كانت هذه الناصية في الشارع الرئيسي هي منفذي علي العالم ، كنت لازلت مراهقا اكتشِف القاهرة لأول مرة ، فكنت أسير من بيت الأسرة لدقائق ، فأصل إلى ناصية الشارع العمومي ، أتجمع حيث الآخرين ننتظر إحدى المواصلات لشحن الجميع لقلب القاهرة. لهناك حيث مبان أقدم، و أشياء أكثر للتطفل ، و أناس آخرين للمشاهدة.
كنت دوما أستند على سور ڤيلا بنية اللون ، صغيرة لها حديقة مكشوفة لنا نحن المارة ، كانت قديمة بالنسبة للحي ، و بها بركة صغيرة تمتليء بالأسماك الملونة.
كنت بينما يتأخر الأوتوبيس أجلس على هذا السور القصير اشاهد الأسماك ربما لساعة من دون أن أكترث للوقت ، بعض المارة كانوا يلقون بفتات خبز من آن لآخر مطعمين الأسماك ، أعتقد أنني قمت بذلك مرة على استحياء ، القيت شريحة من كيس بطاطا ، لا أذكر بالضبط الآن.
سنوات مرت ، أصبحت لي سيارة ، و قل ارتيادي للمواصلات العامة ، ثم هجرت الحي نسبيا باستثناء زيارات عائلية من وقت لآخر ، و نسيت الشارع برمته.
منذ أيام مررت على بيت الأسرة ، و عدت بالمواصلات العامة من نفس المكان ، و بينما أنا واقف أنتظر تذكرت الاسماك ، فالتفت لأجد انني واقف أمام مبنى زجاجي كبير.
الحقيقة أن الڤيلا تم هدمها ، و انشاء مبنى إداري ما ، بزجاج أزرق و أخضر ، و هي قصة ممطوطة و مكررة.
ليس ما يشغلني هنا أن الڤيلا الجميلة هدمت ، و لا أتساءل أين ذهبت الأسماك ، لأنها كلها أصبحت أسئلة مترفة في ظل عالم شديد القسوة نمر به يوميا. و لكن ما يشغلني ، و يقلقني هو أنني خلال السنوات كلها لم ألحظ المبنى الجديد.
حتى و أنا واقف أمامه ، لم ألاحظه.
حتى بعد أن أصبح متعدد الطوابق ، لامع ، بموظفي أمن و كاميرات ، لم ألحظ أبدا.
لا أستغرب لماذا بيعت الڤيلا.
و لا أستغرب قدرتنا الرهيبة على التخلي عن الجمال .
لكن أستغرب أنني لم ألاحظ طارئا مثل ذلك ، و لهذا دلالة لا تسرني مطلقا. بل مقلقة إلى حد كبير.
كنت دوما أستند على سور ڤيلا بنية اللون ، صغيرة لها حديقة مكشوفة لنا نحن المارة ، كانت قديمة بالنسبة للحي ، و بها بركة صغيرة تمتليء بالأسماك الملونة.
كنت بينما يتأخر الأوتوبيس أجلس على هذا السور القصير اشاهد الأسماك ربما لساعة من دون أن أكترث للوقت ، بعض المارة كانوا يلقون بفتات خبز من آن لآخر مطعمين الأسماك ، أعتقد أنني قمت بذلك مرة على استحياء ، القيت شريحة من كيس بطاطا ، لا أذكر بالضبط الآن.
سنوات مرت ، أصبحت لي سيارة ، و قل ارتيادي للمواصلات العامة ، ثم هجرت الحي نسبيا باستثناء زيارات عائلية من وقت لآخر ، و نسيت الشارع برمته.
منذ أيام مررت على بيت الأسرة ، و عدت بالمواصلات العامة من نفس المكان ، و بينما أنا واقف أنتظر تذكرت الاسماك ، فالتفت لأجد انني واقف أمام مبنى زجاجي كبير.
الحقيقة أن الڤيلا تم هدمها ، و انشاء مبنى إداري ما ، بزجاج أزرق و أخضر ، و هي قصة ممطوطة و مكررة.
ليس ما يشغلني هنا أن الڤيلا الجميلة هدمت ، و لا أتساءل أين ذهبت الأسماك ، لأنها كلها أصبحت أسئلة مترفة في ظل عالم شديد القسوة نمر به يوميا. و لكن ما يشغلني ، و يقلقني هو أنني خلال السنوات كلها لم ألحظ المبنى الجديد.
حتى و أنا واقف أمامه ، لم ألاحظه.
حتى بعد أن أصبح متعدد الطوابق ، لامع ، بموظفي أمن و كاميرات ، لم ألحظ أبدا.
لا أستغرب لماذا بيعت الڤيلا.
و لا أستغرب قدرتنا الرهيبة على التخلي عن الجمال .
لكن أستغرب أنني لم ألاحظ طارئا مثل ذلك ، و لهذا دلالة لا تسرني مطلقا. بل مقلقة إلى حد كبير.