رغم أنني كنت قد نزهت نفسي عن الوقائع الدموية في الشام..ليس سلبية و لا انهزامية... و إنما احباط في أغلبه... إلا أنني لم أستطع الاستمرار في الصمت و الكتابة عما أحب .. خصوصا مع ما أراه من ردود أفعال... و الحق بعضها أثار غضبي و إحباطي .. ربما أكثر من الحرب نفسها...
كما قال بيسو .. إن الخطاب الغالب تحول إلى خطاب عنصري .. من الطرفين .. كل يسعى لإبادة الآخر .. المسلمين من جهة و اليهود من جهة أخرى .. و كأن أصل القضية : الأرض و الحقوق و الواجبات التي على الطرفين أصبحت جزء هامشي....
و قد زاد الطين بللا .. دعوة أخونا في الإسلام علاء إلى تظاهرة عنوانها:
" تضامنا مع فلسطين ولبنان وضد الصهاينة والأستعمار والعملاء العرب
لا عذر لنا لو لم نذهب ولا خير فينا لو لم نحتشد
بعد 50 عاما من تأميم قناة السويس مازلنا نقف في وجه الاستعمار والصهيونية"
واضعا هذا البانر:
و لا بد أنه قد استشرى في المدونات كالنار في الهشيم... و لكن عن نفسي لم اسعد بالدعوة على الاطلاق لعدة أسباب .. و قد قررت أن أسطرها في مدونتى و ليس في مكان الدعوة ، احتراما مني لدعاية المظاهرة .. و حتى يكون رأيي هذا هو طرح لأفكار و تساؤلات ... و ليس هدما ، و لمجهود الآخرين ... المهم، استغربت الآتي:
١- أولا : طريقة الأحكام الجائرة و المستفزة تجاه الآخر المتمثلة في جملة "لا عذر لنا لو لم نذهب ولا خير فينا لو لم نحتشد" .. و كأن الكل لا بد أنه فريق واحد .. و الجميع يرى أن مظاهرة الاربعاء ستساعد في حل الأزمة ... و من له رأي آخر فـ" لا خير فيه "
٢- لم أفهم ما المطلوب من هذه المظاهرة ... ماذا ؟ "فتح باب الجهاد؟ طرد السفير؟؟" كانت هذه غالبية طلبات مظاهرة الأزهر ... فماذا عن هذه الوقفة؟ لي رأي في كل منهما:
أولا : فتح باب الجهاد هو دعاية للحرب ... كثيرين ليسوا معها... خصوصا إذا كانت تجاه عدو سافل و لا خلق له ... و يفوقنا بأضعاف ما نملك من خبرات عسكرية .. و عتاد .. و دعاية .. و دعم دولي...
فاسرائيل أقوى الآن ...منذ قيامها و هي تكسب العالم في صفها .. نحن لم نفلح كعرب سوى في التقوقع.. و البعد عن الغرب قدر الإمكان .. سواء بتكفيره أو وصفه بالصليبي أو المنحل.. إلي آخره... نعادى أمريكا و الدانمارك و فرنسا و انجلترا.. و أي آخر يظهر عكس ما نحب ... و النتيجة الإمعان في العزلة.. جواز سفر المواطن العربي جميعنا نعلم ماذا يعني في أي مطار في العالم....ففقدنا الدعم السياسي أو الإنساني . ففي حالة أي معركة، دم العربي لن يساوي شيئا - كما نرى الآن-
و الصوت العالي لن يفيد أيضا.. كان صوتنا عالي في حرب العراق و أيام محمد الدرة... لا بد أن يكون لصوتنا قيمة.. و ليس حشدا فقط... لا بد من إعادة بناء اعتبارنا.. أوطاننا.. أنظمتنا .. أحزابنا.. قبل أن نستخدم أصواتنا...
