٣٠‏/٠٥‏/٢٠٠٨

عن تراوري و آخرين..


قصة بوباكار تراوري ، هي قصة جديرة بالحكي.
فتراوري هو واحدٌ من اهم موسيقيي مالي ، و ربما من أهم المؤديين في افريقيا عامة ، فلتراوري اسلوب خاص جدا ، و صوت نادر ، و تقنية فريدة في عزف الجيتار .
و كانت بداياته في راديو مالي في الستينات ، بعد استقلال بلاده ، كان يغني اغنيه التي ألّفها عن الاستقلال ، و يُروى ان اغانيه التي كانت تبث في الراديو كل صباح ، قد حفزت العديد من مواطنيه في المهجر على العودة لمالي و اعادة البناء.
استمرت اغنيات تراوري تُبَث بنجاح ساحق ، و عرف حينها باسم "كار كار" ، بمعنى : "باصي الكورة ، باصي الكورة" ، و هو لفظ اكتسبه من طفولته لاعبا في طرقات المدينة.
رغم نجاحه المدوي في الستينات ، إلا انه لم يستطع إعالة نفسه او اسرته ، فقد كانت الأغاني المبثوثة على الراديو لا تدر عليه اي عائد علي الاطلاق ، لذا لجأ للعمل كمندوب مبيعات ، و بائع متجول . و تنقل بين وظائف لا ترضيه كثيرا.

و زادت الامور وطأة بان توفيت زوجته في أواخر الثمانينات ، و كان اسم تراوري قد انطفأ تماما حينها بعد ٢٠ عاما من الغياب تقريبا ، و رغبة في إعالة اطفالِهِ الستة ، سافر لفرنسا ليعمل كعامل بناء.
هناك ، كان يقضي امسياته بين المهاجرين الافارقة ، و يغني لهم ، و عاش حياة شديدة البؤس لبضعة سنوات.
إلي ان اتي يوم سمعه من قبيل المصادفة منتج إنجليزي ، و قام بانتاج اسطوانة قليلة الكلفة له ، تضم اغانيه القديمة التي اشتهرت يوما ما هناك في اعماق افريقيا خلال تحول سياسي خاص ، ثم نسيها الزمن.
حقق الالبوم نجاحا صاعقا ، و تحول تراوري إلي ايقونة الغِناء الافريقي كهلا ، و بدأت حفلات تراوري تجوب اوروبا و العالم.

ذكرتني القصة بالفيلم المستقل الذي احببته كثيرا منذ عام و نيف ، فيلم: عربة يجرها رجل ، الفيلم اخذه مؤلفه عن قصة لمغني باكستاني ، يغادر باكستان لنيويورك ، و حزنا على وفاة زوجته يقرر ترك كل شيء ، و ينطفيء اسمه ، و يعمل بائعا علي عربة افطار في قلب نيويورك ، يجرها بنفسه بعرض المدينة يوميا.
قال مخرجه الباكستاني الاصل ، انه اقتبسها من قصة حقيقية ايضا.


مقدمة الفيلم الدعائية

ستظل الموسيقى في البلدان الافريقية مصدر لا ينضب ابدا ، فالموسيقى التقليدية كانت هي الجذر الاول للعديد من الموسيقات التي يستسيغها العالم الآن ،من صول الچاز الأولى بإيقاعاته ، مرورا بالبلوز، و منها انحدرت موسيقى الروك اندرول الأولية ، فاتحة الطريق للروك بدروبه.

يمكن سماع مقطوعة من قلب مالي يغنيها تراوري ، و أخرى من قلب المسيسيبي ، يؤديهاعازف البلوز الامريكي العتيد لي هوكر.







