٠٩‏/٠٩‏/٢٠٠٦

العزلة .. مرات أخرى


بينما كنت أعبر الطريق ، رأيت شبابا و فتيات يقاربون المئة ، يجلسون في حديقة (جزيرة) واقعة ما بين اتجاهي الشارع ، الذي كان قريبا من أحد المعاهد العليا الجديدة .. و لم يكن هناك من فتاة واحدة لا تضع الحجاب ، جميعهن بلا استثناء ، في معرض للألوان و الأشكال ، اللهم إلا ثلاث فتيات محتشمات بشكل مبالغ فيه بالنسبة ليوم صيفي ، و لكن بدون حجاب ، و استطعت عن بعد أن أتبين أن كلا منهن كانت ترتدي صليبا ذهبيا.
و لكن ما لفت نظري بشدة ، هو الانفصال بين مجموعتي الفتيان و الفتيات ، فبين كل هؤلاء ، لم أجد شابا يتحدث مع فتاة مطلقا، فكل طائفة منهم في مجموعة أو حلقة مستقلة.

ثم حدث أن ذهبت مع إحدي صديقاتي إلى حديقة الأزهر ذات صباح ، فوجدت حول منطقة الألعاب عددا رهيبا من السيدات المنقبات - اجزم أنه تراوح ما بين الخمسمائة و السبعمائة - و كن جميعا منقبات بألوان داكنة مختلفة ، و الغالبية يمسكون كتبا دينية صغيرة ، و بينما كنت أجول مع صديقتي على قدمينا ، كن ينظرن لنا تارة بتوجس ، و تارة بضيق ، و لم أفهم إلا حينما أدركت كم اختلف شكل صديقتي عنهن ، بشعرها الأسود المجعد ، و ألوانها الزاهية. و مشيها مع شاب ما ، و لم أفهم أبدا سبب هذا التجمع ، أو هدفه.

في الحدثين السابقين أخذت أفكر في معان كالعزلة ، و الاغتراب ، ليس عزلتي أو اغترابي الشخصي ، لأنها مسألة نسبية ، و تتفاوت من آن لآخر ، و لكن في عزلة المجتمع ، طائفيا ، و جنسيا ، و ثقافيا عن الآخرين الذين يشاركونه نفس الحياة اليومية، و نفس المشاكل و الأزمات ، بل و ربما نفس الأحلام أحيانا.
كان قد لفت نظري لذلك صديق لي ، تخرج في الجامعة منذ عامين أو أكثر ، و هو موسيقي موهوب ، و في أحد المرات ، اضطر أن يعمل مع زميل لي قبطي ، و الحق أنهما تآلفا تماما و أصبحا صديقين ، و قد اعترف لي صديقي هذا أن هذه هي أول مرة في حياته يتعامل مع قبطي ، و "ياكل معاه عيش و ملح" على حد تعبيره. و قال أن في جامعته كان الأقباط دوما منعزلين ، و احتكاكهم بالآخرين في حدود الدراسة ، و في أضيق الحدود. و قال أن ليس لعائلته أي أصدقاء من الأقباط.
و هنا تذكرت أحداث الاسكندرية ، و كل هذه الدماء، و قد كنت تعجبت وقتها من الرجل الذي يطعن راهبة عجوز ، و هو يصرخ " الله أكبر" ، و من أين أتى بكل هذا الكره ، و الجهل ، و ضبابية الرؤية، و صديقي الموسيقي هذا ، اعطاني شيئا لأفكر فيه. فالجهل الرهيب بالآخر ، مدعوما بخطاب كراهية مستمر من " الأخوة" ، بالتأكيد ستكون هذه هي أول تبعاته.
دوما ما امتزنا كمصريين بالفهلوة ، و تحليلنا للآخرين و كأننا ندرك تماما سرائرهم ، بل و نعرفها ربما أفضل منهم ، و في الشارع تجد الناس يتحدثون عن أمريكا و اسرائيل باستفاضة العارف بكل بواطن الأمور ، و إن سألت أي شخص أن يسمي لك ثلاث مدن إسرائيلية فقط ، فقلما ستجده ، و هناك إيمان رهيب في الشارع بنظرية المؤامرة ، و توكل إليها كل تحليلات العامة لشتى القضايا السياسية ، و الداخلية ، بل الكثير و الكثير يعزي نقل تمثال رمسيس إلى رغبات دولة إسرائيل .
فضلا عن أن مبدأ (معانا و لا مع التانيين) منتشر بشكل قاهر ، فالكل يبحث عن شبيه له ، أو لما يعرفه ، و كان في أزمة البهائيين مثال واضح لذلك ، فإن كلا من المسلمين و الأقباط لم يدعموا الاعتراف بالبهائية ، على اعتبار أن الأديان في مصر هي الديانات السماوية ، و من أراد أن يختار ديانة فلا بد أن تنحصر في ذلك ، و لا داع لتوسيع النطاق قليلا.