كما جيوشنا ليست مؤهلة مثل الجيش الاسرائيلي...و الدليل أن الجيش المصري تتحول وحدات كاملة فيه إلى دور عرض سينمائي .. أليس بالأحرى أن نغير هذا أولا؟ و قرأت أن اسرائيل تستثمر في ١٤ قمر تجسس حول المنطقة!
و الحرب العصرية لم تعد جموع و بنادق.. بل أصبحت معلومات.. و تحديد أهداف .. و قصف بالطيران.. و دعاية مضادة ، بل و حتى هجوم على مواقع العدو السيبرية لشل قدرته هناك أيضا... هل نملك نحن كل هذا؟ و هل لدينا التنظيم الكافي ، و المال الاسطوري اللازم؟
و حتى إن كانت جيوشنا مؤهلة و كنت على خطأ .. كم روحا ستتطلب إهدارها من أجل إجلاء ٨ مليون مستعمر - مُعَسْكَرين-؟ ... أعتقد أن الكلام عن إجلائهم ده كان زمان .. الآن لا بد من إيجاد و سيلة للتعايش.. و أن يفهم بعضنا البعض.
ثم ..هل الحرب هي الحل؟ - لا أقول أن التظاهرة دعاية للحرب لكن الكلام جاب بعضه حول الجهاد الذي يطالب به الكثيرين - إن لبنان مثلا .. ستستلزمها عشر سنوات لإعادة بناء البلد من جديد ، لم تلبث أن بدأت في الوقوف على قدميها .. و ها هي تسقط من جديد... لا أعلم هل لم يفكر الأخوة أصحاب رايات الجهاد لماذا المنطقة منذ الأربعينات في حالة حرب؟؟!؟ بل و منذ بداية القرن أصلا ليس فقط بسبب اسرائيل ،عندك العراق و إيران ،الكويت، حرب لبنان ، الجزائر، الصومال،السودان!!... لست مع نظرية المؤامرة أبدا .. و لكن بالعقل: أطراف كثيرة تستفيد من " رجولة " العربي .. و عصبيته القومية لتجعله " أجيال و را أجيال" يمسك سلاحا .. و لا يبني وطنا أبدا .. و يعيش في ظل حكومات من العساكر لأنه دوما يخشى " لو حصلت حرب"... وواضح أن الحكومات الدينية الجديدة بنيت على نظرية الحرب و المعركة مع الصهاينة أيضا...
أما لو أخذنا تونس كمثال فهي - رغم سجلها الأسود في حقوق الانسان- قد نفضت يدها من قضايا متعلقة بالقومية أو العروبة - مرحليا - .. و تفرغت لبناء دولة و اقتصاد... و نجحت بشكل مذهل.. و الشعب سعيد .. بل الشعب يحب حكومته !!( أتكلم عن من عرفت من رجال و نساء عاديين ، و ليسوا ناشطين سياسيين) و قالت لي احداهن أنه لا حاجة للرئيس بن علي لأن يزوِّر الانتخابات ليُجَدّد له... لأن الشعب يريده... و هو أمر لا تسمعه في بلدان عربية كثيره...
البارحة ... تظاهر ألف اسرائيلي في تل أبيب من أجل (وقف الحرب) ، و هو عدد كبير بالنسبة لمظاهراتنا علما بأننا نفوقهم سكانا بعشرة أضعاف... أما مظاهرتنا ففحواها دعم المقاومة التي تساوي عندي دعم حرب طويلة، مدمرة سيخسر فيها العرب ما بنوه... و ليس لها مكاسب تذكر.. سوى الرجوع بالمنطقة لأجيال ولّت ، و في هذه المرحلة .. و هذه الظروف سيكون المكسب الأكبر لإسرائيل... التي قدتجتاح لبنان في أي لحظة بينما أكتب هذه السطور...و يصبح لديناإضافة إلى فلسطين المحتلة .لبنانن المحتلة... قضيتين بثمن واحدة.......
.
أعود و اسأل: هل الشعوب أهم ... أم القضية: أنا و أبي و أمي .. و أطفال لبنان أهم ؟ أم شرف العروبة...و صور الخوميني؟
أنا اخترت الطرف الأول و البعض من المدونين أيضا ... (حسنا ليس الكثير)!
