إن النتائج التي حققها الإخوان المسلمون في الانتخابات ليست بداية أو نهاية لمرحلة من المراحل و إنما هي حلقة من حلقات منهج متصل منظم تم وضعه منذ إنشاء الجماعة، قد يتغير الأسلوب أو تتغير الوسيلة و لكن المنهج ثابت، و الهدف واضح لا يشوبه أي لبس أو اشتباه.
إن قراءة لملخص الأهداف و المنهج و الوسائل المنشورة على صفحة الإنترنت الرسمية للإخوان كفيلة بأن توضح معالم الصورة و تعطينا لمحة مما ينتظرنا في حالة تمكن الإخوان من إحكام قبضتهم على زمام الأمور .
و هكذا فيبدأ المرشد العام الإمام الشهيد حسن البنا ترتيب أهدافه كما يلي:
"نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام."
و لا غضاضة في إسلام الفرد أو البيت أو الشعب أو حتى الحكومة (مع إن إسلام الحكومة يحمل تبعات معقدة لمجتمع يحوي أقلية قبطية و تنوع طبقي و مصالح متشعبة مع دول غير مسلمة...بس ماشي حنعديها دي!) و لا غضاضة في الدولة التي تقود الدول الإسلامية و تضم شتات المسلمين و تحرير أراضيهم المغصوبة و لكن الهدف الأبعد و الذي يحمل داخله مضمون أيديولوجية الجماعة هو "حمل علم الجهاد و لواء الدعوة حتى يسعد العالم!!!" ودعونا هنا نتوقف قليلاً عند المعنى العميق لتلك الكلمات، فهدف الجماعة لا يتوقف عند حدود الأوطان الإسلامية، و لا يتوقف عند تحرير الأرض و استرجاع الحق المسلوب و لكنه يتخطى هذا كله رغبة في إسعاد العالم الذي يتخبط في ضلال الخطيئة و ظلمات الجهل، و هو الأمر الذي يختزل ثقافات الشعوب و تاريخ الحضارات في صورة ذلك الآخر المسكين الذي يجهل ما السعادة و يتحرق شوقاً إلى نور الإسلام حتى و لو على أسنة الرماح. إن تلك النظرة التبشيرية المتعالية و التي تتدعي امتلاك الحقيقة المطلقة تكرس رفض الآخر لدى عامة الشعب و تجعله يتصور أن تغيير ذلك الآخر البعيد و الغريب (طبعاً لا يمكن في هذا الإطار كبح جماح المبدعين من خطباء الزوايا و الأزقة الذين يصمون الآخر بكل قبيح و يصورونه في أبشع الصور!) هو الهدف المنشود، لأن الحقيقة بحوزتنا نحن ...بحوزة الجماعة وحدها ...و يكشف عنها المرشد العام لأتباعه و مريديه الذين يكشفون عن أجزاء منها لكل حسب موقعه في الهرم التنظيمي للجماعة.كذلك فإن تلك النظرة الثورية الأممية لمستقبل المسلمين تداعب عند العامة خيالات الخلافة و ذكريات العباسيين و الفاطميين و المماليك و تصرفهم عن التفكير الواضح و المحدد عمّا يجب أن يتم..اليوم و غداً و بعد غد. عمّا يجب بناءه، عمّا يجب صنعه هنا في الوطن و الحي و الشارع .
"وما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها"
و هنا يضع المرشد العام جميع المسلمين (و بالتالي كل مسلم على حدة) موضع المسئولية عن قيام هذه الدولة الإسلامية الأمر الذي يحفز الأفراد للإنضمام للجماعة للمشاركة في إقامة تلك الدولة الإسلامية أو المحاولة الفردية لعمل أي شيء يزيح ذلك الإثم و تلك المسئولية عن الفرد (كالشهادة مثلاً) و تلك على حد اعتقادي أحد الأسباب المؤثرة في ظهور الإرهاب الإسلامي على المستوى الفردي غير المنظم.
"تكوين الإنسان المسلم و البيت المسلم و الأسرة المسلمة و الوصول إلى المجتمع المسلم..الأمر الذي يؤدي إلى اختيار الحكومة المسلمة"
و تلك هي الحلقة التي نمر بها اليوم بعد مرور عشرات السنين على دأب الإخوان المسلمين على خلق ذلك المجتمع الذي سيؤدي في النهاية إلى اختيار الحكومة المسلمة (و هم في هذا محط إعجاب و إحترام).
"الحكومة المسلمة تستعين بغير المسلمين من أنحاء المجتمع؛ من أجل تحقيق نفع الأمة وخيرها."
لاحظ هنا استخدام كلمات "تستعين"و "غير المسلمين"! و كأنها تأتي بغرباء من "الشارع" لتستعين بهم، و يتم اختصار الشعب القبطي (السكان الأصليين للمكان) و الأعراق الأخرى و القوميات المختلفة و الأجانب المقيمين و كل ذلك في لفظ "غير المسلمين" ..و كأن الدولة في ظل تلك الحكومة المسلمة ستقسم المقيمين على أرض مصر إلى مسلمين و غير مسلمين..و لا حديث هنا عمّا إذا كان من حق القبطي هو الآخر أن "يستعين" بمسلم من أجل تحقيق نفع لشعبه هو الآخر (و لاّ يعني هو ما لوش نفس) ...الحديث هنا فقط عن نفع الأمة (و يراد هنا بالطبع الأمة الإسلامية و إلا قال الشعب مثلاً).
"وقيام حكومة إسلامية يختارها مجتمع مسلم في حرية تامة"
و لا أدري هنا ما المراد ؟ هل معنى ذلك أن الحكومة الإسلامية سوف تنزع عن الأقباط و المصريين ذوي ديانات أخرى حق الإختيار، هل ستقوم وزارة الداخلية مثلاً بإصدار بطاقات انتخابية للمسلمين دوناً عن غير المسلمين؟!! و ماذا تفعل هنا كلمة "حرية تامة"؟؟!!!
"والتزام هذه الحكومة بشرع الله عز وجل سيؤدي إلى وجود الدولة الإسلامية النواة"
أي شرع يتحدثون عنه هنا ، و ما آلية ذلك الشرع الذي "سيؤدي إلى وجود" الدولة ..و لماذا يستخدمون مصطلح الدولة إذن؟إن مفهوم "شرع الله" أقدم من مفهوم الدولة الحديثة.. و خاصة "الدولة النواة" التعبير الذي يحمل في نواته أبعاد سياسية مركزية .
"وقيام الدولة الإسلامية الواحدة أو الولايات الإسلامية المتحدة.. تعيد الكيان الدولي للأمة.. وتؤكد درورها الحضاري ودورها في تحقيق السلام والأمن الحرية في العالم، وتحول دون محاولات الهيمنة من قِبل قوى أخرى"
و لا أظن أن تلك العبارة تحتاج إلى أي تعليق سوى ....يا عيني عا لصبر!