في النزهات الشرائية كثيرا ما تسمع من البائع جملا من نوعية "إحنا شباب زي بعض .." أو "إحنا مسلمين زي بعض " ، بل و أعرف صديقة ظل البائع يحلف لها بالأمانة أن هذا هو السعر السليم ، و أنهم مسيحيين زي بعض ، و لن يخدعها ، و العجب أن الفتاة لم تكن مسيحية ، فقط كانت غير محجبة و ترتدي في عنقها مفتاح الحياة. و ظلت تسألني كثيرا .. هل لمجرد أنها غير محجبة يعتبرها الناس مسيحية؟ أم أنه أخطأ و خلط بين قلادة مفتاح الحياة و شكل الصليب؟ و أعتقد أن فرق الشكلين واضح.
و مع أزمة لبنان الأخيرة ، انحازت شتى طبقات الشعب إلى حسن نصرالله ،على اعتبار أنه عدو عدونا ، و حتى المسلمين لم يتمهلوا ليدركوا أنه يخالفهم في الكثير من أمور العقيدة ، و لكن لا بأس ، فهو بذقن ، يقرأ القرآن ، و يحارب الصهاينة ، و يعيد كرامتنا المسلوبة ..... ، الغفيرعلى الأرض التي إللى جوارنا (حارس) لا يقرأ و لا يكتب ، لكنه يعيش في بيت من صفيح يشاهد فيه الجزيرة بطريقة ما، و يعلق صورة لحسن نصرالله. و لا أعلم كيف سيفيد هذا حاله المزري إنسانيا ، أو يعلم أولاده.
أقود سيارتي لساعات يوميا ، و يندر تماما أن أجد سيارة بدون إشارة توضح ديانة راكبها ، إما معلقات " إلا رسول الله " الشهيرة ، و إمّا ملصقات إسلامية المنحى عن نصرة المقاومة و تحرير القدس ، و بعضهم يضع " لا إله إلا الله" فقط ، و كأنه واجب علينا أن نقول إلى أي طائفة ننتمي، و الأقباط و إن كانوا تنازلوا عن السمكة الشهيرة ، إلا أن الصلبان لا تخطئها عين في المرآة.
ما أود قوله هو أن كل يجهل الآخر ، و لا يتعاطف معه أو مع همومه ، التي ما هي إلا انعكاس لهموم أمة بأكملها، و لا أبالغ إن قلت أن كل ينظر للآخر كدخيل عليه.
و أي فتاة غير محجبة تعلم جيدا أنها في أي مصلحة حكومية ، أو أي هيئة إدارية ، يتم التعامل معها بشكل فيه الكثير من العنصرية ، و الكثيرون ينظرون إليها ، و يحكمون - وفقا لطبعنا في إطلاق الأحكام - على أنها قليلة الدين ، و تنهج النساء نهج الرجال في ذلك ، و إن لم يكن أكثر.
و القصص كثيرة لا مكان هنا لسردها كلها - و دوما ما ظننت أن التدوين هو عن حيواتنا اليومية ، أكثر مما هو عن إذاعة الأخبار ، أو التحليل السياسي - فسأحكي عن أخر قصتين سمعتهما ، الأولى في ميكروباص ، حيث قام شاب ما بدس يده في صدر الفتاة الجالسة إلى جواره ، نعم صدرها، بهذه الفجاجة و المباشرة ، فصرخت الفتاة.. فما كان من الركاب إلا أن نهروا الفتى الهائج ، و انصبوا يعتبون على الفتاة مظهرها و عدم التزامها الزي الشرعي طالما هي مسلمة و الحمد لله.
و الثانية ليست قصة ، و إنما ظاهرة ، و هي أن عديدات من معارفي غير المحجبات أكدن لي أنهن كثيرا ما ركبن التاكسي في القاهرة ، فإذا بالسائق يضع شريطا دعويا تكفيريا عن النساء، و الحجاب ، و عذابهن.

