تدرس صديقتي "ن..." مواطنة أحد جمهوريات الإتحاد السوفييتي سابقاً (الله يرحمه و يبشبش الطوبة اللي تحت راس الحزب) اللغة العربية في أحد مراكز دراسة اللغة العربية الشهيرة بمدينة نصر، و قد تزامنت صداقتي لها مع قراءات لي عن أفغانستان و الشيشان و دور المخابرات المركزية الأمريكية في إشعال فتيل التطرف الإسلامي في بداية الثمانينات، كذلك تزامن ذلك مع المد الإخواني الرسمي و الذي يُنبئ عن مستقبل سياسي مؤثر لتلك الجماعة، و أود أن أنوّه بداية أنني ألمح خطاً رفيعاً محدداً يفصل بين الإسلام كدين و الإسلام كأداة سياسية و الإسلام كمؤسسة و الإسلام الوهابي الذي يجنح إلى التطرف و أحياناً إلى العنف، و لكني أرى هذا الخط يتقطع أحياناً و يختفي أو يتم إخفاؤه أحياناً أخرى ، و يصبح من الصعب أن تميز حينما يصدر محدثك حكماً بإسم الإسلام عن أي إسلام يتحدث، و إلى أي طائفة ينتمي، و هو بالطبع سيجزم بأن الإسلام واحد لا يتجزأ، و لكن دعنا نسمي الأشياء بأسمائها قبل أن نبدأ الحديث، فنصر حامد أبو زيد و عبد الصبور شاهين و علي جمعة و جوهار دوداييف و أصلان مسخادوف و أسامة بن لادن كلهم مسلمين، و لكن رؤيتهم لهذا العالم بل و للإسلام ذاته تختلف إلى درجة أن بعضهم قد يكفر البعض الآخر بل و قد يقتله إذا سمحت الظروف.
أزعم أن مصر ترزح تحت ضغط وهابي فكري يرجع تاريخه إلى الثمانينات، بينما تنوعت مصادره و تجددت أفكاره و تفاعل في داخل المجتمع المصري فأنتج خليطاً لا يبدو من خارجه من المكون المسيطر على هذا الخليط، بل أن الخليط نفسه قد يموج بصراعات داخلية لا نعلمها، و أتصور أن مصادر ذلك الفكر بدأت في أوائل الثمانينات من القرن الماضي حينما تحمس الرئيس أنور السادات (إرضاءً منه للولايات المتحدة الأمريكية و رغبة في لعب دور دولي إسلامي بوصفه "الرئيس المؤمن لأكبر دولة مسلمة") لدور مصري – عربي – إسلامي في الحرب الأفغانية ضد الإتحاد السوفييتي أو ما سُمي آنذاك بالجهاد ضد الإلحاد، و كانت مشاركة السادات ببيع السلاح السوفييتي في المخازن المصرية (و هو بذلك يتخلص من سلاح بدأت تقل الحاجة إليه في ظل السلام و هيمنة السلاح الأمريكي المتوقعة و وفقاً للتصور الشهير أن "99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا")، وبموانئ الدولة البحرية و الجوية (فكان مطار "قنا" العسكري قاعدة للتخزين و التشوين لخدمة العمل الجهادي تهبط فيه طائرات الشحن المريكية ليلاً لتحمل الأسلحة و الذخائر لتقلع إلى باكستان، و كان ميناء "بورسعيد" قاعدة للتخزين و الشحن إلى "كاراتشي") و بالسماح للشباب في الانخراط في صفوف المجاهدين الذين كان يتم تجنيدهم في المملكة العربية السعودية (و التي مولت بالتناصف مع أمريكا تمويل تلك الحرب) ثم يتم شحنهم إلى باكستان حيث يلتحقون بمعسكرات التدريب هناك، و أعلن الرئيس السادات في حديث صحفي أول أبريل 1980 نشرته وسائل الإعلام في مصر:"أن ما سوف نعطيه لإخواننا من الأسلحة هو بعض ما كان عندنا و لم نعد في حاجة إليه و ذلك أبسط واجب نؤديه نحو إخواننا في الإسلام"!!!و بالطبع فكلمات كهذه من رئيس الدولة بمثابة مباركة رسمية للجهاد مع "إخواننا" الأفغان ضد السوفييت الملاحدة (و كأن السياسة الدولية هي الأخرى مبنية على "أخلاق القرية المصرية" فيما يتعلق بنصرة الأخ على إبن العم و ابن العم على الغريب، و كأن أخوة الأفغان في الإسلام تفوق في مغزاها قدرة السد العالي على توليد الكهرباء أو قدرة مصانع حلوان على إنتاج الصلب و هي المشاريع التي بناها لنا السوفييت الملاحدة بينما لم نر أخاً مسلماً سعودياً أو باكستانياً أو أفغانياً واحداً يمد لنا يد العون في مشاريع التنمية القومية آنذاك) و بلغ عدد الشباب المصري الذي جاهد في أفغانستان بين خمسة إلى سبعة آلاف شاب.