"أما الهدف الذي ستضطلع به الدولة الإسلامية الواحدة فهو: نشر الإسلام في العالم"
و يبدو العالم في هذه العبارة صغيراً محدوداً تماماً كما صوروا لنا في كتب التاريخ من قبل أن العالم قبل الإسلام تقاسمته الفرس و الروم...و كأن كل العالم لم يكن موجوداً أساساً و اختفت آسيا و الصين و اليابان و أفريقيا...و كأن الفرس كانوا يمتلكون نصف العالم الشرقي (بما في ذلك أستراليا طبعاً) و الروم يمتلكون النصف الغربي (بما في ذلك الأمريكتين طبعاً) و جاء الإسلام فانتصر على الجميع و ألف بين القلوب ثم انصهر العالم كله في بوتقة الإسلام..و لا أنكر فضل الإسلام و اللغة العربية في تاريخ الحضارة و الفائدة الجليلة التي حلت على البشرية جمعاء من ترجمة أمهات كتب الفلسفة و العلوم إلى العربية في سابقة "كوزموبوليتية" امتزجت فيها الحضارات و تماهت حدود التاريخ و الجغرافيا و لكن العالم قبل الإسلام و بعد الإسلام كان أوسع بكثير من شبه الجزيرة العربية و الشرق الأوسط و حوض البحر الأبيض المتوسط، و الحديث عن "العالم" بهذه البساطة و هذه السذاجة يحمل نفس نبرات أسامة بن لادن في حديثه عن "غزوات نيويورك و واشنطن" و اختلاط الألفاظ الأعجمية بالعربية و الحديثة بالقديمة (الولايات الإسلامية المتحدة) يكرس الحنين للماضي و الرغبة في استعادته في ظل ظروف أخرى و عالم متجدد يتحدث لغة تبتعد عن الألفاظ و الإنشاء اللغوي.
"أن الإسلام يعطي لكل مواطن- له صفة المواطنة على الأرض الإسلامية- حقه في العبادة والحرية والأمن والعمل وحرية إبداء الرأي والانتقال"
خدت بالك من إبداء الرأي ؟! و إبداء الرأي لا يعني ممارسة السياسة...فالإخوان المسلمون سوف ينتزعون السلم من تحتهم بعد صعودهم للسلطة و ابقى سلم لي على خالتك إيران....
(المعلومات الواردة عن الإخوان من صفحتهم على الإنترنت http://www.ikhwanonline.com )
٢٦/١١/٢٠٠٥
٢٢/١١/٢٠٠٥
الإخوان هم صوت الشارع؟! شارع إيه؟
عودة إلى الشأن الإخواني...
لا حظت على موقع حركة كفاية ، أن هناك هجوما ضاريا من العديد من كتاب الحركة على جماعة الإخوان (المحظورة)- و اسمحوا لي أن أكرر كلمة (المحظورة) طالما أن الحكومة قد تناست هذا الواقع في معظم قنواتها الإعلامية، و كأن الدستور الذي يقيد إصدار أحزاب على أسس عرقية أو دينية اصبح لا محل له الآن في خضم الطبخات السياسية الجارية و أصبح اسم جماعة الإخوان ينطق و كأنه حزب الوفد !- ... المهم ... العديد من زوار موقع كفاية كانوا في صف الإخوان، و هاجموا أولئك الكتاب ، و كان هناك شبه إجماع على ان الإخوان أكثر الكيانات شعبية ،و أنهم يملكون الشارع و انه لا غبار على العديد- و إن لم يكن كل- مرشحي الإخوان .. أعني من الناحية الأخلاقية، و قد وجدت أنه لا بد من تفنيد هذه الأقوال من وجهة نظري، لعل ما أقوله قد يوضح جزءا من الصورة الحالية....
بداية، فلنتأمل بعض النقاط التي يرتكز عليها الموالون للإخوان الذين نشروا تعليقاتهم حول الأحداث الأخيرة في منتدى كفاية ، و أبدأ بالنقطة الأهم:
1- الإخوان هم صوت الشارع، و لهم شعبية جارفة أكبر من الوطني أو أي من أحزاب المعارضة الأخرى: لا أعتقد في ذلك نهائيا، فالأمر أن المصريين بطبعهم ميالون لتحكيم الدين في شتى أمور حياتهم، و الإسلام - و هو دين الأغلبية - لا تمثله على الساحة سوى جماعة واحدة و (محظورة) - و هو أمر آخر جدير بكسب تعاطف رجل الشارع البسيط - مما يجعل من الإخوان رمزا للإسلام، و الذي أريد أن أقوله أنه إذا انشقت جماعة أخرى عن الإخوان ، و تسمت بـ"الحركة الإسلامية التحررية" أو " الإتحاد الإسلامي التقدمي" أو أي هباب، فإن هذة الجماعة ستتقاسم الأصوات مع الناخبين، و هو أمر يعلمه أي مواطن يتحرك بالمواصلات العامة أو يرتاد الميكروباص، فإن الشعبية في الشارع للإسلام و ليس للإخوان ،و هم ليسوا إلا مستفيدين من هذا المناخ الجديد في مصر.
2- إذا اختار الشعب الإخوان (المحظورة) فهذه هي الديمقراطية ، و لا بد من تطبيقها ، و حينها نجرب حكم اللإخوان و سيكون قدرنا كشعب (و أرى أن جميلة أخذت هذا المنحى في ردودها الأخيرة): و أرد على هذا في عدة نقاط:
أ- كيف باسم الديمقراطية أنتخب من لا يؤمن بالديمقراطية من أساسها؟!؟ إحنا حندحك على بعض؟ ألم نقرأ سويا تصريحات مرشحي الإخوان الذين اعتبروا الديمقراطية حرام و الإنتخابات بدعة؟! و هم لا يزالون يخوضون الانخابات!... أم أنه في سبيل المثالية التي يتحلى بها اليسار و آخرون، نخسر سنوات من عمر شعوبنا و أولادنا في التجربة؟ كيف تصبح الشرعية الوحيدة لوجود الإخوان في السلطة - الديمقراطية - هم من أوائل المعادون لها ، و يطبقون بدلا من ذلك مبدأ "الشورى" يعني الديمقراطية برده بس يقتصر على النخبة منهم و المضطلعين بالحكم؟ قال مرة أحدهم: ديمقراطية ليه لما كتاب اللة و سنة نبيه موجودة لتحكم حياتنا.
ب- و إذا افترضنا أنه يجب علينا أن نجرب نزولا على إرادة الشعب، فمتى تنتهي هذه التجربة، و كيف؟ لأنني افترض أن رأي الشعب حينها سينعدم و ستظهر بدلا عنه رأي المجلس الأعلى للجماعة الناطق باسم الشريعة الإسلامية، فكيف سيكون المفر؟ لو سمح الله ما عجبناش حنعمل إيه؟ هل سنختلف معهم؟ ألن يعتبر الإختلاف معهم إختلاف مع الشريعة ذاتها و يعتبر هذا "المختلف" مارقا و يستحق الحد؟ هذا ليس كلاما تخيليا ، بل إنه مستقى من تاريخ الجماعة، و يمكنكم قراءة تعليق (tashkeel) الذي يقتبس من مذكرات رفعت السعيد و يحكي كيف طبق مهدي عاكف بنفسه الحد على عضو آخر في الجماعة حينما كان له رأي مخالف - نعم ، قام بشج رأسه بعامود الخيمة في السجن - و هذا "عضو في الجماعة" ، فماذا سيحدث للمخالفين من عامة الناس؟
ج- لماذا نعيد تجربة يكننا أن نرى ثمارها في العديد من الدول؟ أفغانستان أو إيران، فقد أثبت الحكم الديني فشله بكل المقاييس و لم يترك لشعوبه سوى الهوان و القهر. فهل لا بد أن تخوض كل الدول الإسلامية هذه التجربة حتى ندرك و نبصم بالعشرة؟ ألا يمكننا الرؤية أو التحليل؟
د- أما حالنا الإقتصادي بعد حكم الإخوان: فحدث ولا حرج ، فلن تكون هناك سياحة - أكل عيش نطاق واسع من هذه البلاد - و التي تحدث أكثر من عضو اخواني بحرمانيتها، طبعا ناهيك عن السينما و الأغاني و خلافه.