أعلم أن الأمور تبدوا متداخلة ، لكني أراها مترابطة الأصول ، و هي أن لكل مواطن في مصر ، مهما ضحلت معارفه و ضاق أفقه ، طائفة و اتجاه ، و غالبا ما ينظر للآخر نظرة التحدي ، و العقاب إن استطاع ذلك.
لن أعيد الحديث الممجوج عن أن أمهاتنا و جداتنا لم يكن يرتدين أي زي شرعي ، و صور العائلات القديمة لم يكن لك أن تفرق من مظهرهن هل كانوا أقباط أم مسلمين أم يهود ، و أري أنه كان هناك التزام أكبر بالمعايير الإنسانية ، و الأخلاقية بين الناس عن زماننا الضحل هذا.



صورة لعائلة رومانيللي الإيطالية في مع بعض الأصدقاء المصريين - الإسكندرية - حوالي ١٩٥٦



عائلة موسى شرزلي اليهودية بالقاهرة - تاريخ مجهول




صورة لعائلة أحمد النقيب المسلمة - القاهرة - حوالي ١٩٤٢




صورة لعائلة نينيو اليهودية في بلكونة شقتهم في هليوبوليس - بين عامي ١٩٤٧-١٩٤٨





عائلة أبيلا اليونانية/ القبرصية في منزلهم في بورسعيد - عام ١٩٣١


لا أظن أن أياً من السابق رؤيتهم ، كان يحمل في سيارته ، أو حنطوره ما يدل على ديانته أو أصله العرقي ، و إن كنت أظن أنه و لا بد كان الكثير على درجة ما من التدين ، خصوصا الأقليات.. و من العجيب أن الشعب قد تعايش مع بعضه البعض بلا شكوى ، و بدون تكتلات أو تصيد لزلات الآخرين. و الغريب أننا انقسمنا إلى طائفتين دينيتين فقط ، قديما كانت عدة ديانات ، و عدد كبير من الأصول العرقية الأخرى ، و أعني بقديما :٥٠ سنة !! و قد عاش الناس.
تذكر العديد من المواقع الإسلامية كلمة " الخنازير" للدلالة على اليهود أو الإسرائيليين تحديدا.. لن أضع رابط لأنها موجودة على أي موقع سلفي، و إنني أتساءل : إن هؤلاء الـ " خنازير" استطاعوا أن يبنوا أمة قوية مستقلة ، متطورة تكنولوجيا ، و علميا ، و قد تكونت من مهاجرين من أمريكا ، وبولندا و العراق و فرنسا و روسيا و إيران و أثيوبيا، و فنزويلا ، و كل منهم يتحدث لغة أخرى ، لكنهم تعلموا أن يبدأوا من جديد ، و أن يقبلوا بعضهم البعض ، و يتعلم الجميع لغة واحدة ، و يتشاركوا مجتمع ما ، - طبعا هذا لا يعني أنني مع وجود إسرائيل ، لكني أسرد الواقع الذي لم نستفد منه - ، هذا ما كان من الخنازير ، أما نحن: " خير أمة أخرجت للناس " فنتكلم لغة واحدة ، عددنا فلكي ، يكاد يجمعنا الدين ، و لا ننفك نغزوا بعضنا البعض ، و نثير القلاقل دوما، و تحكمنا حكومات عسكرية قمعية خوفا من هجوم من الـ"خنازير" في أي لحظة!
أي عبث هذا؟
أما عن الأقليات . التي أعتقد أن درس قبولها و هضمها هو ِمفْصل وجود مستقبل للمنطقة أم لا ، فأذكر عن يوسف درويش رحِمه الله ، أنه كان يكرر دوما أن : الأقليات في كل مجتمع لها أخطاؤها ، و أحيانا ما تكون أخطاء كبيرة ، و لكن يرجع اللوم الأكبر على الأغلبية التي لم تستطع أن تحتويها ، و تجعلها تحيا بشكل طبيعي.
و قد كنت أرى في هذا القول تعسفا ما في البداية ، لكني بدأت في الاقتناع مؤخرا، مع عدم إعفاء الأقلية من الملامة أيضا.