انتهى الوجود السوفييتي في أفغانستان و ظن الجميع أن الحرب قد انتهت (تماماً كما ظن الأمريكان أن سقوط حكومة صدام حسين تعني نهاية الحرب في العراق) و لكن الحرب استمرت (و لا زالت مستمرة) و الجهاد وجد لنفسه مبررات أخرى و ميادين أخرى و أصبح الشباب العربي (و يقدر ببضع عشرات من الألوف) ضائعاً بلا وطن أو هوية ، فأصبح وطنه الإسلام (أو ما يظنه هكذا) و هويته الجهاد، فعاد جزء منه إلى معتقلات الوطن أو ظل طريداً يجاهد في أوطان الله تارة في البلقان و تارة في الشيشان و المدهش أن تلك الدفعة الأولى التي قام بها السادات سواء في إطلاق سراح الإخوان للتخلص من اليساريين المصريين أو إطلاق صيحة الجهاد لمحاربة الشيوعية العالمية قد أثرت في الحياة المصرية حتى بعد اضمحلال اليسار و سقوط الاتحاد السوفييتي.
صاحب ذلك التيار الأفغاني الكثير من الكتابات و الفتاوي و لسنا بحاجة إلى التذكير بموهبة الشعب المصري الأزلية في تشريع الفتاوى و التطبيل و الطنطنة،في الوقت نفسه بدأت عودة المصريين العاملين في دول الخليج العربي إلى أرض الوطن باحثين عن الاستقرار و الاستثمار بعد ما دفعوا شبابهم ثمناً لثرواتهم، و لكنهم عادوا إلى الوطن بأفكار أخرى غير التي سافروا بها، فبعد ما كانت زوجاتهم تكتفي بارتداء الحجاب ارتدت الخمار أو النقاب و بعدما كانت الصلوات الخمس تُؤدى في المنزل أو أينما اتفق أصبحت الصلوات جميعاً تؤدى في المسجد، و شاركت الزوجة في صلاة المسجد و عاد الأبناء ليدخلوا الجامعات المصرية و يزجوا بقيم استهلاكية في مجتمع المتعلمين المصريين، و تناقضت عواطف الأبناء بين الحرية (أو ما تبقى منها) التي يلمحونها في الشارع أو في الجامعة و بين الالتزام الصارم في البيت، فنشأت إزدواجية المعايير، و بينما كان الدين في عرف الوافدين هو رغبة في استكمال الشكل الإجتماعي الناجح، و سؤال بدوام النعمة و أصداء تدين طبيعي مصري يفرضه تاريخ هذه الأمة أصبح الدين في وعي جيل الأبناء "تابوو" لا يمكن النقاش أو الجدل في ما يخصه و أصبحت المؤسسة الدينية و التي حل فيها الجامع محل الأزهر و شيخ الزاوية محل دار الإفتاء هي المؤسسة الفاصلة في حياة العامة من الوافدين بل و أصبحت المؤسسة الدينية الرسمية محل تهكم و استنكار.
و أخذت تيارات الوافدين تتفاعل مع تيارات الإخوان و مع عموم التيارات الدينية الموجودة في هذا المجتمع حتى سقط الإتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات و تبع ذلك نفس السيناريو الردئ للولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية (أو على الأقل عائلات بعينها قد لا تمثل سياسة المملكة) في دعم المجاهدين في ألبانيا و الشيشان رغبة في تفتيت المعسكر الأوروبي الشرقي إلى دويلات أصغر ما يكون، و هكذا دعمت الولايات المتحدة حلفائها السابقين في أفغانستان ممن أصبحوا يسموا ب"العرب المأجورين" في البلقان بينما ألقت السعودية بأموال لا حصر لها لنشر الوهابية في الجمهوريات السوفييتية الجنوبية، و مرة أخرى أصبحت مصر هي الموانئ و المطارات التي يستخدمونها، فأصبحت المنح الدراسية لطلاب العلم الديني تمنح للدراسة في الأزهر، و هكذا بعد مرور أكثر من عشر سنوات على سقوط الاتحاد السوفييتي أصبح آلاف الطلاب من المحيط الروسي الإسلامي يدرسون في الأزهر، و هم يبدأون دراستهم للعربية من التعليم الابتدائي، بعضهم من يقضي في القاهرة 8 أعوام أو يزيد ، و يلقون عوناً مادياً من جهات غير معلومة، يسافرون لقضاء مناسك العمرة و يزورون الإمارات العربية المتحدة و كل هذا و المرتب الرسمي للطالب حوالي المئة جنيه مصري، إن الأزهر أصبح وعاءً رحباً تلتقي فيه التيارات و تتفاعل و يبقى السؤال : ما التيار الأكثر فاعلية وسط جميع التيارات الإسلامية الموجودة في الأزهر؟
و إجابة على هذا السؤال أعود إلى صديقتي"ن..." في بداية المقال، فتحكي لي عن المركز الذي تدرس به المشاهدات الآتية:
- الأخوات جميعهن منقبات و تتنوع الدول التي ينتمون إليها فهناك أمريكيات و فرنسيات يدرسن اللغة و الدين.