د- سيصادر الإخوان على الثقافة، و يحولوها للأزهر أو لمجلسهم الخاص، و إذا كان ها قد حدث حينما كانو 17 عضوا في البرلمان ، فما بالك بالآن أو بعد الحكم؟ أعلم أن هذا كلام مكرر، لكن أحيانا التذكير يكون واعزا جيدا لإعادة قراءة الأحداث... و سلام لحرية الرأي التي من المفترض أنها ستكون- حينها- المحرك لأي تغيير .
3 - المرشحون من جماعة الإخوان نزهاء شرفاء،لا غبار عليهم، بل و ذهب أحد المعلقين و تحدّى : "هاتلي أي عضو في الإخوان يكون حرامي". و أعلق فأقول:الأكثرية من مرشحي الإخوان بيض بياض ناصع فعلا .. إذ أن ألكثير منهم لم يلعبوا لعبة السياسة من قبل - لا أعمم بالطبع فهناك المخضرمين أيضا - و بالتالي فإني أعلن عجزي عن التشكيك في نزاهة طبيب أسنان أو مهندس زراعي، فكيف يمكن ذلك بالنسبة لرجل لم يكن يوما عرضة لأي أضواء و لم يمارس السياسة من قبل، ثم في حالة المقارنة بمرشحي الوطني فالجميع ملائكة و انصاف آلهة بالنسبة لأناس احترفو الفساد منذ ثلاثة عقود.
فمن هو ذلك المرشح الذي وضعه الإخوان في كفر شكر أمام خالد محيي الدين؟ بالطبع يمكن للعديد التشكيك في أمانة أو نزاهة أووطنية خالد، فهو علم سياسي مصري، له مذكرات منشورة، و مواقف تاريخية قد أسعدت و أغضبت آخرين، و بالتالي فهو عرضة لكل شيئ ، أما مرشح الإخوان اللي ما أعرفوش ،فهو حقا.... حقا.... لا غبار عليه!
هذا و ربنا يستر!
١٧/١١/٢٠٠٥
طلع البدر علينا...(الدين لله و الوطن للإخوان)
تعقيباً على مقالة الأخ أحمد:
1.أن وثوب الإخوان(و من بعدهم الوهابيين بعون الله بس ربنا يديني و يديك طولة العمر)لم يأتي وليد السنوات الأخيرة و إنما جاء عبر سنوات طويلة و عمل منظم و منهجي تضافرت فيه جهود الإسلاميين على اختلاف أطيافهم.و تنوعت الأساليب من الجمعيات الشرعية مروراً بالمستوصفات الخيرية و المكتبات الإسلامية في الجوامع و دور المناسبات و انتهاءً بدروس النساء في البيوت، و الحقيقة أنه لا لوم عليهم في ذلك فالساحة الإجتماعية خاوية و لا يكاد يوجد من ينافسهم في الخدمات التي يقدمونها للعامة سوى بعض نواب مجلس الشعب من الحزب الحاكم و التي تتميز خدماتهم بالنفعية (في أغلب الأحيان)و بعدم المنهجية و بالطبع فالإخوان ليسوا من السذاجة و حسن النية لكي يبذلوا العطايا و الخدمات من أجل سواد عيون الشعب أو حتى في سبيل الله حسبما يدّعون و إنما هي استراتيجية منظمة لا يقف أمامها أي تيار سياسي منظم اللهم سوى الحزب الوطني و الذي أصابه الترهل و الشيخوخة و الفساد في أحيان كثيرة.هذه الاسترتيجية أصبحت تحاصرني و تحاصرك منذ الصباح منذ خروجك في الصباح إلى عملك و حتى عودتك، فأنت الآن تتعامل بشكل إعتيادي مع سوّاق الميكروباص الذي يدير شريط أحد الشيوخ المطهومين و هو يحكي لك عن عذاب القبر و الأفاعي و التنين أثناء ذهابك للعمل و استقبالك يوم جديد بل أنك قد تتعرض للاستهجان إذا ما طلبت منه تغيير الشريط (يغيره لقرآن يعني مش نانسي عجرم) أو على أقل تقدير خفض الصوت.الآن أصبح من الطبيعي أن تذهب إلى جميع المحال التجارية في الصباح فتجد القرآن بصوت شيخ سعودي يملأ المحل و الشارع و الدنيا كلها (يبدو أن موضة الشيوخ المصريين بطلت أو الناس بدأت تشوف إنهم مشخلعين زيادة عن اللازم فيما لا يتفق مع عذاب القبر و الأفاعي و الديناصورات) و لم تعد تسمع "يا فتاح يا عليم يا رزّاق يا كريم"، " و " توكلنا و اعتمادنا عليك يا رب"أصبح من الطبيعي أن تجد كل زميلاتك في العمل و قد التزمن بالزي الإسلامي ، أصبح من المفروض عليّ و عليك أن تنتظر انتهاء صلاة الظهر حتى تقضي مصلحتك في أي وزارة من الوزارات و هي تمتد كما نعلم من ثلث إلى نصف ساعة. كل تلك المشاهد مع سذاجتها و سطحيتها تعبر عن واقع نعيشه و نشكّل به تاريخنا المعاصر، لابد من مواجهة الحقائق و تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية...لقد قفز الإنتماء الديني فوق كافة الانتمائات الطبقية و الاجتماعية و القبلية بل و السياسية (بالنظر إلى أسلوب و نتائج الانتخابات الأخيرة)أصبحت إجابة سؤال :من أنت؟ هي مسلم ثم مصري ثم عربي...بدلاً من مصري ثم عربي ثم مسلم ، أو عربي ثم مصري ثم مسلم...و كل ذلك تم تنفيذه بهدوء و روية من السبعينات و حتى اليوم...لم يكن عبثاً أن يركز الإخوان على الجامعة، فالجامعة هي مصنع الكوادر...لم يكن عبثاً أن يركزوا على كليات التربية بشكل خاص فكلية التربية هي الكوادر المؤثرة في النشء، و لم يكن عبثاً أن يحيطوا المرأة باهتمام خاص فالأم تهيء الطفل قبل دخوله المدرسة للأخوة خريجي وزارة التربية و من بعدهم الجامعة..لا عجب أن يكون اهتمامهم بالصحة و توفير طب أفضل بأسعار أقل في ظل تجارة الطب و الجشع المنتشر فهم بذلك يمارسون دوراً حيوياً في أكثر القطاعات تأثيراً في الدولة.بعد ذلك كله لا يصبح لأسماء مثل مكارم الديري أو عصام مختار أو حتى الهضيبي نفسه معنى، يصبح المعنى الحقيقي هو دور الإخوان الفاعل في المجتمع و السياسة و الذي يجنون بناءً عليه الشعبية التي يكرسها بطبيعة الحال دورهم الأبوي الحاكمي النابع من لونهم الديني و من وقوع الشعب المصري دائماً تحت سلطة الدين (أي دين)
2.أصبح المجتمع المصري متنازعاً بين ثقافتين رئيسيتين:
الأولى هي ثقافة السفه و التفاهة و التهتك و هو ما يبدو جلياً في اهتمامات الشباب و ثقافة الفضائيات و مفردات الفنون و مضمونها و لا يكاد يظهر منتج فني ذو مضمون أو إسقاطات لإباحية إلا و يصبح حديث الساعة و يتناوله الجميع صغاراً و كباراً بالمناقشة و النقد بل و الاستهجان و السخرية في الوقت الذي يعود فيه الجميع لبيوتهم ليستمتعوا بذلك المنتج خلسة و القائمين على ذلك النوع من الثقافة و مموليهم يتحركون بجنون إلى أفاق أبعد و يتسابقون فيما بينهم فيما قد يسبب إثارة أكثر مستخدمين في ذلك بشكل أساسي جسد المرأة بكل صوره و أشكاله...و أعني هنا الجسد بمعناه الاستهلاكي المبتذل .