ثانيا : طرد السفير ... الذي أعتقد أنه أكثر المطالب التي اسمعها بلادة و قلة حيلة.. و كأن طرد السفير يعني طرد اسرائيل و زوالها من الوجود... و كأن اسرائيل ستتأذى إذا فقدت ممثلها في مصر ... و ستعجز عن التصرف... إن لم يوجد سفير اسرائيلي في مصر ستظل الأوامر تأتينا من البيت الأبيض... و كلنا يعلم ذلك...
أنا رغم عدائي لكل ما هو اسرائيلي في هذا الكوكب... و لا كني لا أجد غضاضة في بقاء التمثيل الدبلوماسي... لأنه و سيلتنا الوحيدة لمعرفة العدو، لقد أغلقنا كل الأبواب، كم منا يعرف شيئا عن الحياة في اسرائيل؟ كم مصري شاهد فيلما اسرائيليا؟ أو شاهد عرضا مرسحيا؟؟؟ كيف سنواجه عدو لا نعلم عنه أي شيء ... معتمدين على نصر من الله و فتح قريب...!
ان التليفزيون الاسرائيلي يعرض أحدث الأفلام المصرية مرة في الاسبوع علي الأقل... بل و أحيانا مسلسلات، الاسرائيليون يأتون لمصر... كل اسرائيلي لديه فكرة مبدئية عن شكل و أحياء القاهرة و طبائع سكانها... نحن ماذا نعرف عن ناتانيا أو تل أبيب؟؟
السفير صلتنا الوحيدة بالآخر / العدو ... بدونه سنصبح كمن يعادي مخلوقات من الفضاء الخارجي .
٣- ( بعد 50 عاما من تأميم قناة السويس مازلنا نقف في وجه الاستعمار والصهيونية) ... ما علاقة التأميم بالصهيونية؟ أم أنه حشد قضايا و محاولة ربطها ببعض و خلاص؟
٤ - "أصحاب السعادة و الفخامة و السمو .. اتفو" ... ما هذا؟ أي أصحاب سعادة يقصد؟ لقد حارب اسرائيل كل من: صاحب الجلالة فاروق الأول ، و نقيضه جمال عبد الناصر... حاربهم مرتين.. و صاحب السعادة السادات انتصرنا في زمنه .. ووقعنا معاهدة.. و اجتياح ٨٢ بدأ و انتهى في عهد مبارك.. و معه تحربر سيناء ... فهل جميع أصحاب السعادة على اختلاف مشاربهم خذلوا واضع البانر؟ بينما أصحاب السماحة و الشياخة هم الأبطال؟؟؟ لا أظن ذلك.. و أعتقد أنه تعميم مجحف آخر .... إلا ان كان يعني المعاصرين فقط...و في هذه الحاله هل يستحقون البصق لأنهم أمنوا شعوبهم و بلادهم من الانجراف في الحرب التي لم يخطط لها سوى سماحة حسن نصر الله...؟ لا أظن ذلك...
٥- إيه موضوع المجد للمقاومة دة؟؟ هل حزب الله مقاومة؟ هل كان قد تم الاعتداء على شبر من لبنان؟ هل اسرائيل تستعمر فيها أي جزء؟ لا... إن حماس حركة مقاومة.. و غيرها الكثير الذين يعيشون تحت القصف اليومي.. بلا دعم يذكر.. و لا يحتاجون لإيران أو سوريا ليبقوا .. و لا أفعال عنترية ليثبتوا وجودهم ... بل هم مستمرون لإيمانهم بقضية..و بدعم الشعب لهم...
أما حزب الله فحدث و لا حرج:
هو الحزب الوحيد الذي لم تسر عليه اتفاقية الطائف المتعلقة بتسليم الميليشيات للسلاح
الحزب " يستعمر" جنوب لبنان .. و لا حيلة للحكومة هناك....