الكل في دوامة ما...و لا يزال يغرق فيها حتى يتلاشي نور السطح ، و ها هو العالم أجمع قد أغلق أبوابه أمام أمتنا ، و العربي في الخارج شخص مرتاب فيه ، و ربما يُخشى طرفه بالنسبة لمن لا يعرفونه.
و الحل الأمثل في رأيي هو الانفتاح الثقافي على الآخر ، القبطي ، اليهودي ، الأوروبي ، الأمريكي ، و ربما الإسرائيلي أيضا إن تحسنت الظروف. فالبقاء في مكاننا لا بد أن ندرك أنه لم يزدنا إلا تأخرا ، أو ثباتا في أفضل الأحوال. و العالم سبقنا بأجيال ، و نحن نتشبث بما يؤخرنا بشكل يائس ، و دون اقتناع ، و بعاطفية فارغة.

و الآن و أنا أكتب آخر أسطر هذه التدوينة ، أعترفت لنفسي أن كل ما كتبته فيها كان "تلكيكة" لوضع هذه الصور ، و التملي في وضع عشناه يوما ، و رحل إلى غير رجعة..
غريبة حقا مصر ، لا أظن أن هناك بلد آخر ، تاريخه الحديث إذا ما طالعْتَة ، تجده تاريخ دولة أخرى..
دولة أخري فعلا..
...

هناك ١٣ تعليقًا:

  1. عزيزي أحمد

    ...... مسك الختام

    لقد قرأت تدوينتك وكأنها تلخيص لكل ماسطرته في مدونتك .. وقد جاء الحديث تلقائيا كسيناريو لفيلم من نوعية الكوميديا السوداء .. ووصف حال بعد مآل، وتردي المستوي الإنساني لإرض كانت يوما ما وطنا للجميع.

    وقد كتبت أنت .. مايكفي لأصحاب النضال أن يستخلصوا منه قائمة طويلة من الاتهامات ... قد تبدأ بكره الحجاب والسخرية من النقاب العفيف، مع إضافة تهمة عدو الاسلام ووطواط الحداثة والموالاة للحلف الصليبي الصهيوني اليهودي العالمي .. وعشق الغرب ورفض السلف الصالح، والهجوم علي الشيخ البطل المقدام حسن نصرالله رضي الله عنه وأرضاه، مرورا بإتهامات نشر الرذيلة، ومصيبة الدهر وهي التواجد مع صديقة "بدون محرم" وإنتهاء بالإفك والتصهين وحب إسرائيل والتهود والمهاودة في الحرب الدروس العيداروس ضد ثوابت الامة والعمل علي تشتيت اللمة، وخلخلة وضعضعة منظومة الكفاح المملح .. لقيام الخلافة علي أسس الثقافة والإيافة واللطافة.

    أنت تتكلم عن وطن لا أعرفه، وأرض غريبة غرابة وجود طائر القمري في ألاسكا .. وأناس لم آراهم، وعقول لم أحادثها، ووجوه شائهة، وأحوال لم أعشها، وممرات لم تسمع دبيب أقدامي .. تغيرات وتغييرات لا أعيها وإن كنت رأيت إرهاصاتها في اليوم الأخير قبل هجرتي من مصر منذ 14 عاما.

    لم يكن الواقع بهذه القتامة، علي الأقل علي المستوي الإنساني .. وكان ثمة بعض من أمل، وقليل من ضوء قد يؤدي إلي تحسن الحال وإفاقة بعد إغماء .. وصحوة بعد غفوة .. ولكن ماتحكيه أخذ هذا ومسحه مسحا، كمسح الريح لأرصفة الشوارع في ليلة عاصفة.

    لا أكذبك القول حين أقول ان في أثناء زيارتي لمصر لا أري ماتراه .. إختيارا متعمدا .. فأنا أقضي أجازتي بحي المعادي القديم بكل صفاته القديمة ولا أتفاعل مع الحدث لكوني خارج اليومي والمعاش.. زائرا وليس مقيما .. وهكذا لايخرج إدراكي عن إطار اختياري لما أريد إدراكه.

    العبث المتردي الهدام هو التعبير المناسب للحالة .. وهو ماتراه ظاهرا علي نطاق ضيق كالتدوين مثلا .. إدخال الخاص في العام، وإسقاط الخاص علي العام، مع شوفينية غير مفسرة، ومازوكية مصحوبة بنقد قاتل للذات ..... ونفي الآخر ورفض الآخر.

    وهو مايؤدي بالضرورة الي صراع وتشتت الأنا والذات والكيان، بدلا من تكاملها وتناغمها.