- أحد الأخوات (شابة لا يزيد عمرها عن 25) تزوجت من أخ مصري فأنجبت منه طفلين ثم توفى فتزوجت سعودي و أنجبت له هو الآخر طفلين (السعودي سنه 58 متزوج من اثنين قبلها و عدد أبناءه و بناته 21).
- أخت أخرى و صلت لتوها من "أومسك" (مدينة في سيبيريا) فتمت خطبتها و من ثم تزوجت من أخ تعرفت عليه عن طريق الإنترنت.
- يدفع العديد من الأخوة إيجار الشقق التي يستأجرونها في الحي الثامن من منح يحصلون عليها من الجوامع و من أشخاص بعينها يساعدون الإسلام و المسلمين.
- يمكن الدراسة بتخفيض أو بالمجان في المركز حسب الحالة المالية للطالب.
- يسافر الأخوة لأداء العمرة و أحياناً للإمارات العربية المتحدة
- للمركز فرعان في القاهرة و فرع في هامبورج بألمانيا و له صفحة على الإنترنت يمارس من خلالها نشاطه في تسكين الطلبة الأجانب و دعوتهم إلى آخره.
طبعاً لابد من التذكير بأن فيلق "رياض الصالحين" بقيادة موفسار باراييف و الذي قام بعملية المسرح الشهيرة في موسكو قام بعمل اتصالات لثلاث أماكن أثناء تفاوضه بشأن الرهائن و هي الشيشان و الإمارات العربية المتحدة و السعودية.
نهاية المقال دعوة لزيارة اي من محلات لعب الأطفال و التمعن في الإتجاه الجديد للعروسة "فلة" و التي تظهر محجبة و بمسبحة و جنود "البواسل" حيث تتنوع العرائس بين "منسق العمليات"، "الغواصة البحرية" و يميز الجميع عدم الإلتزام بزي "الجندي الوطني" و هو الأمر الذي تميزت به عساكر اللعب في السابق و التي كان الهدف منها غرس الوطنية و خلق التعاطف مع جنود الوطن ، الآن يبدو الجندي بدون زي، منفوخ العضلات ، بذقن، و يحمل رشاش...و العرائس كلها من شركات عالمية و مصنعة في الصين،فهل الأطفال هم الآخرين جزء من مخطط؟! هل يصبح الجهاد هوية الأمة بأسرها؟! و هل ما زلنا نتحرك بالقصور الذاتي من الثمانينات؟ و هل الصدام قادم لا محالة؟
الملاحق:
1- "أثناء ما بات يعرف بالجهاد أو الكفاح المقدس ضد السوفييت و حلفائهم الشيوعيين الأفغان، تحملت و كالة الاستخبارات المركزية عبء التورط الأمريكي.و في النهاية شُغلت واشنطن في أوسع العمليات الحربية السرية و أكثرها كلفة منذ فييتنام.بدأت المساعدات المقدمة لأفغانستان بداية متواضعة قدرها 30 مليون دولار لقوات المقاومة في عام 1980 ، حيث كان التمويل السعودي مضاهياً للتمويل الأمريكي بصورة عامة، كما أسهم الصينيون بالأسلحة. و في نهاية عام 1984 حين أعلنت حكومة ريجان عن تخصيص 280 مليون دولار، تم التوصل إلى قرار إدارة ريجان الخاص بتصعيد الصراع بما يكفي لهزيمة الجيش السوفييتي هزيمة تامة. و زاد الدعم في العام التالي إلى 470 مليون دولار ليصل في العام 1987 إلى 630 مليون دولار. و إجمالاً فقد تلقى المجاهدون الأفغان خلال الثمانينات ما يزيد على مليارى دولار من الولايات المتحدة، و هو ما يكفي لتدريب ما لا يقل عن 800 ألف مقاتل
"(Barnett Rubin, The Fragmentation of Afghanistan, New Haven , Conn. Yale University Press, 1995 pp.196-201) نقلاً عن كتاب (الشرق الأوسط و الولايات المتحدة-إعادة تقييم تاريخي و سياسي. تحرير ديفيد ليشن ترجمة أحمد محمود –ص.690 –المجلس الأعلى للثقافة 2005). و في مواضع أخرى ، ذُكر أن إجمالي ما تكلفته الولايات المتحدة أثناء الجهاد ضد الشيوعيين 3.3 مليار دولار.(G.Weinbaum. Pakistan and Afghanistan: Resistance and Reconstruction, Boulder, Colo. Westview Press 1994 p.172) .