الحزب ليس لبنانيا صرفا .. و إنما أقيم بناء على أوامر من مدينة تسمى طهران - و هي ليست لبنانية بالمناسبة - و هو يحمل مباديء دينية شيعية لا تمثل سوى أقل من الربع..
الحزب على خلاف مع العديد من الأحزاب الوطنيه هناك و دوما ما يكون سلاح حزب الله من المواضيع الشائكة في اجتماعات الحكومة و الأحزاب...
للأسف هذه هي المرة الأولى التي لن أتبنى فيها أي من بنرات علاء....
و سأضع بدلا منه أي من الآتين:
http://img82.imageshack.us/img82/4009/airplanescj4.jpg
http://img82.imageshack.us/img82/700/victorgd6.jpg
http://img214.imageshack.us/img214/8979/finallh9.jpg
و قبل أن آتهم بالانهزامية أو العمالة .. أوضح أنني لم و لن أكون من القابلين لفكرة الوجود الصهيوني في المنطقة - نظريا - وأنني أحترم أي مقاومة للاستعمار أو الامبريالية .. أو أي من القوى التي تفرض إرادتها و أفكارها علي الشعوب... و لكن المقاومة لها أسس و أصول.. و لها حساباتها.. و لديها حس أدنى من تقدير الخسائر و المكاسب... و لا تقامر بأرواح لا أفرادها.. و لا المواطنين الآمنين الذين بذلوا سنوات من عمرهم الماضي في حرب ضروس ما لبثوا أن كانوا قد استراحوا... و لكن المقاومة استكثرت ذلك عليهم
...
كما قال بيسو .. إن الخطاب الغالب تحول إلى خطاب عنصري .. من الطرفين .. كل يسعى لإبادة الآخر .. المسلمين من جهة و اليهود من جهة أخرى .. و كأن أصل القضية : الأرض و الحقوق و الواجبات التي على الطرفين أصبحت جزء هامشي....
و قد زاد الطين بللا .. دعوة أخونا في الإسلام علاء إلى تظاهرة عنوانها:
" تضامنا مع فلسطين ولبنان وضد الصهاينة والأستعمار والعملاء العرب
لا عذر لنا لو لم نذهب ولا خير فينا لو لم نحتشد
بعد 50 عاما من تأميم قناة السويس مازلنا نقف في وجه الاستعمار والصهيونية"
واضعا هذا البانر:
و لا بد أنه قد استشرى في المدونات كالنار في الهشيم... و لكن عن نفسي لم اسعد بالدعوة على الاطلاق لعدة أسباب .. و قد قررت أن أسطرها في مدونتى و ليس في مكان الدعوة ، احتراما مني لدعاية المظاهرة .. و حتى يكون رأيي هذا هو طرح لأفكار و تساؤلات ... و ليس هدما ، و لمجهود الآخرين ... المهم، استغربت الآتي:
١- أولا : طريقة الأحكام الجائرة و المستفزة تجاه الآخر المتمثلة في جملة "لا عذر لنا لو لم نذهب ولا خير فينا لو لم نحتشد" .. و كأن الكل لا بد أنه فريق واحد .. و الجميع يرى أن مظاهرة الاربعاء ستساعد في حل الأزمة ... و من له رأي آخر فـ" لا خير فيه "
٢- لم أفهم ما المطلوب من هذه المظاهرة ... ماذا ؟ "فتح باب الجهاد؟ طرد السفير؟؟" كانت هذه غالبية طلبات مظاهرة الأزهر ... فماذا عن هذه الوقفة؟ لي رأي في كل منهما:
أولا : فتح باب الجهاد هو دعاية للحرب ... كثيرين ليسوا معها... خصوصا إذا كانت تجاه عدو سافل و لا خلق له ... و يفوقنا بأضعاف ما نملك من خبرات عسكرية .. و عتاد .. و دعاية .. و دعم دولي...