الثانية هي ثقافة التدين و العودة إلى الله و صلاة التراويح في رمضان و العمرة في رمضان و الرد في التليفون ب"السلام عليكم" بدلاً من "الو" و الوداع ب"لا إله إلا الله-محمد رسول الله"بدلاً من أي من العبارات المتعارف عليها.
و يتأرجح الإنسان المصري بين الثقافتين بوصفهم بدائل وحيدة لا غنى عنها و يعني جوده في أحد المعسكرين عداءه للآخر..فانت إذا كنت تدعو إلى الليبرالية و التخلص من سلطة الدين فانت إذن من أنصار التهتك و مجون الفيديو كليب... و أنت إذا هاجمت روبي أو شعبان عبد الرحيم فانت "و الله بتقول كلام كويس و عاوزين نبقى نشوفك في صلاة الجمعة"و أصبح المعسكرين موجودين في كل أطياف المجتمع و التيارات السياسية... فأصبح هناك المتدين و غير المتدين...اللي بيصلي و اللي ما بيصليش.. اللي بنشوفه في الجمعة و اللي ما بنشوفوش.. المسلم و المسيحي و أصبحت تسمع تعبيرات على غرار :" أصله مابيصومش، أصله بيصليش، أصله علماني (قصدهم ملحد يعني بس مكسوفين من الكلمة)، أصله مسيحي...إلى لآخره"و يقع في مأزق تلك الخيارات اليساريين، فهم يتظاهرون جنباً إلى جنب مع الإخوان المسلمين في الوقت نفسه الذي قد ينظر الأخ المسلم ذو الزبيبة باحتقار شديد إلى أخيه اليساري اللي ريحته بيرة في الوقت الذي يتفقان فيه على كراهيتهما للنظام. اليساري أصبح يجد في الإخوانجي رفيق كفاح و أصبح يختار بين الأسوأ و الأشد سوءاً فيختار عدوه بالأمس و يصبح اليسار و الإخوان كتلة واحدة منشقة من داخلها متفقة إلى حين،نجح الإخوان و الإسلاميين بصفة عامة في فرض حقيقة أن كل ما هو جاد أو جيد هو بالضرورة إسلامي أو على أقل تقدير متوافق مع الإسلام و كل ما هو سيء مبتذل هو كافر علماني.
حتى أصبح معظم من يمارسون الفن يتجه للعمرة في رمضان، رغبة منهم في صبغ أنفسهم بصبغة إيجابية تزيل عنهم ما علق بهم من جراء ممارساتهم للفن و نجح الإسلاميون في بث إحساس الذنب في نفوس الجميع، فالفنان و الفنانة و غير المتحجبة و المستمع للأغاني و المشاهد للتلفزيون و السينما يعلمون أنهم ضالون و لكن "ربنا يتوب علينا"و يعيش الجميع في الذنب و انتظار اللحظة التي يتحولون فيها لأناس صالحين و الذي يعني أن يذهبوا للمسجد خمس مرات في اليوم و لا يقرأوا سوى القرآن و يطلقوا لحاهم و يلبسوا الزي البشتوني ..بعد ذلك يصبح نجاح مرشحي الإخوان نصراً للصالحين على من عداهم..
3.لم يعد الأزهر يمارس نفس الدور الذي كان يمارسه من قبل، لقد أدى الأزهر دوره "و شكراً"..و لا يعني ذلك أن دوره قد انتهى، دوره قد تحور، تحول من محرك و مركز تحريك إلى وعاء، وعاء واسع شديد الرحابة يضم بين جدرانه جميع التيارات و القوميات و الملل، و أضحى لدوره الآن بعداً دولياً ، فهو المدخل الرسمي لوهابي العالم من كل صوب و لون، و الدارس فيه يحصل على شرعية رسمية من الدولة لوجوده على أرض مصر ، في الوقت نفسه الذي يستطيع من خلال هذه الشرعية الحركة و التواصل و التنسيق مع الجهات المعنية في جميع أنحاء العالم، و أصبح الإنترنت و المحمول وسيلة عملية للإتصال إذا ما توفرت آليات الاتصال المشفر ، و مع أن ذلك قد لا يؤثر بشكل رئيسي على الوضع الداخلي إلا أن له تأثيراً على المجتمع مما يوفر من اختلاط بين تلك الثقافات و الثقافات المجهزة سلفاً لاستقبال تلك الثقافات الأصولية و على سبيل المثال لا الحصر فالدارسين في الأزهر من الشيشان يتحركون بحرية إلى الإمارات و السعودية في رحلات عمرة و خلافه و يكفي التذكير بأنه في حادث المسرح في موسكو في 23 أكتوير 2002 كانت مكالمات الإرهابي موفسار بارايف (قائد كتيبة "رياض الصالحين" التي قامت بهذه العملية )إلى ثلاث أماكن بغرض التفاوض...الشيشان و الإمارات و السعودية.
و مع أن هذا قد لا يصب مباشرة في قضية الأخوان و الانتخابات إلا أنه يلقي بظل على حجم التحرك الإسلامي في مصر و المنطقة.