2- "و كان تنظيم القاعدة هو القيادة التي وضعت تحت تصرفها كل إمكانيات التكنولوجيا الأمريكية، و كل مقدرة العسكرية الباكستانية، و كل كرم التبرعات الخليجية و السعودية (صندوق دوار فيه دائماً 500 مليون دولار)، و كل نشاط التسليح و التجنيد المصري و السوري و المغربي و حتى الفلسطيني (بما وصل مجموعه الكلي على مساحة خمس سنوات إلى قرابة خمسين ألف شاب مسلم نصفهم من العرب بينهم ستة آلاف مصري على أرجح التقديرات) "ص 131.
3- "و في الترتيب العملي فإن ذلك اقتضى الاتفاق على خطوط سياسية عريضة:
1- التمويل مشترك و بالتساوي بين الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية عن طريق صندوق دوار، يتأسس في "جنيف" بمبلغ قدره ألف مليون دولار تتجدد تلقائياً بمقدار ما يصرف منه." ص 255
4- "ثم يعود "جون كولي"(في كتابه"الحروب غير المقدسة:أفغانستان، أمريكا، و الإرهاب الدولي") ليقول (ص32)، أنه بعد أيام من لقاء الرئيس "السادات" مع "زبجينو برجينسكي" (مستشار الأمن القومي للرئيس "جيمي كارتر" في يناير 1980 – أعطى الرئيس المصري إذناً باستعمال مطار "قنا العسكري" قاعدة للتخزين و التشوين لخدمة "العمل الجهادي" في أفغانستان، و كانت طائرات الشحن الأمريكية العملاقة تهبط في هذا المطار كل مساء و يجري تحميلها بالأسلحة و الذخائر لكي تطير قبل منتصف الليل، و تهبط قبل الفجر في المطارات العسكرية الباكستانية. و في بعض المرات كان هناك "أفراد" مصريون يصحبون هذه الشحنات لإتمام إجراءات التسليم و التسلم، كما أن ميناء "بورسعيد" تحول إلى قاعدة خلفية للتخزين و الشحن إلى "كاراتشي".
و كانت الشحنات من مصر بالدرجة الأولى أسلحة و ذخائر و معدات سوفييتية الصنع أو سوفييتية النوع و يقول "جون كولي": "إن المخازن العسكرية المصرية كلها أفرغت ما كان فيها من أسلحة، بعضها مما كان مستخدماً في الجيش المصري و جرى الاستغناء عنه، و بعضها ما أنتجته المصانع العسكرية المصرية و فيها مصنع في حلوان و هو الذي جرى تعديل بعض آلاته لكي ينتج رشاشات سوفييتية التصميم".ص257
الإعلان الأول الصادر عن حركة "طالبان" عندما "يسر الله عليها بفتح كابول"!
5- "إعلان صادر عن رئاسة الأمر بالمعروف- كابول (ديسمبر 1996) :
1. لصيانة النساء من الغواية فلابد لهن أن يرتدين الحجاب، كما أنه لا يسمح لأي سائق عربة أو سيارة بنقل امرأة ترتدي الحجاب الإيراني وحده؛لأنه لا يكفي للتغطية الشرعية، و في حالة المخالفة فإن السائق سوف يحكم عليه بالسجن، كما أنه إذا صادف البوليس الشرعي امرأة تمشي في الطرقات بالبرقع الإيراني وحده، فسوف يُقبض عليها، و إذا تواجدت في طريق دون رجل من أهلها فسوف يتم القبض عليها.