فاسرائيل أقوى الآن ...منذ قيامها و هي تكسب العالم في صفها .. نحن لم نفلح كعرب سوى في التقوقع.. و البعد عن الغرب قدر الإمكان .. سواء بتكفيره أو وصفه بالصليبي أو المنحل.. إلي آخره... نعادى أمريكا و الدانمارك و فرنسا و انجلترا.. و أي آخر يظهر عكس ما نحب ... و النتيجة الإمعان في العزلة.. جواز سفر المواطن العربي جميعنا نعلم ماذا يعني في أي مطار في العالم....ففقدنا الدعم السياسي أو الإنساني . ففي حالة أي معركة، دم العربي لن يساوي شيئا - كما نرى الآن-
و الصوت العالي لن يفيد أيضا.. كان صوتنا عالي في حرب العراق و أيام محمد الدرة... لا بد أن يكون لصوتنا قيمة.. و ليس حشدا فقط... لا بد من إعادة بناء اعتبارنا.. أوطاننا.. أنظمتنا .. أحزابنا.. قبل أن نستخدم أصواتنا...
كما جيوشنا ليست مؤهلة مثل الجيش الاسرائيلي...و الدليل أن الجيش المصري تتحول وحدات كاملة فيه إلى دور عرض سينمائي .. أليس بالأحرى أن نغير هذا أولا؟ و قرأت أن اسرائيل تستثمر في ١٤ قمر تجسس حول المنطقة!
و الحرب العصرية لم تعد جموع و بنادق.. بل أصبحت معلومات.. و تحديد أهداف .. و قصف بالطيران.. و دعاية مضادة ، بل و حتى هجوم على مواقع العدو السيبرية لشل قدرته هناك أيضا... هل نملك نحن كل هذا؟ و هل لدينا التنظيم الكافي ، و المال الاسطوري اللازم؟
و حتى إن كانت جيوشنا مؤهلة و كنت على خطأ .. كم روحا ستتطلب إهدارها من أجل إجلاء ٨ مليون مستعمر - مُعَسْكَرين-؟ ... أعتقد أن الكلام عن إجلائهم ده كان زمان .. الآن لا بد من إيجاد و سيلة للتعايش.. و أن يفهم بعضنا البعض.
ثم ..هل الحرب هي الحل؟ - لا أقول أن التظاهرة دعاية للحرب لكن الكلام جاب بعضه حول الجهاد الذي يطالب به الكثيرين - إن لبنان مثلا .. ستستلزمها عشر سنوات لإعادة بناء البلد من جديد ، لم تلبث أن بدأت في الوقوف على قدميها .. و ها هي تسقط من جديد... لا أعلم هل لم يفكر الأخوة أصحاب رايات الجهاد لماذا المنطقة منذ الأربعينات في حالة حرب؟؟!؟ بل و منذ بداية القرن أصلا ليس فقط بسبب اسرائيل ،عندك العراق و إيران ،الكويت، حرب لبنان ، الجزائر، الصومال،السودان!!... لست مع نظرية المؤامرة أبدا .. و لكن بالعقل: أطراف كثيرة تستفيد من " رجولة " العربي .. و عصبيته القومية لتجعله " أجيال و را أجيال" يمسك سلاحا .. و لا يبني وطنا أبدا .. و يعيش في ظل حكومات من العساكر لأنه دوما يخشى " لو حصلت حرب"... وواضح أن الحكومات الدينية الجديدة بنيت على نظرية الحرب و المعركة مع الصهاينة أيضا...
أما لو أخذنا تونس كمثال فهي - رغم سجلها الأسود في حقوق الانسان- قد نفضت يدها من قضايا متعلقة بالقومية أو العروبة - مرحليا - .. و تفرغت لبناء دولة و اقتصاد... و نجحت بشكل مذهل.. و الشعب سعيد .. بل الشعب يحب حكومته !!( أتكلم عن من عرفت من رجال و نساء عاديين ، و ليسوا ناشطين سياسيين) و قالت لي احداهن أنه لا حاجة للرئيس بن علي لأن يزوِّر الانتخابات ليُجَدّد له... لأن الشعب يريده... و هو أمر لا تسمعه في بلدان عربية كثيره...
