الإخوان و حريق القاهرة
ربما ليس من السهل على الماشي أو السائق في القاهرة ، ألا يلاحظ شعار الأخوان المسلمين و هو يملأ السماوات، و قد توقفت طويلا أمام إحدى اللافتات (الفينيل) للإخوان - فهم أصبحوا يترفعون عن استخدام الدعاية القماشية التي ربينا عليها - و تعجبت من ضخامة شعار الإخوان مقارنة بنسب اللوحة،و جملة: الإسلام هو الحل، قررت ألا أعكر صفو الليلة (كانت بعد الرابعة صباحا) ، و لكنني عندما دخلت مدخل العمارة - و أقصد داخل العمارة- فوجئت بملصق اخواني آخر يحمل صورة امرأة - بالحجاب طبعا - و رجل آخر - بزبيبة - ، قلت في نفسي .. هذا يعد انتهاكا للحريات، قد يكون من حق أي مرشح وضع دعايته في الشارع، و لكن داخل مساكننا ، هي علامة لا تبشر بالخير.. و لما كنت لا أحب شكل الرجل مطلقا - الذي قطعا عكرت ابتسامته صفو الليلة - حاولت أن أزيل الملصق من على الحائط ، لكن يبدوا أنهم استعدوا لكل الاحتمالات ، فهو لا يتزحزح ، و بما أنني أحسست أن بيتي يتم استغلاله لصالح قوى سياسية ما ، و هو أمر لم يرقني إطلاقا .. فقد أخرجت مفاتيحي و حاولت شطب شعار الإخوان ، فإذا بأحد الجيران و قد عاد لتوه من الصلاة يرمقني في تحفز ، نظرت له في سكون ، و بينما كنت أحاول البحث عن أي مَخرج بالقول، تداعت إلى ذهني بضعة أسئلة:
1. ماذا تعني جملة (مرشح الأخوان المسلمين)؟ هل هو/هي بذلك فوق الشبهات؟ أم أنه هو الوحيد بين المرشحين الذي يملك مرجعية دينية و دعم سماوي؟
2. أليست الإخوان جماعة محظورة؟ إذن فكيف يصبح لها فجأة شعار و مرشحين؟ أم أن الطبخة مع الحكومة قد نضجت و حان وقت التهامها...! فالكل يعلم أن الحزب الوطني (و غيره) يعقدون الصفقات مع الإخوان قبيل كل محنة سياسية، أ بهذا حصل الإخوان على وجودهم الحزبي ؟! أم أن معنى (جماعة محظورة) له معنى آخر لم يحددوا كيف سيمررونه لنا بعد؟
3. ألا يمنع قانون الأحزاب إقامة أي حزب على أسس دينية؟ فكيف يمكن للناخب أن يرشح حزبا أو جماعة لا تعتبر الدستور واعز كاف لها؟ و إذا تم التعديل في هذا النص القانوني.. هل سيكون للأقباط حزب يمثلهم؟ و هل سيخوضون مواجهة في الانتخابات مستقبلا؟ و إن كان الشعب المصري أثبت بجدارة تزمته الديني خلال إحداث محرم بك الشهيرة.. فهل سيصنع هذا المناخ ديمقراطية جديدة - لا ننسى أن الشعب عليه أن يتدرب عليها - أم سيصنع صدام على مستوى أكبر؟
4. شعار الإخوان (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة) و السيفين المصحف، ألا يعتبر مكرسا للعنف من قبل حتى أن يتكلم أي مرشح؟! ألا تكفي هذه الرمزية لنفهم ميكانيزم المنهج الإخواني ؟
5. ألم يجمع أغلب المؤرخون على دور الإخوان في حريق القاهرة يناير 1952؟ ألم يكتب العديد من معاصري هذه الفترة عن رؤيتهم لعناصر من الإخوان يقومون بحرق المحلات والسيارات؟ فضلا عن دورهم بعد انقلاب 1952؟ هل يسأل أي من الناخبين نفسه هل تغيرت أيدلوجية الجماعة منذ ذلك الحين؟ أم هل تغيرت أيدلوجية الإسلام تجاه العنف عموما؟
6. هل الإسلام هو الحل فعلا؟ هل نجحت الدول الإسلامية على مر العصور في تحقيق أي تقدم للعرب - باستثناء الفتوحات الشاسعة و مد السلطان و كافة الأمور المتعلقة بالسلطة القوة -؟ أم أن التقدم العلمي و الثقافي و الفني الذي تحقق خلال تاريخ العرب قام به أفراد مستقلون خارجون عن سياق السلطة و في كثير من الأحيان مناوئين لها؟- و يتم دوما حسابهم لصالح دولة الإسلام في الخطاب الديني..
