"من فضلك، استمع إلي..
فأنت مثلي، كائن بشري.
إنسان عاقل..."
بهذه الكلمات الدعوية و المباشرة بدأ الفيلم الوثائقي الفذ "وطن" ، ذلك الفيلم الذي أُطلق في عيد الأرض في الخامس من الشهر الماضي ، بضعة أيام من عرضه و كان الفيلم قد انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التحميل في الشبكة ، قمت بتحميله حينها لكن لم تتسن لي رؤيته إلاّ مؤخرا للأسف.
الفيلم الملحمي عبارة عن ساعتين تسجيليتين صنعت فيهما أعظم اللقطات التي رأيتها لهذا الكوكب على الإطلاق ، يؤرخ بشكل سودوي و كئيب لنهاية هذا العالم ، و كيف خرب هذا الكوكب الرائع بيد الانسان.
أزعجتني في البدء لغة التعليق التعليمية و الموجهة، و لكنني بعد قليل مستمتعا بسحر الرؤية كنت على يقين بأن العالم لم يعد لديه الكثير من الوقت ، و أن عليه أن يسمع. عليه أن يعلم أنه لم يعد هناك وقت للتفاؤل، فالأمر جد مؤسف.
لم أجد بأسا من تكرار معلومات بشكلها البحت من نوعية أن:
الحقيقة ، الفيلم لم يضف إلي الكثير ، و لكنه ترك في شعورا مريرا رغم جماله الفاتن ، فالفيلم بلا أي لقاءات او حوارات ، بلا بشري واحد يشرح موقفا ، هي صور جوية متتابعة صنعت باتقان معجز، ليست لأنهار و جبال و غابات فقط ، و إنما لمدن و مجتمعات و قطاعات متعددة ، صور جوا في ٥٠ دولة مختلفة ، صور فوقية تكشف الكثير مما يخفى علي عين الماشي علي الأرض.
لم أكن لأكتب عن الفيلم بعد مشاهدتي الأولى ، و لكن الذي دفعني هو ما قرأته عنه بعد ذلك.
فالفيلم مبدئيا - و إن كان يباع في أمازون بسبعة عشرة دولارا - إلا أن الفيلم منتج تحت رخصة كرييتڤ كومنز، فهو متاح للجميع بشكل مجاني للتحميل و النشر بدون قرش واحد رغم تكلفتة الباذخة.
قال أحد منتجي الفيلم و هو المخرج الفرنسي الشهير لوك بيسون في يوم المؤتمر الصحفي :
"أتانا المخرج بطلب غريب جدا، أنه يريد ان يكون الفيلم مجانيا، متاحا للجميع ، يطلق في كل البلدان في نفس اليوم في السينما و الانترنت و الديفيدي في آن واحد "
و يقول المخرج: " ليس للفيلم أي حقوق ، ففي الخامس من يونيو - يوم البيئة - يصبح الفيلم متاحا للجميع للتحميل من علي الشبكة ، سيتاح مجانا للموزعين سواء في السينمات او التليفزيونات في كل ارجاء الارض من هذا التاريخ ، لا يوجد "بزنس" في هذا الفيلم ، هو متاح للمدارس و المدن و الجمهيات الاهلية و التعليمية ، و لك أيضا".
المبهر هو كيف استطاعوا تحقيق ذلك؟ كنت دوما مهتما بالافلام مفتوحة المصدر او المتاحة قانونيا للآخرين ، الواقع أنهم قد استعانوا بشركة قابضة فرنسية تحوي مؤسسالت تجارية عملاقة مثل: فناك ، بوما، جوتشي، إيف سانلوران و اخرين.
و بهذا أصبح أصحاب المشكلة الاصليين ضالعين في حلها.. في انتاج فيلم يشرح ما جنته أيديهم علي هذا العالم ، يقول مدير الشركة القابضة: " أعترف أننا لسنا كاملين ، و آن الأوان لنا أن نواجه النقد، لعله يدفعنا للحراك ، و أخذ خطوة للأمام."
الحقيقة وجدت الكتابة عن الفيلم هي أقل ما استطيع عمله لجعله أكثر انتشارا و لو بعدة افراد.
لتحميل الفيلم من التورنت:
الفيلم في صيغة مدمجة عالي الكفائة ١٤٠٠ ميجا
الفيلم في صيغته الأصلية ديڤيدي ٤،٤١ جيجا
موقع الفيلم الرسمي.
النسخة العربية كاملة على يوتيوب .
و كما جائت نهاية الفيلم: " نعلم أن الحل بأيدينا ، و أن لا بد من القيام به لا محالة ، فما الذي ننتظره؟"
فأنت مثلي، كائن بشري.
إنسان عاقل..."
بهذه الكلمات الدعوية و المباشرة بدأ الفيلم الوثائقي الفذ "وطن" ، ذلك الفيلم الذي أُطلق في عيد الأرض في الخامس من الشهر الماضي ، بضعة أيام من عرضه و كان الفيلم قد انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التحميل في الشبكة ، قمت بتحميله حينها لكن لم تتسن لي رؤيته إلاّ مؤخرا للأسف.
الفيلم الملحمي عبارة عن ساعتين تسجيليتين صنعت فيهما أعظم اللقطات التي رأيتها لهذا الكوكب على الإطلاق ، يؤرخ بشكل سودوي و كئيب لنهاية هذا العالم ، و كيف خرب هذا الكوكب الرائع بيد الانسان.
أزعجتني في البدء لغة التعليق التعليمية و الموجهة، و لكنني بعد قليل مستمتعا بسحر الرؤية كنت على يقين بأن العالم لم يعد لديه الكثير من الوقت ، و أن عليه أن يسمع. عليه أن يعلم أنه لم يعد هناك وقت للتفاؤل، فالأمر جد مؤسف.