البارحة ... تظاهر ألف اسرائيلي في تل أبيب من أجل (وقف الحرب) ، و هو عدد كبير بالنسبة لمظاهراتنا علما بأننا نفوقهم سكانا بعشرة أضعاف... أما مظاهرتنا ففحواها دعم المقاومة التي تساوي عندي دعم حرب طويلة، مدمرة سيخسر فيها العرب ما بنوه... و ليس لها مكاسب تذكر.. سوى الرجوع بالمنطقة لأجيال ولّت ، و في هذه المرحلة .. و هذه الظروف سيكون المكسب الأكبر لإسرائيل... التي قدتجتاح لبنان في أي لحظة بينما أكتب هذه السطور...و يصبح لديناإضافة إلى فلسطين المحتلة .لبنانن المحتلة... قضيتين بثمن واحدة.......
.
أعود و اسأل: هل الشعوب أهم ... أم القضية: أنا و أبي و أمي .. و أطفال لبنان أهم ؟ أم شرف العروبة...و صور الخوميني؟
أنا اخترت الطرف الأول و البعض من المدونين أيضا ... (حسنا ليس الكثير)!
ثانيا : طرد السفير ... الذي أعتقد أنه أكثر المطالب التي اسمعها بلادة و قلة حيلة.. و كأن طرد السفير يعني طرد اسرائيل و زوالها من الوجود... و كأن اسرائيل ستتأذى إذا فقدت ممثلها في مصر ... و ستعجز عن التصرف... إن لم يوجد سفير اسرائيلي في مصر ستظل الأوامر تأتينا من البيت الأبيض... و كلنا يعلم ذلك...
أنا رغم عدائي لكل ما هو اسرائيلي في هذا الكوكب... و لا كني لا أجد غضاضة في بقاء التمثيل الدبلوماسي... لأنه و سيلتنا الوحيدة لمعرفة العدو، لقد أغلقنا كل الأبواب، كم منا يعرف شيئا عن الحياة في اسرائيل؟ كم مصري شاهد فيلما اسرائيليا؟ أو شاهد عرضا مرسحيا؟؟؟ كيف سنواجه عدو لا نعلم عنه أي شيء ... معتمدين على نصر من الله و فتح قريب...!
ان التليفزيون الاسرائيلي يعرض أحدث الأفلام المصرية مرة في الاسبوع علي الأقل... بل و أحيانا مسلسلات، الاسرائيليون يأتون لمصر... كل اسرائيلي لديه فكرة مبدئية عن شكل و أحياء القاهرة و طبائع سكانها... نحن ماذا نعرف عن ناتانيا أو تل أبيب؟؟
السفير صلتنا الوحيدة بالآخر / العدو ... بدونه سنصبح كمن يعادي مخلوقات من الفضاء الخارجي .
٣- ( بعد 50 عاما من تأميم قناة السويس مازلنا نقف في وجه الاستعمار والصهيونية) ... ما علاقة التأميم بالصهيونية؟ أم أنه حشد قضايا و محاولة ربطها ببعض و خلاص؟
٤ - "أصحاب السعادة و الفخامة و السمو .. اتفو" ... ما هذا؟ أي أصحاب سعادة يقصد؟ لقد حارب اسرائيل كل من: صاحب الجلالة فاروق الأول ، و نقيضه جمال عبد الناصر... حاربهم مرتين.. و صاحب السعادة السادات انتصرنا في زمنه .. ووقعنا معاهدة.. و اجتياح ٨٢ بدأ و انتهى في عهد مبارك.. و معه تحربر سيناء ... فهل جميع أصحاب السعادة على اختلاف مشاربهم خذلوا واضع البانر؟ بينما أصحاب السماحة و الشياخة هم الأبطال؟؟؟ لا أظن ذلك.. و أعتقد أنه تعميم مجحف آخر .... إلا ان كان يعني المعاصرين فقط...و في هذه الحاله هل يستحقون البصق لأنهم أمنوا شعوبهم و بلادهم من الانجراف في الحرب التي لم يخطط لها سوى سماحة حسن نصر الله...؟ لا أظن ذلك...