بول سايمُن ، مؤديّ المفضل دوما ، قام في عام ١٩٨٦ بانتاج اسطوانة ، اعتبرت من اهم ١٠٠ اسطوانة في تاريخ الموسيقى ، و هي جريسلاند (مرفوعة هنا ) ، قام الرجل بعد شعورة بضعف المفاهيم الموسيقية في الثمانينات ، و رغبته في ضخ دماء جديدة ، بالسفر لجنوب افريقيا ، قاضيا اشهرا يعزف و يستمع للموسيقى الاصلية هناك.



و مع فريق بلاك ليدي مومباسا ، استطاع سايمُن أن يخرج بتركيبة مذهلة من موسيقى الروك ، مدمجة في الفولك الذي اعتاد عزفة ، و معها الاكابلا الممتعة للفريق الافريقي ، منتجا نوعا من الصوتيات التي ندر ان سمعت لها مثيلا.
مما أدى لاختيار الالبوم ليكون أحد قلة من الاسطوانات التي تضمها مكتبة الكونجرس القومية للتسجيلات .
بل و تجاوزت البعد الفني و الموسيقي ، و ثارة ثائرة الحكومة الجنوب افريقية - العرقية حينها - لتعمد سايمن اظهار مواهب السكان السود ، و تم مناقشة الامر ف الامم المتحدة حسبما تذكر المصادر.
هذا الڤيديو يحكي التجربة الموسيقية بحذافيرها.







٢٤‏/٠٥‏/٢٠٠٨

المُشَغِّلْ

استكمالا للعادة التي درجت عليها ، ان ابتكر شيئا لإلهاء نفسي في فترات العمل المكدس ، أو الازمات الدورية ، قررت ان اغوص الوب ، بحثا عن مشغلا للموسيقى مفتوح المصدر ، اضعه هنا في مدونتي التافهة ، و أملأه بخلاصة الموسيقات التي تستهويني . جمعت قائمة منهم ، وجدتهم قد تجاوزوا الـ ٢٠٠ عمل ، أغان و موسيقات من مختلف المذاهب ، كلاسيكية لشرقية لغجرية ، و بعض من الچاز... موسيقات استهوتني لانغامها ، او كلماتها ، و منها معدومة القيمة ، لكني استخدمها كرسائل موجهة...
كذلك منها أغنيات لا يكتمل إيمان المرء من دون سماعها.
قمت بعد ذلك بفتح حساب للمدونة ، كلفني دولارين ، و جعل بامكاني تخزين الاغانى على الشبكة بسهولة و يسر. و هكذا اصبح عندي مشغلا موسيقيا اخيرا بقليل من التعديل ، استطعت تغيير الوانه ليتناسب مع المدونة ، و معد للتشغيل العشوائي للقائمة .
جميع الأعمال متاحة ايضا للتحميل المباشر من الخادم . و يمكن كذلك دمج المشغل في المدونات عن طريق نقل هذا الكود البسيط.
رفعت الاعمال بصيغة MP3 و بجودة متوسطة ١٢٨ ، و بصيغة احادية (مونو) ، لتسهيل الاستماع المباشر من على الشبكة . و يمكن سماع القائمة علي اي مشغل موسيقي عادي ، عن طريق اضافة قائمة التشغيل هذه ، تدعمها العديد من المشغلات مثل:
iTunes , Winamp, VLC
بل و التافه Windows Mediaplayer
تطول القائمة لما يقرب من الـ ١٥ ساعة ، وللأسف ، لم أتمكن من حمل القائمة على إظهار أسماء المؤديين ، او الأعمال ، أو الأغلفة ، لأن الأمر استلزم معرفة أوسع بلسان الـ php , و هو لسان لا أنوي تعلمه قبل سن الخمسين ، و لكن الملفات الأصلية تحمل بياناتها الوافية ، و بتحميلها يتم المراد.
سأعمل علي اضافة كل جديد اسمعه للقائمة ، و تحديثها بشكل دوري.
(تحديث - ٥/٢٦ - تم رفع ٩٧ عمل آخر ، و تحديث كافة الوصلات ، و تحسين عرض الأسماء ، الكود يعمل كما هو ، لم يتغير)
(تحديث - ٦/٨ - تم رفع ٦٥ عمل آخر ، و تحديث كافة الوصلات ، المشغل كوده ثابت ، لكن من يستخدم القائمة على مشغله ، فليحملها مرة أخرى)