    قبول الآخر ثم التعايش مع الآخر ثم حب الآخر .. هي المراحل الثلاث الاساسية لبناء مجتمع متجانس قادر علي التقدم وخلق نسق أخلاقي للتعامل. أما ماتراه من عبث فهو خطوة إلي التردي والانهيار.

    لقد حدث هذا التعايش في القرن الماضي بين فئات وجنسيات وديانات مختلفة وهو ماشكل مجتمع كوزموبوليتاني قادر علي التفاعل، أما الآن فالتناغم اصبح مع الشيشاني والكوسوفاني والافغاني والبهبهاني وسقطت حقوق المواطنة في بحر العسل الاسود والطحينة ليأكلها المجاورين الجد في الازهر والسلطة .. وميديا يا كايدينهم .. وجرائد وصحف الاخ بكري بخاطرها .. وجهاز الشرطة المتعفن .. وحفريات الجيش.. وأرصفة الشوارع في كل حي من أحياء الاموات.

    لابد وأنها دولة أخري فعلا..
    لك الله .. وأعانك وأعان كل ذي عقل يفكر وعين تري وأذن تسمع، علي التواجد والتعايش مع ذكريات وطن كان .. ووطن سيكون.

    عذرا للإطالة ولكن رأيت أن يكون هذا قول علي قول .. لعل وعسي.

    محبتي الخالصة وتمنياتي لك بكل التوفيق.

    ردحذف
  2. عزيزي الطبيب


    أحيي ما كتبت ، و الحق الواقع ليس شديد الكآبة كما أكتب، قد أكتب مرة عن أشياء نبيلة و فاضلة أراها ، و تكفي إلى درجة أن تجعلني أناك هانئا ، و قرير العين ،
    و ربما إن شائت الظروف و الحالة المزاجية أن أكتب عن مشاهدات ، و ممارسات يومية ، تعادل في نفسي كل هذا الهم
    أو لعلي أراها كذلك

    و لكن
    هل لي في معرفة سبب عنونة تعليقك بجملة
    :
    ...... مسك الختام
    ؟

    تحية

    ردحذف
  3. و مع أزمة لبنان الأخيرة ، انحازت شتى طبقات الشعب إلى حسن نصرالله ،على اعتبار أنه عدو عدونا ، و حتى المسلمين لم يتمهلوا ليدركوا أنه يخالفهم في الكثير من أمور العقيدة ، و لكن لا بأس ، فهو بذقن ، يقرأ القرآن ، و يحارب الصهاينة ، و يعيد كرامتنا المسلوبة


    اللطيف أنك متضايق جداً جداً يا حسرة قلبي عليك من طائفية المصريين اللي بتدعيها في حين أن المصريين مش المفروض أنهم يأيدوا نصر الله عشان هو شيعي أو بيخالفهم في كثير من أمور العقيدة

    دانتا مسخة يا راجل

    الحقيقة أن أنت يا أخ يا مدعي التحرر و الليبرالية لا تقبل لا المحجبة أو المنقبة بقدر رفض هؤلاء المزعوم لغير المنقبات و المحجبات، لأن النقاب و الحجاب هما مش مشاكل قاتلة في المجتمع المصري و كل اللي كتبته في الأخر هو قائم علي مشاهدات و مواقف شديدة الشخصية مستعد أذكرلك أضعاف أضعاف ما يناقضها مينفعش أعممها لا علي مجتمع و لا حتي علي حي

    اللطيف في الموضوع مجتمع قبول الآخر الأسرائيلي اللي عاجبك جداً ده، واضح أنك مسمعتش عن الأشكيناز و السفارديم و مسمعتش برضه عن مشاكل عرب 48 داخل الكيان الصهيوني ممكن تسمع عزمي بشارة ممكن يديك فكرة أكبر عن موضوع مجتمع تقبل الآخر ده

    صباح الضحك أنت فعلاً شخصية كوميدية و الله

    ردحذف
  4. أنا الحلو والتاني وحش، أناالصح والتاني غلط، الراجل غير الست، والمسلم غير المسيحي، والسني غير الشيعي، والارثوذكسي غير الكاثوليكي، والطويل غير القصير, والأبيض غير الأسمر، والرفيع غير التخين

    فعلا تعبت من كتر التقسيمات اللي في مجتمعنا، الكوميديا في الأفلام والمسرحيات انهم يجيبوا واحد مختلف يتريقوا عليه، مش مهم ايه نوع الاختلاف، طويل، قصير، تخين، رفيع، بيتهته، اي اختلاف نسلط عليه الضوء يبقى سبب ان المصريين يضحكوا