1.أن وثوب الإخوان(و من بعدهم الوهابيين بعون الله بس ربنا يديني و يديك طولة العمر)لم يأتي وليد السنوات الأخيرة و إنما جاء عبر سنوات طويلة و عمل منظم و منهجي تضافرت فيه جهود الإسلاميين على اختلاف أطيافهم.و تنوعت الأساليب من الجمعيات الشرعية مروراً بالمستوصفات الخيرية و المكتبات الإسلامية في الجوامع و دور المناسبات و انتهاءً بدروس النساء في البيوت، و الحقيقة أنه لا لوم عليهم في ذلك فالساحة الإجتماعية خاوية و لا يكاد يوجد من ينافسهم في الخدمات التي يقدمونها للعامة سوى بعض نواب مجلس الشعب من الحزب الحاكم و التي تتميز خدماتهم بالنفعية (في أغلب الأحيان)و بعدم المنهجية و بالطبع فالإخوان ليسوا من السذاجة و حسن النية لكي يبذلوا العطايا و الخدمات من أجل سواد عيون الشعب أو حتى في سبيل الله حسبما يدّعون و إنما هي استراتيجية منظمة لا يقف أمامها أي تيار سياسي منظم اللهم سوى الحزب الوطني و الذي أصابه الترهل و الشيخوخة و الفساد في أحيان كثيرة.هذه الاسترتيجية أصبحت تحاصرني و تحاصرك منذ الصباح منذ خروجك في الصباح إلى عملك و حتى عودتك، فأنت الآن تتعامل بشكل إعتيادي مع سوّاق الميكروباص الذي يدير شريط أحد الشيوخ المطهومين و هو يحكي لك عن عذاب القبر و الأفاعي و التنين أثناء ذهابك للعمل و استقبالك يوم جديد بل أنك قد تتعرض للاستهجان إذا ما طلبت منه تغيير الشريط (يغيره لقرآن يعني مش نانسي عجرم) أو على أقل تقدير خفض الصوت.الآن أصبح من الطبيعي أن تذهب إلى جميع المحال التجارية في الصباح فتجد القرآن بصوت شيخ سعودي يملأ المحل و الشارع و الدنيا كلها (يبدو أن موضة الشيوخ المصريين بطلت أو الناس بدأت تشوف إنهم مشخلعين زيادة عن اللازم فيما لا يتفق مع عذاب القبر و الأفاعي و الديناصورات) و لم تعد تسمع "يا فتاح يا عليم يا رزّاق يا كريم"، " و " توكلنا و اعتمادنا عليك يا رب"أصبح من الطبيعي أن تجد كل زميلاتك في العمل و قد التزمن بالزي الإسلامي ، أصبح من المفروض عليّ و عليك أن تنتظر انتهاء صلاة الظهر حتى تقضي مصلحتك في أي وزارة من الوزارات و هي تمتد كما نعلم من ثلث إلى نصف ساعة. كل تلك المشاهد مع سذاجتها و سطحيتها تعبر عن واقع نعيشه و نشكّل به تاريخنا المعاصر، لابد من مواجهة الحقائق و تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية...لقد قفز الإنتماء الديني فوق كافة الانتمائات الطبقية و الاجتماعية و القبلية بل و السياسية (بالنظر إلى أسلوب و نتائج الانتخابات الأخيرة)أصبحت إجابة سؤال :من أنت؟ هي مسلم ثم مصري ثم عربي...بدلاً من مصري ثم عربي ثم مسلم ، أو عربي ثم مصري ثم مسلم...و كل ذلك تم تنفيذه بهدوء و روية من السبعينات و حتى اليوم...لم يكن عبثاً أن يركز الإخوان على الجامعة، فالجامعة هي مصنع الكوادر...لم يكن عبثاً أن يركزوا على كليات التربية بشكل خاص فكلية التربية هي الكوادر المؤثرة في النشء، و لم يكن عبثاً أن يحيطوا المرأة باهتمام خاص فالأم تهيء الطفل قبل دخوله المدرسة للأخوة خريجي وزارة التربية و من بعدهم الجامعة..لا عجب أن يكون اهتمامهم بالصحة و توفير طب أفضل بأسعار أقل في ظل تجارة الطب و الجشع المنتشر فهم بذلك يمارسون دوراً حيوياً في أكثر القطاعات تأثيراً في الدولة.بعد ذلك كله لا يصبح لأسماء مثل مكارم الديري أو عصام مختار أو حتى الهضيبي نفسه معنى، يصبح المعنى الحقيقي هو دور الإخوان الفاعل في المجتمع و السياسة و الذي يجنون بناءً عليه الشعبية التي يكرسها بطبيعة الحال دورهم الأبوي الحاكمي النابع من لونهم الديني و من وقوع الشعب المصري دائماً تحت سلطة الدين (أي دين)
2.أصبح المجتمع المصري متنازعاً بين ثقافتين رئيسيتين:
الأولى هي ثقافة السفه و التفاهة و التهتك و هو ما يبدو جلياً في اهتمامات الشباب و ثقافة الفضائيات و مفردات الفنون و مضمونها و لا يكاد يظهر منتج فني ذو مضمون أو إسقاطات لإباحية إلا و يصبح حديث الساعة و يتناوله الجميع صغاراً و كباراً بالمناقشة و النقد بل و الاستهجان و السخرية في الوقت الذي يعود فيه الجميع لبيوتهم ليستمتعوا بذلك المنتج خلسة و القائمين على ذلك النوع من الثقافة و مموليهم يتحركون بجنون إلى أفاق أبعد و يتسابقون فيما بينهم فيما قد يسبب إثارة أكثر مستخدمين في ذلك بشكل أساسي جسد المرأة بكل صوره و أشكاله...و أعني هنا الجسد بمعناه الاستهلاكي المبتذل .
الثانية هي ثقافة التدين و العودة إلى الله و صلاة التراويح في رمضان و العمرة في رمضان و الرد في التليفون ب"السلام عليكم" بدلاً من "الو" و الوداع ب"لا إله إلا الله-محمد رسول الله"بدلاً من أي من العبارات المتعارف عليها.
و يتأرجح الإنسان المصري بين الثقافتين بوصفهم بدائل وحيدة لا غنى عنها و يعني جوده في أحد المعسكرين عداءه للآخر..فانت إذا كنت تدعو إلى الليبرالية و التخلص من سلطة الدين فانت إذن من أنصار التهتك و مجون الفيديو كليب... و أنت إذا هاجمت روبي أو شعبان عبد الرحيم فانت "و الله بتقول كلام كويس و عاوزين نبقى نشوفك في صلاة الجمعة"و أصبح المعسكرين موجودين في كل أطياف المجتمع و التيارات السياسية... فأصبح هناك المتدين و غير المتدين...اللي بيصلي و اللي ما بيصليش.. اللي بنشوفه في الجمعة و اللي ما بنشوفوش.. المسلم و المسيحي و أصبحت تسمع تعبيرات على غرار :" أصله مابيصومش، أصله بيصليش، أصله علماني (قصدهم ملحد يعني بس مكسوفين من الكلمة)، أصله مسيحي...إلى لآخره"و يقع في مأزق تلك الخيارات اليساريين، فهم يتظاهرون جنباً إلى جنب مع الإخوان المسلمين في الوقت نفسه الذي قد ينظر الأخ المسلم ذو الزبيبة باحتقار شديد إلى أخيه اليساري اللي ريحته بيرة في الوقت الذي يتفقان فيه على كراهيتهما للنظام. اليساري أصبح يجد في الإخوانجي رفيق كفاح و أصبح يختار بين الأسوأ و الأشد سوءاً فيختار عدوه بالأمس و يصبح اليسار و الإخوان كتلة واحدة منشقة من داخلها متفقة إلى حين،نجح الإخوان و الإسلاميين بصفة عامة في فرض حقيقة أن كل ما هو جاد أو جيد هو بالضرورة إسلامي أو على أقل تقدير متوافق مع الإسلام و كل ما هو سيء مبتذل هو كافر علماني.
حتى أصبح معظم من يمارسون الفن يتجه للعمرة في رمضان، رغبة منهم في صبغ أنفسهم بصبغة إيجابية تزيل عنهم ما علق بهم من جراء ممارساتهم للفن و نجح الإسلاميون في بث إحساس الذنب في نفوس الجميع، فالفنان و الفنانة و غير المتحجبة و المستمع للأغاني و المشاهد للتلفزيون و السينما يعلمون أنهم ضالون و لكن "ربنا يتوب علينا"و يعيش الجميع في الذنب و انتظار اللحظة التي يتحولون فيها لأناس صالحين و الذي يعني أن يذهبوا للمسجد خمس مرات في اليوم و لا يقرأوا سوى القرآن و يطلقوا لحاهم و يلبسوا الزي البشتوني ..بعد ذلك يصبح نجاح مرشحي الإخوان نصراً للصالحين على من عداهم..