لم أجد بأسا من تكرار معلومات بشكلها البحت من نوعية أن:
- خُمس سكان الكوكب ليس لديهم وسيلة للحصول علي مصدر ماء صالح للشرب
- ٥٠٠٠ شخص يموتون يوميا لاسباب مرتبطة بمياه الشرب.
- و اكثر من بليون شخص يعانون الجوع.
- و أن ٢٠٪ من سكان العالم يستهلكون ٨٠٪ من موارده
- في حين ينفق العالم في التسلح ١٢ مرة ضعف حجم المساعدات للبلدان النامية.
- ٥٠ ٪ من تجارة الاغذية موجهة للانتاج الحيواني ، و في الامازون اكبر غابات الارض ، تم تحويل خمسها إلي مزارع للاعلاف ، ليتم تصديره لأوروبا و اسيا لتسمين ماشيتهم ، إذن تم تحويل الغابة للحم.
- خلال الاربعين عاما الأخيرة فقد القطب الشمالي ٤٠٪ من جليده الذي ذاب رافعا مستوي البحر ، ٧٠٪ من سكان الكوكب يعيشون على شواطئه.
- ثلاثة أربعاع مساحات الصيد السمكي في العالم قد استهلكت ، علما بأن فرد من كل خمسة يعتمد الاسماك غذاءا يوميا.
- كل عام ١٣ مليون هتار من الغابات تختفي ، و أضيف أنه للحصول على سندويتش تشيزبرجر فقد استُخدم ما يعادل ربع متر من الغابات لانتاج ما فيه من لحم فقط ناهيك عن وقود الانتقالات و الاستهلاك الحراري.
- هناك ثديي من كل اربعة، طائر من كل ثمانية ، زاحف من كل ثلاثة عرضة للإنقراض ، معدل تسارع وفيات بقية كائنات الكوكب تتسارع إلى الف مرة ضعف معدله الطبيعي.
- متوسط درجة الحرارة خلال العقد الأخير هو الأعلي في تاريخ الأرض. متوقع نزوح ٢٠٠ مليون بسبب التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة.
- المؤسسات و الشركات الضخمة استبدلت العمال بالآلات التي استهلكت وقودا أدي لرفع حرارة الارض/تلويثها/فقدان العمال قوت يومهم/ قيام الحروب/ نضوب المعادن.
- دبي تستهلك مياها و طاقة توازي ما تستهلكة بلدان بأكملها، لاقامة جزر اصطناعية و ملاعب جولف مزودة ببحيرات للمياه العذبة، دبي وحدها تفني ما تبقى من اتزان بيئي في المنطقة المحيطة.
الحقيقة ، الفيلم لم يضف إلي الكثير ، و لكنه ترك في شعورا مريرا رغم جماله الفاتن ، فالفيلم بلا أي لقاءات او حوارات ، بلا بشري واحد يشرح موقفا ، هي صور جوية متتابعة صنعت باتقان معجز، ليست لأنهار و جبال و غابات فقط ، و إنما لمدن و مجتمعات و قطاعات متعددة ، صور جوا في ٥٠ دولة مختلفة ، صور فوقية تكشف الكثير مما يخفى علي عين الماشي علي الأرض.
فالفيلم مبدئيا - و إن كان يباع في أمازون بسبعة عشرة دولارا - إلا أن الفيلم منتج تحت رخصة كرييتڤ كومنز، فهو متاح للجميع بشكل مجاني للتحميل و النشر بدون قرش واحد رغم تكلفتة الباذخة.
قال أحد منتجي الفيلم و هو المخرج الفرنسي الشهير لوك بيسون في يوم المؤتمر الصحفي :
"أتانا المخرج بطلب غريب جدا، أنه يريد ان يكون الفيلم مجانيا، متاحا للجميع ، يطلق في كل البلدان في نفس اليوم في السينما و الانترنت و الديفيدي في آن واحد "
و يقول المخرج: " ليس للفيلم أي حقوق ، ففي الخامس من يونيو - يوم البيئة - يصبح الفيلم متاحا للجميع للتحميل من علي الشبكة ، سيتاح مجانا للموزعين سواء في السينمات او التليفزيونات في كل ارجاء الارض من هذا التاريخ ، لا يوجد "بزنس" في هذا الفيلم ، هو متاح للمدارس و المدن و الجمهيات الاهلية و التعليمية ، و لك أيضا".
المبهر هو كيف استطاعوا تحقيق ذلك؟ كنت دوما مهتما بالافلام مفتوحة المصدر او المتاحة قانونيا للآخرين ، الواقع أنهم قد استعانوا بشركة قابضة فرنسية تحوي مؤسسالت تجارية عملاقة مثل: فناك ، بوما، جوتشي، إيف سانلوران و اخرين.
و بهذا أصبح أصحاب المشكلة الاصليين ضالعين في حلها.. في انتاج فيلم يشرح ما جنته أيديهم علي هذا العالم ، يقول مدير الشركة القابضة: " أعترف أننا لسنا كاملين ، و آن الأوان لنا أن نواجه النقد، لعله يدفعنا للحراك ، و أخذ خطوة للأمام."
الحقيقة وجدت الكتابة عن الفيلم هي أقل ما استطيع عمله لجعله أكثر انتشارا و لو بعدة افراد.
لتحميل الفيلم من التورنت:
الفيلم في صيغة مدمجة عالي الكفائة ١٤٠٠ ميجا
الفيلم في صيغته الأصلية ديڤيدي ٤،٤١ جيجا
موقع الفيلم الرسمي.
النسخة العربية كاملة على يوتيوب .
و كما جائت نهاية الفيلم: " نعلم أن الحل بأيدينا ، و أن لا بد من القيام به لا محالة ، فما الذي ننتظره؟"