٥- إيه موضوع المجد للمقاومة دة؟؟ هل حزب الله مقاومة؟ هل كان قد تم الاعتداء على شبر من لبنان؟ هل اسرائيل تستعمر فيها أي جزء؟ لا... إن حماس حركة مقاومة.. و غيرها الكثير الذين يعيشون تحت القصف اليومي.. بلا دعم يذكر.. و لا يحتاجون لإيران أو سوريا ليبقوا .. و لا أفعال عنترية ليثبتوا وجودهم ... بل هم مستمرون لإيمانهم بقضية..و بدعم الشعب لهم...
أما حزب الله فحدث و لا حرج:
هو الحزب الوحيد الذي لم تسر عليه اتفاقية الطائف المتعلقة بتسليم الميليشيات للسلاح
الحزب " يستعمر" جنوب لبنان .. و لا حيلة للحكومة هناك....
الحزب ليس لبنانيا صرفا .. و إنما أقيم بناء على أوامر من مدينة تسمى طهران - و هي ليست لبنانية بالمناسبة - و هو يحمل مباديء دينية شيعية لا تمثل سوى أقل من الربع..
الحزب على خلاف مع العديد من الأحزاب الوطنيه هناك و دوما ما يكون سلاح حزب الله من المواضيع الشائكة في اجتماعات الحكومة و الأحزاب...
لم أكتب ما كتبت معاداة لكل من ينادون بالتظاهر.. و نصرة الـ"مقاومة" و لكن لم استطع أن أخفي شعوري الطاغي بعبثية هذا الموقف... و أن الفصائل السياسية التي هي في أي بلد محترم تقوم بتوعية الشعب .. و إعادة بناء ما أتلفته الحكومة في عقله لسنوات .. أجد الفصائل الوطنية لدينا تنهج نهجا غاية في الغرابة.. و هو أن يقدموا لرجل الشارع ما يريد بأي ثمن.. تسولا لمشاركته.. و لمكان لهم بين الجماهير...، فتجد مثلا قضايا هامة أخرى على الساحة .. لم و لن تلتفت لها القوى الوطنية .. و هي أكثر تأثيرا في حياة المصريين... على اعتبار أن هذا موضوع ما يهمش الناس... المفتاح هو البحث عما "يهيج " الناس .. و المشاركة فيه.. فإذا ثار الشعب على روبي و قرر منعها من الغناء .. أعتقد أن حركات عدة ستتبنى القضية.. و ملعون أبو تذاكر المترو و الأغنياء أصحاب السيارات
...
...
للأسف هذه هي المرة الأولى التي لن أتبنى فيها أي من بنرات علاء....
و سأضع بدلا منه أي من الآتين:
http://img82.imageshack.us/img82/4009/airplanescj4.jpg
http://img82.imageshack.us/img82/700/victorgd6.jpg
http://img214.imageshack.us/img214/8979/finallh9.jpg
و قبل أن آتهم بالانهزامية أو العمالة .. أوضح أنني لم و لن أكون من القابلين لفكرة الوجود الصهيوني في المنطقة - نظريا - وأنني أحترم أي مقاومة للاستعمار أو الامبريالية .. أو أي من القوى التي تفرض إرادتها و أفكارها علي الشعوب... و لكن المقاومة لها أسس و أصول.. و لها حساباتها.. و لديها حس أدنى من تقدير الخسائر و المكاسب... و لا تقامر بأرواح لا أفرادها.. و لا المواطنين الآمنين الذين بذلوا سنوات من عمرهم الماضي في حرب ضروس ما لبثوا أن كانوا قد استراحوا... و لكن المقاومة استكثرت ذلك عليهم
...
بس.. سلمت سلاحى...