7. هل لأني مسلم فإن علي واجب ما في ترشيح مسلم آخر مثلي؟هل في الإسلام محسوبية؟ أم أن علي التصويت لصالح من سيُسهٍم إيجابيا في وضعي المعيشي،و بالتالي أصبح أقدر على ممارسة التزاماتي الدينية؟
8. هل يعرف أي أحد ما هو البرنامج السياسي للجماعة؟ بعيدا عن الكلام العام عن لارجوع إلى السلف الصالح و تطبيق القوانين الإسلامية، أعني ماهو البرنامج الموضوع في حالة - لا قدر اللـه - و فاز الإخوان بالحكم؟ ما هي خطة العمل خلال السنة الإولى و الثانية؟ فإني لم أقرأ أي شيء عن هذا علما بأني على علم ببرامج الأحزاب الإخرى؟ فأين هم؟ أم أن الإسلام هو الحل و خلاص؟!
9. لن أسأل نفسي عمَا قيل عن دور الأخوان في إزكاء فتنة الإسكندرية، لأنه لو كانت هذه المعلومات مغلوطة فإنه من الظلم الفادح تحميلهم دماء سفكت هناك ، لكن أهي معلومات مغلوطة فعلا؟ هل مات ناس و أقعد آخرون من أجل بضعة مقاعد تحت القبة؟ أرجو لا...
10. هل سيحترم هذا الجار ذو الجلباب حريتي في إزالة الملصق و ترك مدخل العمارة خال من المتطفلين، أم أن صوت الجماعة أصبح أكثر أهمية من صوتنا نحن؟ هل لو كان ملصقا لمحل تصليح أو لشبكة إنترنت مشتركة،هل سيكون له ردود أفعال أخرى؟ أم أن الرجل و المرأة حصلوا على قدسيتهم ما لم أفهمها بعد؟
و لكن ... يبدو أن تداعي الأسئلة في رأسي شغلني عن الرجل من أساسِه، فاستجمعت شجاعة لم أعهدها في من قبل، و قلت في ثبات:
- تصبح على خي
و صعدت للشقة
.
ربما ليس من السهل على الماشي أو السائق في القاهرة ، ألا يلاحظ شعار الأخوان المسلمين و هو يملأ السماوات، و قد توقفت طويلا أمام إحدى اللافتات (الفينيل) للإخوان - فهم أصبحوا يترفعون عن استخدام الدعاية القماشية التي ربينا عليها - و تعجبت من ضخامة شعار الإخوان مقارنة بنسب اللوحة،و جملة: الإسلام هو الحل، قررت ألا أعكر صفو الليلة (كانت بعد الرابعة صباحا) ، و لكنني عندما دخلت مدخل العمارة - و أقصد داخل العمارة- فوجئت بملصق اخواني آخر يحمل صورة امرأة - بالحجاب طبعا - و رجل آخر - بزبيبة - ، قلت في نفسي .. هذا يعد انتهاكا للحريات، قد يكون من حق أي مرشح وضع دعايته في الشارع، و لكن داخل مساكننا ، هي علامة لا تبشر بالخير.. و لما كنت لا أحب شكل الرجل مطلقا - الذي قطعا عكرت ابتسامته صفو الليلة - حاولت أن أزيل الملصق من على الحائط ، لكن يبدوا أنهم استعدوا لكل الاحتمالات ، فهو لا يتزحزح ، و بما أنني أحسست أن بيتي يتم استغلاله لصالح قوى سياسية ما ، و هو أمر لم يرقني إطلاقا .. فقد أخرجت مفاتيحي و حاولت شطب شعار الإخوان ، فإذا بأحد الجيران و قد عاد لتوه من الصلاة يرمقني في تحفز ، نظرت له في سكون ، و بينما كنت أحاول البحث عن أي مَخرج بالقول، تداعت إلى ذهني بضعة أسئلة:
1. ماذا تعني جملة (مرشح الأخوان المسلمين)؟ هل هو/هي بذلك فوق الشبهات؟ أم أنه هو الوحيد بين المرشحين الذي يملك مرجعية دينية و دعم سماوي؟
2. أليست الإخوان جماعة محظورة؟ إذن فكيف يصبح لها فجأة شعار و مرشحين؟ أم أن الطبخة مع الحكومة قد نضجت و حان وقت التهامها...! فالكل يعلم أن الحزب الوطني (و غيره) يعقدون الصفقات مع الإخوان قبيل كل محنة سياسية، أ بهذا حصل الإخوان على وجودهم الحزبي ؟! أم أن معنى (جماعة محظورة) له معنى آخر لم يحددوا كيف سيمررونه لنا بعد؟