2. تُمنع الموسيقى و قد يُحظر إذاعتها من أي وسيلة إعلامية عامة.كذلك يُحظر على المحلات و الفنادق و السيارات و العربات أن تستعمل أجهزة تسجيل الغناء و إعادتها لأن ذلك ممنوع، و هذا الأمر لابد أن يُطبق خلال خمسة أيام، و إذا وجدت أي أدوات موسيقية في محل، فإن صاحب المحل سوف يُسجن و المحل سوف يُغلق.و يُفتح المحل فقط في حالة تقدم خمسة أفراد لضمان أن صاحب المحل لن يعود إلى ارتكاب المخالفة مرة أخرى، و إذا وُجدت شرائط موسيقية في سيارة فإن السيارة سوف تُصادر و السائق سوف يُسجن و يمكن الإفراج عن الإثنين في حالة تقدم خمسة أفراد بضمانات بعدم تكرار المخالفة.
3. يُمنع حلق اللحى أو قصها و في ظرف شهر و نصف شهر من الآن، فإن أي رجل يُضبط حلقاً ذقنه أو قاصاً شعرها، سوف يُقبض عليه و يُسجن حتى تكبر لحيته إلى حدها الشرعي.
4. يُمنع منعاً تاماً الاحتفاظ بأبراج الحمام و اللعب بالطيور و خلال عشرة أيام، فإن هذه العادة أو الهواية لابد أن تُوقف و بعد عشرة أيام سوف يجري تفتيش يضمن تنفيذ هذا البند، و إذا ظهرت مخالفة فإن المسئول يُقتل.
5. يمنع منعاً باتاً اللعب بالطائرات الورقية و كل محلات بيع مثل هذه الطائرات الورقية يجب إغلاقها.
6. لمنع الشرك بالله فإن كل صور أو رسومات في حجرات البيوت أو في المحلات أو في الفنادق أو في أي مكان آخر، لابد أن تُرفع، و سوف يُكلف المسئولون بالتفتيش للتأكد من تنفيذ ذلك الأمر في أي مكان.
7. يُمنع القمار منعاً باتاً، و يُطلب من كل من يعرف بمكان يجري فيه اللعب أو بأفراد يشاركون فيه، أن يُبلغ عن ذلك و سوف يجري سجن كل اللاعبين و المتواطئين على السكوت و إغلاق المكان.
8. يُمنع الإدمان و المدمن يوضع في السجن و يُحقق معه حتى يعترف بالمكان الذي حصل منه على المادة التي يستعملها لكي يتسنى عقاب صاحبه و سجنه.
9. لمنع تصفيف الشعر على الطريقة الإنجليزية أو الأمريكية فإن من يُضبط متلبساً بتصفيف شعره على هذا النحو سوف يتولى البوليس الشرعي حلق شعره و تغريمه أجر الحلاق.
10. لمنع الفوائد على القروض و على تغيير العملة فإن هناك لوائح سوف تصدر للتطبيق في هذا المجال و سوف يُسجن كل مخالف لها لمدد طويلة.
11. يُمنع غسيل الملابس في المجاري العامة للمياه في المدينة بواسطة الشابات من النساء، و كل شابة تُضبط متلبسة بهذا الفعل سوف يُقبض عليها و تُعاد إلى بيتها و يُعاقب زوجها بالحبس.
12. تُمنع الموسيقى و الرفص في حفلات الزواج، و في حالة المخالفة فإن رئيس العائلة سوف يُقبض عليه و يُعاقب.
13. يُمنع منعاً باتاً استعمال الطبول، و إذا ضُبط أحد متلبساً بمخالفة ذلك، فسوف يُوقع عليه العقاب المناسب.
14. يُمنع منعاً باتاً أخذ مقاييس جسد أي امرأة بغرض تفصيل ملابس لها حتى و لو كان القائم بالعمل امرأة أخرى.
15. يُمنع ممارسة السحر بقصد الإضرار بالآخرين و كتب السحر جميعاً سوف تُصادر و تُحرق، كما أن كل من يشيع عنه استعمال ألعاب الحواة سوف يوضع في السجن.
16. تُوقف كل وسائل المواصلات وقت أداء الصلاة و أي شخص يوجد في شارع أو في محل في هذا الوقت يُقبض عليه فوراً."ص288
(محمد حسنين هيكل- من نيويورك إلى كابول – المصرية للنشر العربي و الدولي 2002)
http://tampatrib.com/nationworldnews/MGB2SKN6XFE.html
http://www.usatoday.com/news/opinion/editorials/2005-12-13-arab-barbie-edit_x.htm
http://www.iht.com/articles/2005/09/21/news/journal.php