3.لم يعد الأزهر يمارس نفس الدور الذي كان يمارسه من قبل، لقد أدى الأزهر دوره "و شكراً"..و لا يعني ذلك أن دوره قد انتهى، دوره قد تحور، تحول من محرك و مركز تحريك إلى وعاء، وعاء واسع شديد الرحابة يضم بين جدرانه جميع التيارات و القوميات و الملل، و أضحى لدوره الآن بعداً دولياً ، فهو المدخل الرسمي لوهابي العالم من كل صوب و لون، و الدارس فيه يحصل على شرعية رسمية من الدولة لوجوده على أرض مصر ، في الوقت نفسه الذي يستطيع من خلال هذه الشرعية الحركة و التواصل و التنسيق مع الجهات المعنية في جميع أنحاء العالم، و أصبح الإنترنت و المحمول وسيلة عملية للإتصال إذا ما توفرت آليات الاتصال المشفر ، و مع أن ذلك قد لا يؤثر بشكل رئيسي على الوضع الداخلي إلا أن له تأثيراً على المجتمع مما يوفر من اختلاط بين تلك الثقافات و الثقافات المجهزة سلفاً لاستقبال تلك الثقافات الأصولية و على سبيل المثال لا الحصر فالدارسين في الأزهر من الشيشان يتحركون بحرية إلى الإمارات و السعودية في رحلات عمرة و خلافه و يكفي التذكير بأنه في حادث المسرح في موسكو في 23 أكتوير 2002 كانت مكالمات الإرهابي موفسار بارايف (قائد كتيبة "رياض الصالحين" التي قامت بهذه العملية )إلى ثلاث أماكن بغرض التفاوض...الشيشان و الإمارات و السعودية.
و مع أن هذا قد لا يصب مباشرة في قضية الأخوان و الانتخابات إلا أنه يلقي بظل على حجم التحرك الإسلامي في مصر و المنطقة.
١٤/١١/٢٠٠٥
...هذا و بالله التوفيق
مع الاعتذار ل أ.غ.
سؤال ورد من المشاهد س.ع.لأحد الفضائيات الإسلامية من خلال بَرنامَج "العلم و الإيمان"، يقول فيه المشاهد: السلام عليكم و رحمته و بركاته، اخترت آية الكرسي بصوت الشيخ الحذيفي لتكون "رنّة" لهاتفي النقال و قلت آنذاك في نفسي: لعلني أجني من وراء ذلك ثواباً ينفعني و ينفع من حولي و أود أن أعرف رأي الشرع في الأمور التالية:
-الرد على المكالمة قبل انتهاء الآية؟
- هل يجب علي أن أقول "صدق الله العظيم" حينما أرد؟
-هل يحل لي أخذ الهاتف معي إلى دورة المياه؟
-هل أستطيع استخدام الهاتف النقال و أنا جنب (و العياذ بالله)؟
-ما حكم ال"ميسد كول"و هل السيئة المترتبة على عدم اكتمال الآية تقع على الشخص صاحب "الميسد" أم عليّ لاستخدام الآية؟
و لكم جزيل الشكر،...
و سلم لي على البلوتوث...
سؤال ورد من المشاهد س.ع.لأحد الفضائيات الإسلامية من خلال بَرنامَج "العلم و الإيمان"، يقول فيه المشاهد: السلام عليكم و رحمته و بركاته، اخترت آية الكرسي بصوت الشيخ الحذيفي لتكون "رنّة" لهاتفي النقال و قلت آنذاك في نفسي: لعلني أجني من وراء ذلك ثواباً ينفعني و ينفع من حولي و أود أن أعرف رأي الشرع في الأمور التالية:
-الرد على المكالمة قبل انتهاء الآية؟
- هل يجب علي أن أقول "صدق الله العظيم" حينما أرد؟
-هل يحل لي أخذ الهاتف معي إلى دورة المياه؟
-هل أستطيع استخدام الهاتف النقال و أنا جنب (و العياذ بالله)؟
-ما حكم ال"ميسد كول"و هل السيئة المترتبة على عدم اكتمال الآية تقع على الشخص صاحب "الميسد" أم عليّ لاستخدام الآية؟
و لكم جزيل الشكر،...
و سلم لي على البلوتوث...
٠٨/١١/٢٠٠٥
ما تيسر من الدستور
عثرت بالصدفة على بنود الدستور المصري ، و هو الدستور الساري حاليا ، و مواده معدلة طبقا لنتيجة الاستفتاء على تعديل الدستور، الذى أجرى فى يوم 22 من مايو سنة 1980 ونشرت التعديلات بالجريدة الرسمية العدد 26 يونية سنة 1980. و لم يتغير من حينها إلا في هذا العام ، عندما تم تعديل المادة 76 الشهيرة، و قد عجبت للهوة الكبيرة بين بنود الدستور و الواقع الفعلي المعاش، فهذا الدستور ليس قديما أو من عهود بائدة بل هو نفسه المعمول به اليوم، و لكن شتان بين النظرية و التطبيق، لذا فقد وضعت بعضا من مواده ،لعلنا نتعرف على حقوقنا الأسطورية، بدون أي تعليق..............................
مادة(1): جمهورية مصر العربية دولة نظامها اشتراكى ديمقراطى يقوم على تحالف قوى الشعب العاملة.
والشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة.
والشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة.
مادة(3): السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين فى الدستور.
مادة(4): الأساس الاقتصادى لجمهورية مصر العربية هو النظام الاشتراكى الديمقراطى القائم على الكفاية والعدل، بما يحول دون الاستغلال ويؤدى الى تقريب الفوارق بين الدخول، ويحمى الكسب المشروع، ويكفل عدالة توزيع الأعباء والتكاليف العامة.
مادة(5): يقوم النظام السياسى فى جمهورية مصر العربية على اساس تعدد الأحزاب وذلك فى اطار المقومات والمبادئ الأساسية للمجتمع المصرى المنصوص عليها فى الدستور.
مادة(8): تكفل الدولة تكافؤ الفرص لجميع المواطنين.
مادة(13): العمل حق وواجب وشرف تكفله الدولة، ويكون العاملون الممتازون محل تقدير الدولة والمجتمع. ولا يجوز فرض أى عمل جبرا على المواطنين إلا بمقتضى قانون ولأداء خدمة عامة وبمقابل عادل.
مادة(21): محو الأمية واجب وطنى تجند كل طاقات الشعب من أجل تحقيقه.
مادة(25): لكل مواطن نصيب من الناتج القومى يحدده القانون بمراعاة عمله أو ملكيته غير المستغلة.
مادة(26): للعاملين نصيب فى ادارة المشروعات وفى ارباحها، ويلتزمون بتنمية الانتاج وتنفيذ الخطة فى وحداتهم الانتاجية وفقا للقانون، والمحافظة على ادوات الانتاج واجب وطنى.
ويكون تمثيل العمال فى مجال إدارة وحدات القطاع العام فى حدود خمسين فى المائة من عدد اعضاء هذه المجالس، وتعمل الدولة على ان يكفل القانون لصغار الفلاحين وصغار الحرفيين ثمانين فى المائة فى عضوية مجالس إدارة الجمعيات التعاونية الزراعية والجمعيات التعاونية الصناعية.
ويكون تمثيل العمال فى مجال إدارة وحدات القطاع العام فى حدود خمسين فى المائة من عدد اعضاء هذه المجالس، وتعمل الدولة على ان يكفل القانون لصغار الفلاحين وصغار الحرفيين ثمانين فى المائة فى عضوية مجالس إدارة الجمعيات التعاونية الزراعية والجمعيات التعاونية الصناعية.
مادة(33): للملكية العامة حرمة، وحمايتها ودعمها واجب على كل مواطن وفقا للقانون، باعتبارها سندا بقوة الوطن واساسا للنظام الاشتراكى ومصدرا لرفاهية الشعب.