    البنات في مواقع كتير عمالين يشتكوا انهم مش عارفين يمشوا في الشارع، حاول تشوف واحد سوداني مثلا ماشي وشوف حجم التريقة اللي بياخدها

    مجتمعنا بقى فعلا مريض والمصيبة انه متجه لتحت على طول الخط، ولو حاولت تتكلم وفي كلامك ظهرت شبهة انك بتدافع عن فكرة من الأفكار اللي مش المفروض حد يقولها، تبقى انت كلك على بعضك غلط وكل اللي بتقوله ما حصلش ومش موجود

    فعلا حاجة تزهق

    ردحذف
  5. العزيز احمد
    اولا التدوينة هايله وقرائياتك كلها مترابطة والفكرة ان فى بلدنا فى حالة عجيبة مش بس عدم تقبل الاخر او الاضطهاد او العنصرية لا ده كمان حالة من التصوير الدائم بدور الضحية . فى احد مناقشاتى مع شاب يعرف نفسه بالتدين وكان كثير الشبه من عمرو خالد حتى فى الصوت واستخدام المفردات حاول جاهدا ابراز لى مدى جرم المسيحين وكيف انهم يضطهدو المسلمين وحدثى عن المؤامرة الغربية الصليبية . مشهد اخر عن صديق جلس يبرر لى العنف مع المرأة ولؤمها وانها تستحق الضرب فى اوقات وان الست خرابة بيوت وانها ضلع اعوج وهنا الحالة مختلفة لا يوجد اعتراف بكونا فاشيين بل نريد ان نكون ضحايا

    لا اجد اجمل مما قلت عن ان حاضر هذه البلد يتحدث عن بلد اخر

    ردحذف
  6. عزيزي أحمد

    مسك الختام تعبير إستخدمه للدلالة علي أن هذا آخر ما أود أن أقول في هذا الموضوع.
    دائما، سوف أقرأ مدونتك، واكتب تعليقي ان اقتضي الأمر، وهذا أقل مايجب ان يفعل .. تقديرا وعرفانا لمجهودك حتي تنير مساحة كافية لرؤية الضوء والظل في لوحة سريالية .. تسمي مصر.

    تحياتي

    ردحذف
  7. غير معرف٩/١٥/٢٠٠٦

    أحييك من أعماق قلبي على كل حرف كتبتهو كل ما كتبته صحيح وخير دليل على هذا النموذج : المعلق ذنجي الذي أخذ يلعب لعبة التلاعب بالكلام من غير ما يكتب حرف منطقي
    أحييك مرة تانية

    ردحذف
  8. المجهول:
    شكر و تحية لك انت الآخر

    Tamer:
    للأسف فاهم قصدك كويس
    و حزين انني لم أرك في مصر
    خيرها في غيرها ، و في ظروف أحسن يا رب
    من غير وعاظ و لا مرشدين
    و لا ناس مش متحققة في أي مجال و بيلاقوا في التوجيه ضالتهم

    شرفت يا تامر ، و تحية

    ردحذف
  9. احمد

    اتمنى انك تكون شفت فيلم صبيان وبنات

    ده فيلم تسجيلى ليسرى نصرالله . الفيلم قريب اوى من المنطقه اللى انت بتكلم عليها ياريت لو مشفتهوش تشوفه وانا ممكن اساعد فى انك تشوفه

    ردحذف
  10. شفته طبعا يا بسام
    فيلم بديع
    انا باعتبر يسري مخرجي المفضل
    بس ممكن أشوفه تاني

    :)

    ردحذف
  11. غير معرف٩/١٧/٢٠٠٦

    تعليقا على تعليق زنجي:

    ما فهمته أنا من الفقرة عن حسن نصرالله أن أحمد يقصد أن الباحثين عن التشابه يلجؤون إلى التناسي اللحظي للاختلاف و تجاهله مؤقتا إلى أن أفرغ "أنا و ابن عمي من الغريب ثم ننقض أنا و أخي على ابن عمي"، و هكذا، و صولا إلى حد عبثي لا متناهي من التقسيم و التفريع و التخصيص.

