتهاكها لما عرف قديما بالأمانة و الشرف ، و أصبح دور اللجان و الكمائن في الطريق إلى سيناء ، البحث عن الحشيش ، أو سؤال الفتيان و الفتيات عن علاقاتهم، و أخذ الكحولات منهم - عاصرت ذلك أكثر من مرة - و أعتبر هذا استخفافا لا يوصف بأهلية المواطن ، و إذا حدثت أي حادثة ، يدفع أهل سيناء الثمن ، بلا تمييز، بل لقد سمعت أنه في إحدى المدن تم القبض على كل من يدعى " مصطفي " .... و الرد جاء اليوم بأن التفجيرات حدثت بجوار قسم الشرطة ، فهل سندفع ثمن خيبة نظام التحريات في الدولة؟!
د- معاداة السلطة للشعب ،فالكل مشكوك فيه ، و الكل عرضة لأي شيء، من التفتيش، للمراقبة ، للحبس.. دون إبداء الأسباب ، و من المعروف أن ما سمي بالإرهاب في صعيد مصر كان يمكن وقفه قبل ذلك ، لولا أن جعلت الحكومة بينها و بين العائلات في الصعيد ما يشبة الثأر، و استمرت العائلات في تصفية عناصر أمنية و الحكومة ترد بالمثل لسنوات !! أي تخطيط هذا؟
هـ - لا تعبأ الحكومة بالمواطن، سوى في مانشتات الأهرام، و إنما التركيز الأكبر على صورتها ، فالإرهابي مجنون ، و إظا ظهر له شريك فهو أخُوه أو زوجته، و تسعى الحكومة لفبركة قصة ما عن كل حادث بعيدا عن الحقيقة، فقط لتحسين شكلها و موقفها ، لأن الإرهاب يؤثر في الرأي العالمي و في السياحة ، و أما إذا مات ألف مصري في العبارة قضاء وقدر، أو في انهيار عمارة في مصر الجديدة، فـ "عزائنا لأسر الضحايا " ...إذن فأرواح المصريين ليست هي القضية هنا
و -هناك الموضوع الحساس إياه ، وهو رأيي في أن الحكومة تغازل ذوي التوجهات الإسلامية من "أحزاب" و هيئات و حتى رجال أعمال فلا تستفزهم إلا في أضيق الحدود، و إلا إذا تجاوزوا الخط الأحمر.. و ذلك لعلمها بسطوتهم و تأثيرهم في الشارع ، ويتم ذلك الغزل عن طريق إفساح المجال لمشاريعهم و دعاياتهم في الشارع ، أملا في تلك التربيطات التي تحدث عند كل انتخابات ، و خصوصا انتخابات الرئاسة القادمة، مما جعل الشعب المصري يربي أغلبه لحيته ، و لا تسير نساؤه سافرات الرأس، و يصبح مرتكبوا جريمة دهب أقرب أيديولوجيا لأغلب رجال الشارع، الذين يكفرون الفتيات ذوات المايوه ، و الشباب في حانات دهب، و يصبح للقتل منطقا مع الوقت
ز- علمت أن كلية الشرطة تقوم بتخريج 6000 ضابط سنويا ، الحق كنت أعتقد أنهم بضع مئات ، و السؤال هو ، ماذا يستفيد دافع الضرائب منهم - بخلاف الروشنة بسيارات فيميه بدون نمر - هل نحتاج هذا العدد كل عام؟! أم أنهم عزوة للحكومة؟!
لا أريد أن أطيل ، فقد فاض الكيل ، يملؤني الأسى كلما تذكرت أن نفس هذا الشارع الذي عرفت فيه أول حب حقيقي، و سرت فيه مع أول من أحببت ليال نتحدث ، أصبح حطاما ، تتناثر فيه أشلاء الناس... أتذكرشعراً عن السويس.. أتذكرأمل دنقل :
عرفت هذه المدينة؟
سكرت في حاناتها
جُرحت في مشاجراتها
صاحبت موسيقارها العجوز في (تواشيح) الغناء
رهنت فيها خاتمي .. لقاء وجبة عشاء
و ابتعت من <هيلانة> السجائر المهربة
و في <الكبانون> سبحتُ
و اشتهيت أن أموت عند قوس البحر و السماء
سرتُ فوق الشعب الصخرية المدببة
ألتقط منها الصدف الأزرق و القواقعا.
و في سكون الليل في طريق < بور توفيق
بكيت حاجتي إلى صديق
و في أثير الشوق كدت أن أصير .. ذبذبة
...
يبدوا أن في الخمسينات ، قبل أن تنبت لحى المصريين ، كان الرصاص الذي يدك المدن يأتي من خارج الحدود ، لكنه الآن يأتي من بين أبنائنا ، ليصيب مدننا و أخوة لنا فيها..
لم أدون ما سبق لرثاء من فقدناهم ، و لا لأكون شاعريا لمرّة.. و لكن فقط لألوم النظام
كل اللوم
توسيع قاعدة الاشتباه هو الحل في رأي جهابذة الامن
ردحذفشفته بيكلم في التليفزون و بيقولوا عليه خبير
خايفه
بس برضه احنا اللي نستالهل
تركنا السلطة تعيث الفساد
و ال ايه صابرين و بنكلم و نقول نكت
توسيع قاعدة الاشتباه هو الحل؟؟؟
ردحذففي حد فعلا قال كده؟
مين و فين.؟!؟
أنا مش مصدق إللي بيحصل