و بهذه المناسبة ، اضع باولو نوتيني ، و حذائه الجديد

١٨‏/٠٥‏/٢٠٠٨

سخام الديكتاتورية

بينما اتحدث مع صديق لي ، تطرقنا للحديث عن السخام - و هي لفظة تعلمناها من كتابات الأخوة غربية - ، كان يسيؤه ان صندوقة البريدي ممتليء بثلاثة انواع من السخام.
إما إعلانات صيدلانية غرضها تحسين الكفاءة الجنسية ، و تكبير القضيب ، و إما اعلانات لسداد مديونياتك و الحصول على بطاقة ائتمان ما ، و إما اعلانات صيدلانية للتخسيس و تعديل شكل الجسم.
قال صديقي : الانترنت دول غراب قوي (من عادته الحديث عن الانترنت ، و كأنها مكان او اشخاص بعينهم).
سألته: غُراب ليه؟
قال: مش عارف ليه ، من الايميلات اللي بتجيلي ، فهمت انهم عندهم عني فكرة واحدة : إني تخين ، و مديون ، و بتاعي صغير.
قلت: مافيش دخان منغير نار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
على بريدي الإلكتروني الشخصي ، اعتدت تلقي نوع آخر تماما ، و هو الاكثر انتشارا . رسائل من زوجات قادة افارقة او لاتينيين، و تدعي السيدة منهن عادة في الرسالة ان لها ملايين في حساب زوجها ، و انها تثق في شخصي ، و إن قمت بارسال حسابي البنكي لها ، فإنها ستحول لي ملايين ، بحيث نقتسمهم لاحقا.
تتغير الصيغة و نوع القصة و المحتوي واحد ، فتارة زوجة قائد عسكري ، أو ابن مليونير روسي ، او موظف في بنك كندي عثر على حساب مجهول الصاحب ، و في كل الاحوال هناك كم مهول من المال يمكن ان يضخ في حسابي.
لم اعلم أبدا ما جدوى عملية احتيال شديدة الوضوح كهذه ، و استغربت ، لم كل هذا الجهد ، أهناك فعلا من يصدق ذلك؟
و زاد الطين بلة أن أتتني رسالة من السيدة : سهى عرفات ، حرم (الشهيد) ياسر عرفات ، تقول انها تثق في . و ان هناك مبلغا قدره ٢٠ مليونا من الدولارات معلق بشكل ما ، و اني لي نسبة ان ساعدتها ، و سألتني بأدب إن كنت لا اقبل هذا العقد ألا أشوه سمعتها امام الإعلام ، و أن أبقي الامر سرا ، و اكتمه كتمانا شديدا (نسخة من الرسالة).

السيدة سهآ عرفات ، و ينظر اليها الرئيس الراحل من خلال صورته

و لكن ما حفزني على الكتابة ان هذا النوع من السخام ، اليوم ، و لأول مرة ، قد تجاوز البعد السيبري ، و اصبح كيانا ملموسا في ارض الواقع ، فاليوم و في مقر عملي انظر بين الفواتير المعتادة و اظرف الخطابات ، وجدت خطابا على عنواني لا يحمل اسما، آت رأسا من جنوب افريقيا ، و بفتحه وجدته مرسل من قبل السيدة ماريا دامبا ، التي تفضلت مشكورة بتوقيعه بيديها. تتحدث عن تهريبها ثروة من نظام موجابي في زيمبابوي ، و تسألني المساعدة في نقل صندوق المال من جوهانسبرج.
و لكن
هذه هي اكثر مراتي سعادة بالسخام ، فقد كان على الظرف ثلاثة طوابع جنوب افريقية لثلاثة انواع من الزهور..
فاحتفظت بالظرف معلقا بجواري علي الحائط..