    أي أن عم الغفير لو علم أن السيد نصرالله شيعي، ربما مع ظنه المسبق أن "الشيعة دول ناس كفرة"، ربما كان موقفه تغير، أو على الأقل بدأ في التفكير، أو دعا له بالهداية لأانه "كويس و خسارة في الكفار"

    فسر ما قصدت يا أحمد رجاء.

    ردحذف
  12. العزيز ألف
    الجملة واضحة ، و لا تستعصي على الفهم ، و البعض يزور المدونة و لا يعجبهم أنني أعلن أني ضد الحجاب ، أو لي نمط ما في الحياة قد يراه البعض غير " شرعي" ، و آرائي السياسية لا تستند إلى عقيدة أو ثوابت ، فابتعد بنفسي عن تلك المهاترات ، فقد ضاعت منا طاقات كثيرة بلا داع يا عزيزي

    حينما أردت الرد ، وجدت أن خير ما أقوله هو أن أضع الجملة مرة أخرى زي ما هي ( نفس التي استشهد بها ) فادركت انعدام أي أرضية مشتركة

    و في تفسيركم كفاية ، و أصاب عين ما أردت من الجملة و التدوينة كلها

    شكرا
    و تحية

    ردحذف
  13. بحديثك أنت تلمس كيف يزيد اغترابي أنا ذاتي،رغم أني مخالفة تمامًا للفتاة التي تراها نموذجًا متفتحًا..كمنقبة

    لم أحب أبدًا الإشارة لهذا،لكيلا يتم تذكيري بالغربة في المكان الافتراضي الذي أنشأته..

    المجتمع مختلف تمامًا،لأن ظروفه اختلفت تمامًا،ولأنه طُحن تمامًا ..

    كواحدة من جيل 85،لم أقيم في بلدي سوى منذ عشر سنين بالكاد..خلفيتي تختلف عني لووُلدت هنا..ربما
    إذن فنشأتنا باحدى دول الخليج_التي على ماعانينا فيها كانت المعيشة أسهل وأكرم مما أجد هنا_وسفر جدي من قبلي،بالطبع لابد أن ينشأ مفردات يومية مختلفة..أفكار مختلفة..سلوكيات مختلفة..
    ثم يأتي الاندماج مع الحياة عند العودة للوطن..
    التأثر والتأثير المتبادل بين الأسلوب الذي عشت عليه،والذي هو سائد في مصر..

    كفتاة،تحاول أن تكون مثقفة بشكل أو آخر..وتحاول شقّ طريقها في المجتمع..تتعامل بتفتح نوعًا..لاأطلب وأمثالي أي شئ..سوى شئ من التفهم،وبصراحة لا أستطيع استيعاب منطق من يهاجم أي مظهر ويقولبه في (1../2.../3...)ليثبت وجهة نظره

    كيف لمتفتح أن يهاجم منطق ليكون البديل أن منطقه هو السليم..

    من ناحية الدنيا تحتمل أن يكون هناك أكثر من منطق صحيح..ومن ناحية،مايكسر العزلةفي البداية شئ من التفهم ياأخي..

    توجد ملحوظة بصراحة:
    أعرف أنك رصدت مشاهد للعزلة والاغتراب،ولم تعين أحدًا بالهجوم،لربما قصدت مهاجمة الفكرة ذاتها..

    هذا ربما يكون أول رد شجاع مني:)..لطالما بالغت في إخفاء هويتي،أو حتى إبداء رأيي في المجتمعات التي أختلط بها خشيةَ أن أفقد خيط تعاملي معهم..

    ثم إنني لاأنشدُ تعاطفًا أبدًا..وأرفضه..

    فقط شئ من التفهم كما قلت،يجعل الشخص المتفتح جديرًا بأن يسمي نفسه كذلك..لايقولب التفتح في معاني معينة تنفي صور الجمود وفقط..فيقابل نمطية بنمطية..

    فقط لو أن هناك مساحة يجعلها المرء لنفسه ليعي أنه يوجد مالم يُحِط به..وبالتالي يوجد مساحة من التقبل..(بلاش كل المحجبات كذا..وكل اللي بيلبسوا بناطيل جينز كذا..وكل المدخنين كذا...الخ الخ)..

    بعض..وبعض

    __

    عمومًا احترامي لكَ،وتقديري
    ورمضان كريم:)

    ردحذف

المدونة و التدوينات ، بلا حقوق فكرية ، باستثناء الأعمال الفنية و الموسيقات فهي ملكية خاصة لأصحابها.

  ©o7od!. Template by Dicas Blogger.

TOPO