مادة(35): لا يجوز التأميم إلا لاعتبارات الصالح العام وبقانون، ومقابل تعويض.
مادة(40): المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساون فى الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة.
مادة(41): الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة لا تمس، وفيما عدا حالة التلبس لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأى قيد أو منعه من التنقل إلا بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع، ويصدر هذا الأمر من القاضى المختص أو النيابة العامة، وذلك وفقا لأحكام القانون.
ويحدد القانون مدة الحبس الاحتياطى.
ويحدد القانون مدة الحبس الاحتياطى.
مادة(42): كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأى قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان، ولا يجوز إيذائه بدنيا أو معنويا، كما لا يجوز حجزه أو حبسه فى غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون.
وكل قول يثبت أنه صدر من مواطن تحت وطئة شىء مما تقدم أو التهديد بشئ منه يهدر ولا يعود عليه.
وكل قول يثبت أنه صدر من مواطن تحت وطئة شىء مما تقدم أو التهديد بشئ منه يهدر ولا يعود عليه.
مادة(44): للمساكن حرمة فلا يجوز دخولها ولا تفتيشها إلا بأمر قضائى مسبب وفقا لأحكام القانون.
مادة(45): لحياة المواطنين الخاصة حرمة يحميها القانون.
وللمراسلات البريدية والبرقية والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل الإتصال حرمة وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها أو الإطلاع عليها أو رقابتها إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة ووفقا لأحكام القانون.
وللمراسلات البريدية والبرقية والمحادثات التليفونية وغيرها من وسائل الإتصال حرمة وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها أو الإطلاع عليها أو رقابتها إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة ووفقا لأحكام القانون.
مادة(47): حرية الرأى مكفولة، ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير فى حدود القانون، والنقد الذاتى والنقد البناء ضمان لسلامة البناء الوطنى.
مادة(48): حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الاعلام مكفولة، والرقابة على الصحف محظورة وإنذارها أو وقفها أو الغائها بالطريق الإدارى محظور، ويجوز استثناء فى حالة إعلان الطوارئ أو زمن الحرب أن يفرض على الصحف والمطبوعات ووسائل الإعلام رقابة محددة فى الأمور التى تتصل بالسلامة العامة أو اغراض الأمن القومى، وذلك كله وفقا للقانون.
مادة(51): لا يجوز إبعاد أى مواطن عن البلاد أو منعه من العودة إليها.
مادة(53): تمنح الدولة حق الالتجاء السياسى لكل أجنبى اضطهد بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب أو حقوق الإنسان أو السلام أو العدالة.
وتسليم اللاجئين السياسين محظور.
وتسليم اللاجئين السياسين محظور.
مادة(54): للمواطنين حق الاجتماع الخاص فى هدوء غير حاملين سلاحا ودون حاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضور إجتماعاتهم الخاصة، والإجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة فى حدود القانون.
مادة(57): كل إعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء.
مادة(66): ولا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون، ولا توقع عقوبة إلا بحكم قضائى ولا عقاب إلا على الأفعال اللاحقة لتاريخ نفاذ القانون .
مادة(67): المتهم برئ حتى تثبت إدانته فى محاكمة قانونية تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه. وكل متهم فى جناية يجب أن يكون له محام يدافع عنه.
مادة(71): يبلغ كل من يقبض عليه أو يعتقل بأسباب القبض عليه أو إعتقاله فورا، ويكون له حق الإتصال بمن يرى إبلاغه بما وقع أو الإستعانة به على الوجه الذى ينظمه القانون، ويجب إعلانه على وجه السرعة بالتهم الموجهة إليه، وله ولغيره التظلم أمام القضاء من الإجراء الذى قيد حريته الشخصية، وينظم القانون حق التظلم بما يكفل الفضل فيه خلال مدة محددة وإلا وجب الإفراج حتما .
مادة(74): لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن دورها الدستورى أن يتخذ الإجراءات السريعة لمواجهة هذا الخطر، ويوجه بيانا إلى الشعب، ويجرى الاستفتاء على ما اتخذه من إجراءات خلال ستين يوما من اتخاذها.
مادة(80): يحدد القانون مرتب رئيس الجمهورية.
ولا يسرى تعديل المرتب أثناء مدة الرئاسة التى تقرر فيها التعديل.
لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يتقاضى أى مرتب أو مكافأة أخرى.
ولا يسرى تعديل المرتب أثناء مدة الرئاسة التى تقرر فيها التعديل.
لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يتقاضى أى مرتب أو مكافأة أخرى.
مادة(81): لا يجوز لرئيس الجمهورية أثناء مدة رئاسته أو يزاول مهنة حرة أو عملا تجاريا أو ماليا أو صناعيا، أو أن يشترى أو يستأجر شيئا من أموال الدولة، أو أن يؤجرها أو أن يبيعها شيئا من أمواله، أو أن يقايضها عليه.
مادة(85): يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو بارتكاب جريمة جنائية بناء على إقتراح مقدم من ثلث اعضاء مجلس الشعب على الأقل ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلثى أعضاء المجلس.
ويقف رئيس الجمهورية عن عمله بمجرد صدور قرار الإتهام ويتولى نائب رئيس الجمهورية الرئاسة مؤقتا لحين الفصل فى الاتهام.
وتكون محاكمة رئيس الجمهورية امام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها وإجراءات المحاكمة أمامها ويحدد العقاب، وإذا حكم بإدانته أعفى من منصبه مع عدم الإخلال بالعقوبات الأخرى.
ويقف رئيس الجمهورية عن عمله بمجرد صدور قرار الإتهام ويتولى نائب رئيس الجمهورية الرئاسة مؤقتا لحين الفصل فى الاتهام.
وتكون محاكمة رئيس الجمهورية امام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها وإجراءات المحاكمة أمامها ويحدد العقاب، وإذا حكم بإدانته أعفى من منصبه مع عدم الإخلال بالعقوبات الأخرى.
مادة(152): لرئيس الجمهورية أن يستفتى الشعب فى المسائل العامة التى تتصل بمصالح البلاد العليا.
مادة(206): الصحافة سلطة شعبية مستقلة تمارس رسالتها على الوجه المبين فى الدستور والقانون.
مادة(208): حرية الصحافة مكفولة والرقابة على الصحف محظورة وإنذارها أو وقفها أو إلغاؤها بالطريق الإدارى محظور وذلك كله وفقا للدستور والقانون.
و كل عام و أنتم بخير....