ذيل الخطاب بالتوقيع ، و الطوابع


و بمناسبة جنوب افريقيا ، استمع الآن إلى فريق
freshlyground
الذي شاهدناه البارحة في مسرح الجنينة


powered by ODEO


٠٥‏/٠٥‏/٢٠٠٨

مُشعِلوا الحَقائِب

صانعوا الحقائب المشاهير "لوي ڤوتن" قاموا بمقاضاة المصممة "ناديا پلنسر" الدنماركية ، و ذلك بسبب هذه الصورة التي ضمنتها في حملتها لمساعدة دارفور.

اللوحة موضع الأزمة

تقوم ناديا بانفاق ٣٠٪ من مبيعاتها لخدمة العائلات في دارفور ، و قد طالبت مؤسسة ڤوتن بتعويض مالي مرتكزة على أن الحقيبة المستخدمة في الحملة هي قريبة الشبه من تصميماتهم.
طالبت مؤسسة ڤوتن الباريسية العتيدة مبلغ ٧٥٠٠ دولار عن كل يوم تسري فيه هذه الحملة ، و ٧٥٠٠ دولار عن كل يوم ظهر فيه شعار ڤوتن على موقع ناديا پلنسر الشخصي ، و تطالب بمبلغ ٧٥٠٠ دولار عن كل يوم تظهر فيه الصورة المعنية.

الشكل التقليدي لحقائب "ڤوتن"

راسلتهم ناديا مؤكدة استمرارها في الحملة ، و أن الحقيبة محض خيال ، و ان تصميماتهم من فرط انتشارها تجاوزت حدود شركتهم و تحولت لما يشبه الفن الشعبوي شيئا فشيئا ،و شبهت أعمالها باعمال البولندي "زبينيو ليبرا" ذلك الذي تقوم اعماله على استخدام قطع و شخصيات الليجو الشهيرة . ولكن لا زالت القضية رهن المحكمة.

من اعمال ليبرا

لا أعرف ما جدوى أن تطالب شركة لها قرن و نصف في انتاج حقائب النساء الفاخرة - التي تتجاوز الألفي دولار للقطعة بالمتوسط - و تلح في الحصول على مال من فنانة تتبرع به للاطفال الجوعى و العائلات النازحة.
و لكن الأكثر غرابة من وجهة نظري ، و ربما ما استثارني للكتابة ،هو لماذا تصر الفتيات على ابتياع حقائب بهذا القبح ، لمؤسسة لا تتورع أن تجعل من التصميم المعتاد للحقيبة سلسلة من التكرار لاسم الشركة و اللوجو ؟ و كأن جسم المرأة تحول لأداة دعاية و اعلان.
شخصياً لا ارتدي اي قميص او تيشرت كتب عليه ماركته ، ليس لانني ضد الماركات العالمية ، و لكن لأنني لا احب ان يستخدم جسدي كوسيلة للإعلان لنايكي أو تمبرلاند ، و إلا كان بالأحرى أن يدفعوا لي مقابل هذا ، و لكنني اشتري منهم قميصا للونه و خامته و تصميمه و غالبا ما يجعلونه باهظ السعر، و لايجب للشركات التي احتكرت جودة هذه العناصر إجبار احد على وضعها على صدره او مؤخرته.

لشرح ما تفعله الشركات الكبرى بكوكب الأرض هناك فيلم بسيط بساطة امريكية.
علي خمسة أجزاء ، أضع الأول هنا و البقية في يوتيوب لراغبي المتابعة.



المدونة و التدوينات ، بلا حقوق فكرية ، باستثناء الأعمال الفنية و الموسيقات فهي ملكية خاصة لأصحابها.

  ©o7od!. Template by Dicas Blogger.

TOPO