3. ألا يمنع قانون الأحزاب إقامة أي حزب على أسس دينية؟ فكيف يمكن للناخب أن يرشح حزبا أو جماعة لا تعتبر الدستور واعز كاف لها؟ و إذا تم التعديل في هذا النص القانوني.. هل سيكون للأقباط حزب يمثلهم؟ و هل سيخوضون مواجهة في الانتخابات مستقبلا؟ و إن كان الشعب المصري أثبت بجدارة تزمته الديني خلال إحداث محرم بك الشهيرة.. فهل سيصنع هذا المناخ ديمقراطية جديدة - لا ننسى أن الشعب عليه أن يتدرب عليها - أم سيصنع صدام على مستوى أكبر؟
4. شعار الإخوان (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة) و السيفين المصحف، ألا يعتبر مكرسا للعنف من قبل حتى أن يتكلم أي مرشح؟! ألا تكفي هذه الرمزية لنفهم ميكانيزم المنهج الإخواني ؟
5. ألم يجمع أغلب المؤرخون على دور الإخوان في حريق القاهرة يناير 1952؟ ألم يكتب العديد من معاصري هذه الفترة عن رؤيتهم لعناصر من الإخوان يقومون بحرق المحلات والسيارات؟ فضلا عن دورهم بعد انقلاب 1952؟ هل يسأل أي من الناخبين نفسه هل تغيرت أيدلوجية الجماعة منذ ذلك الحين؟ أم هل تغيرت أيدلوجية الإسلام تجاه العنف عموما؟
6. هل الإسلام هو الحل فعلا؟ هل نجحت الدول الإسلامية على مر العصور في تحقيق أي تقدم للعرب - باستثناء الفتوحات الشاسعة و مد السلطان و كافة الأمور المتعلقة بالسلطة القوة -؟ أم أن التقدم العلمي و الثقافي و الفني الذي تحقق خلال تاريخ العرب قام به أفراد مستقلون خارجون عن سياق السلطة و في كثير من الأحيان مناوئين لها؟- و يتم دوما حسابهم لصالح دولة الإسلام في الخطاب الديني..
7. هل لأني مسلم فإن علي واجب ما في ترشيح مسلم آخر مثلي؟هل في الإسلام محسوبية؟ أم أن علي التصويت لصالح من سيُسهٍم إيجابيا في وضعي المعيشي،و بالتالي أصبح أقدر على ممارسة التزاماتي الدينية؟
8. هل يعرف أي أحد ما هو البرنامج السياسي للجماعة؟ بعيدا عن الكلام العام عن لارجوع إلى السلف الصالح و تطبيق القوانين الإسلامية، أعني ماهو البرنامج الموضوع في حالة - لا قدر اللـه - و فاز الإخوان بالحكم؟ ما هي خطة العمل خلال السنة الإولى و الثانية؟ فإني لم أقرأ أي شيء عن هذا علما بأني على علم ببرامج الأحزاب الإخرى؟ فأين هم؟ أم أن الإسلام هو الحل و خلاص؟!
9. لن أسأل نفسي عمَا قيل عن دور الأخوان في إزكاء فتنة الإسكندرية، لأنه لو كانت هذه المعلومات مغلوطة فإنه من الظلم الفادح تحميلهم دماء سفكت هناك ، لكن أهي معلومات مغلوطة فعلا؟ هل مات ناس و أقعد آخرون من أجل بضعة مقاعد تحت القبة؟ أرجو لا...
10. هل سيحترم هذا الجار ذو الجلباب حريتي في إزالة الملصق و ترك مدخل العمارة خال من المتطفلين، أم أن صوت الجماعة أصبح أكثر أهمية من صوتنا نحن؟ هل لو كان ملصقا لمحل تصليح أو لشبكة إنترنت مشتركة،هل سيكون له ردود أفعال أخرى؟ أم أن الرجل و المرأة حصلوا على قدسيتهم ما لم أفهمها بعد؟
و لكن ... يبدو أن تداعي الأسئلة في رأسي شغلني عن الرجل من أساسِه، فاستجمعت شجاعة لم أعهدها في من قبل، و قلت في ثبات:
- تصبح على خي
و صعدت للشقة
.