٠٦/١١/٢٠٠٥
عمرو خالد -سامي يوسف (buy one take one free)
حينما سمعت الفنان سامي يوسف بضم السين(عفواً، هل أخطئت التسمية؟! هل أقول المنشد أو المسبح أو الدرويش) لم أدرك من اللحظة الأولى كنه ما أسمع، أولاً يجب أن أعترف أنني لم أدرك اللغة مبدئياً، فأنا أسمع "محمد" بلغة عربية سليمة ثم أسمع كلمات بلغات أخرى ، لعلها إنجليزية ثم أسمع "حبيبي" مع التركيز على النطق السليم لحرف ال"ح" الذي يضفي للأغنية رونقاً عربياً أو شرقياً و لكنني أمضيت ما يقرب من الدقيقتين أحاول أن أميّز لا موضوع الأغنية قدرما حاولت تمييز لون الغناء. فلا هو غناء منشد ديني، و لا هو إنشاد صوفي و لا هو ذكر(ذكر بكسر الذال علشان ما تجيبولناش الكلام) و لا هو أغان شبابية أو موشحات عاطفية.بادئاً ذي بدء فالآلات المستخدمة و أسلوب التوزيع و التآلفات الموسيقية المستخدمة أوروبية أمريكية بحتة، يتخللها بعض الجمل و الحليات و المقامات العربية تعبيراً عن الهوية العربية لموضوع الأغنية في الوقت نفسه تضفي اللغة الإنجليزية المستخدمة على المصطلحات الإسلامية طابع الرقة و العالمية و التبرأ من الإسلام إياه اللهم اجعل كلامنا خفيف على الشيخ بن لادن رضي الله عنه، بل تبدو الأغاني و كأنها شهادة براءة ذمة من الأصولية الإسلامية و من الإسلام السياسي و من الإرهاب الإسلامي (على حد تعبير المنظمات اليمينية المتطرفة في الغرب).يبدو لسان حال المغني و مريديه و كأنه يعلن للشرق و الغرب على السواء:"ليس كل المسلمين بن لادن و لسنا بصدد تفجير قطارات أو عمارات ، جئنا نغني و نرقص للحبيب المصطفى، و كلنا اهوه ولاد ناس و حاجة فل و حصوة ف عينك ياللي ما تصلي عالنبي" و ذلك أعاد لذاكرتي حوار للداعية (عفواً، هل أخطئت التسمية مرة أخرى؟ هل أقول المرشد أو المعلم أو المفتي أو لعله الفنان هذه المرة)و الذي أحب أن يسمي نفسه بالتنمية بالإيمان (تنمية من النمو يعني)الأمر الذي أثار آنذاك حفيظة محدثه و أضاع بعضاً من الوقت في سفسطة عن معنى ذلك المصطلح و تسمية المشتغل بتلك التنمية فهل هو "المنمي بالإيمان" أو "المستن..." عفواً المهم غاية القول أن اللامع ذو الكاريزما عمرو خالد تحدث آنذاك عن الإسلام و المجتمع الإسلامي و المواطنة و العديد من المواضيع التي يتطلب كل منها لا حلقة بأكملها و لكن حياة بأكملها يبحث فيها المسلم و المسيحي و اليهودي بل و البوذي و الملحد و كل إنسان على وجه الأرض عن معنى لتلك المفاهيم و تلك المواضيع ، تحدث هو عنها ببساطة و ملاحة و سعة صدر حتى بدا لي أن الحياة أبسط مما كنت أتصور و أوضح سيادته أنه في لقائه مع الوزير البريطاني فلان و البطرك القبطي علان و المفتي ترتان أعرب عن رؤيته لقضايا الساعة و أوضح (متحدثاً بالطبع نيابة عني و عنك و عن شباب الأمة الإسلامية جمعاء)وجهة نظر الإسلام في كيت و كيت من المسائل العالقة على غرارالحرب في العراق و المواطنة في مصر و الإرهاب و الإسلام (على سبيل المثال لا الحصر) و هكذا و في 60 دقيقة فقط عرض اللولبي الموهوب عمرو بن خالد تاريخ أمة بأكملها و آمال شباب بالملايين و كل ذلك بلغة عامية مصرية بسيطة (و ماله ياخوية و ماله على رأي الدكتور شديد)و كأن 11 سبتمبر لم يكن و كأن العراق غير موجود و كأن كل الجماعات الإسلامية على اختلاف أطيافها و توجهاتها و تاريخها لم توجد من أساسه.
حينما أسعدني القدر بسماع الفنان (هاقول فنان و خلاص و اللي يزعل يزعل)سامي يوسُف (بضم السين من فضلك)و حينما رأيت إعلان ألبومه الجديد و الذي يسمى
my ummah
و الذي يعني عل حد فهمي المتواضع "أمتي" و الذي تعمد مصمموه أن يكون على أحدث موضات الإعلان و رأيت بعدها مباشرة على أحد الفضائيات الأستاذ عمرو خالد مرة أخرى و قد تهدج صوته في لذة شبه جنسية و هو يتحدث عن الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة و كأنه "جوز خالته"و جدت مدى التكامل بين الشخصيتين عمرو خالد و سامي يوسف. إنهما وجبتين إسلاميتين سريعتين بسعر واحدة، إنه الإسلام الجديد المتوافق مع الغرب، مع النظام الثنائي للحاسبات الآلية و مفردات المجتمع الليبرالي الغربي الذي اختار تلك الشخصيات لتمثل النموذج الذي يجب أن يكون عليه الشباب الإسلامي الذي سيتعاملون معه في المستقبل."إسلام في اللذيذ..جينز و غنا و رقص لو عاوز"و المدهش أن تلك الوجبات السريعة و التي تحتوي في داخلها على كل المكونات و لكن بسعر أرخص تروق للجميع فالسلطة تجد فيها راحة من وجع الدماغ و الأزهر قد يعترض قليلاً و لكنه يذعن بعد ضغط السلطة و الأصوليون يجدونه فرس رابح يمكن امتطاءه حتى المحطة التالية حينما لايكون هناك وقت أو مجال للسذاجة و لعب الأطفال و يحين وقت العمل و إنشاء الدولة الإسلامية "الإسلامية اللي بجد مش كده و كده"و وقتها لن ينفع عمرو خالد و لا سامي يوسف (المرة دي بكسر السين)و لا الجن الأزرق و سلم لي على الملا عمر...
حينما أسعدني القدر بسماع الفنان (هاقول فنان و خلاص و اللي يزعل يزعل)سامي يوسُف (بضم السين من فضلك)و حينما رأيت إعلان ألبومه الجديد و الذي يسمى
my ummah
و الذي يعني عل حد فهمي المتواضع "أمتي" و الذي تعمد مصمموه أن يكون على أحدث موضات الإعلان و رأيت بعدها مباشرة على أحد الفضائيات الأستاذ عمرو خالد مرة أخرى و قد تهدج صوته في لذة شبه جنسية و هو يتحدث عن الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة و كأنه "جوز خالته"و جدت مدى التكامل بين الشخصيتين عمرو خالد و سامي يوسف. إنهما وجبتين إسلاميتين سريعتين بسعر واحدة، إنه الإسلام الجديد المتوافق مع الغرب، مع النظام الثنائي للحاسبات الآلية و مفردات المجتمع الليبرالي الغربي الذي اختار تلك الشخصيات لتمثل النموذج الذي يجب أن يكون عليه الشباب الإسلامي الذي سيتعاملون معه في المستقبل."إسلام في اللذيذ..جينز و غنا و رقص لو عاوز"و المدهش أن تلك الوجبات السريعة و التي تحتوي في داخلها على كل المكونات و لكن بسعر أرخص تروق للجميع فالسلطة تجد فيها راحة من وجع الدماغ و الأزهر قد يعترض قليلاً و لكنه يذعن بعد ضغط السلطة و الأصوليون يجدونه فرس رابح يمكن امتطاءه حتى المحطة التالية حينما لايكون هناك وقت أو مجال للسذاجة و لعب الأطفال و يحين وقت العمل و إنشاء الدولة الإسلامية "الإسلامية اللي بجد مش كده و كده"و وقتها لن ينفع عمرو خالد و لا سامي يوسف (المرة دي بكسر السين)و لا الجن الأزرق و سلم لي على الملا عمر...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)